نظرية فيثاغورس لم يقتصر استخدامها في مجال الرياضيات البحتة وعلم الهندسة وحساب المثلثات فقط ولكن امتد أثرها أيضًا إلى علوم الفيزياء والكيمياء ليتم بواسطتها إثبات الكثير من النظريات الأخرى في تلك المجالات


نظرية فيثاغورس لم يقتصر استخدامها في مجال الرياضيات البحتة وعلم الهندسة وحساب المثلثات فقط ولكن امتد أثرها أيضًا إلى علوم الفيزياء والكيمياء ليتم بواسطتها إثبات الكثير من النظريات الأخرى في تلك المجالات كما استطاعت تلك النظرية ترك بصمة في مجال علم الفلك وعلوم الفضاء على حد سواء بالإضافة إلى مجال الملاحة البحرية، الرسوم البيانية والإنشاءات الهندسية. 


ومن ضمن جوانب الرياضيات العديدة نجد دائمًا أسم العالم فيثاغورس خالدًا في كل هوامشها، ولد العالم فيثاغورس عام 569 قبل الميلاد في بحر إيجة باليونان وقد عرف بنظريته الشهيرة نظرية فيثاغورس، بالرغم من كونه عالم بارع في الرياضيات إلا أنه أيضًا كان مفكرًا مبدع وبارزًا حيث أنشأ مدرسة لاستقبال زملاءه من العلماء وتلاميذه لمناقشة كافة مواضيع الحياة المختلفة.


خلال فترة شباب مؤسس نظرية فيثاغورس قام بالسفر إلى العديد من البلاد وأشهرها سوريا والعراق لكنه عاش فترة حياته في مصر حيث كان محل إقامته الرسمية، استمر فيثاغورس في السفر والتجوال ما يقارب عشرين عامًا تعلم في خلالها كل ما يتعلق بعلم الرياضيات حيث كان يتعلم ويعلمه، انطلقت شهرته من مدينة كروتوني جنوب إيطاليا وحقق رقمًا قياسيًا في الألعاب الأوليمبية، كما كان فيثاغورس عاشقًا للفلسفة وممارسة الرياضة بجانب عشقه الفريد للرياضيات فما كان نتيجة لهذا العشق سوى أن يخصص جزءًا من منزله كمدرسة للتعليم.


إنجازات العالم فيثاغورس في مجال الرياضيات

يعد فيثاغورس أول من بحث وأهتم باكتشاف جدول الضرب فأكمل من بعده العالم جون لسلي ليضع جدول الضرب النهائي حتى ضرب رقمي 99، كما عمل على اكتشاف العديد من النظريات الأخرى في الهندسة ومن أهمها نظرية مجموع زوايا المثلث يساوي في النهاية قائمتين وتم نسبها على اسمه، كما كان له نظريات في عالم الفلك.


نتج عن اهتمامه الكبير بالرياضيات وبشكل خاص الأرقام كان يعشق رقم عشرة لأنه من وجهة نظره يرمز للكمال، فاستطاع فيثاغورس أن يثبت نظريته مبرهنة بقوانين رياضية والتي تنص على أنه في أي مثلث قائم الزاوية يكون مربع طول الوتر مساويًا لمجموع مربعي طولي الضلعين الأخرين المقابلين للزاوية، واستفاد الكثير من المهندسين في كافة العصور من تلك النظرية مستخدمين إياها في بناء الأراضي عن طريق حساب مساحة المربعات المقابلة لكل ضلع من الأضلاع الثلاثة الموجودة في المثلث القائم الزاوية.


نظرية فيثاغورس

غالبًا ما يرد على أذهاننا ما السر الكامن وراء نظرية فيثاغورس وما سر اكتشافها، فنظرية فيثاغورس تعد من أهم النظريات القديمة التي مازال أثرها يطبق حتى الأن في عالم الرياضيات وبالطبع تم نسبها للعالم فيثاغورس حيث عمل على تعميم النظرية وإثبات برهانها رياضيًا وبتجربتها للتأكد من صحتها، وتنص نظرية فيثاغورس على "في المثلث قائم الزاوية، مربع طول الوتر يساوي مجموع مربعي طولي الضلعين القائمين اللذين يحصران الزاوية القائمة ويتم التعبير عنها رياضيًا بالقانون: A2 = B2 + C2.


تستخدم نظرية فيثاغورس عادة في حساب طول ضلع مجهول في أي مثلث قائم الزاوية بمجرد معلومية طول الضلعين الأخرين في نفس المثلث، كما يتم استخدام النظرية أيضًا في تقدير وحساب المسافة بين أي نقطتين في معلم متعامد إذا تم معرفة إحداثيات النقطتين الديكارتي، بالإضافة إلى أنه يمكن استخدام عكس النظرية والتي تنص على" إذا كان مربع طول أطول ضلع في مثلث ما يساوي مجموع مربعي طولي الضلعين الباقيتين، فإن هذا المثلث قائم الزاوية، وتكون الزاوية القائمة هي الزاوية المقابلة لأطول ضلع ويكون هو الوتر " لإثبات أن ضلعين في مثلث ما قد يتعامدا إذا تم معلومية أطوال الأضلاع الثلاثة للمثلث كما تتعدد التطبيقات والاستخدامات العددية لنظرية فيثاغورس.


تاريخ وأصل نظرية فيثاغورس

يرجع أصل تلك النظرية طبقًا للوثائق التاريخية إلى عصر القدماء المصريين ولكن عمل العالم فيثاغورس على تطوير تلك النظرية وإثبات براهينها رياضيًا، وتم استخدام حساب المثلثات القائمة بمعرفة الأعداد الصحيحة لأطوال أضلاعها في العصور الحجرية، كما أنه تم تأكيد استخدام نظرية فيثاغورس من خلال البابليين حوالي منذ 1800 قبل الميلاد قبل فيثاغورس تقريبًا.


بالإضافة إلى عصر المصريين القدماء فكانوا يستخدمون في ذلك الوقت حبالًا بها 13 عقدة تقريبًا لتنفيذ عمليات البناء، بالإضافة إلى تقسيم الأراضي الزراعية للاستفادة من المسافات الموجودة بين العقد، وذلك من خلال تصميم مثلث قائم الزاوية أضلاعه بنسب 3، 4، 5 فقط ولا تنطبق على المثلثات القائمة الأخرى، محققين في ذلك نظرية فيثاغورس والتي كانت تسمى قديمًا المثلث الذهبي.


أكتمل تاريخ نظرية فيثاغورس بإثباتها تجريبًيا والعمل على تعميمها على كافة المثلثات قائمة الزاويا والتي أطوالها عبارة عن أرقام صحيحة، ويرجع الفضل في إثبات صحة تلك النظرية إلى العالم فيثاغورس.


ربما كان لجزيرة ساموس الدور الكبير في نشأة فيثاغورس في ظروف تعليمية هائلة حيث كانت ساموس من أهم المراكز التجارية ومنارة الثقافة حينها، بالإضافة لنشأة فيثاغورس في أسرة غنية، وقد ظهر نبوغ فيثاغورس في عمره ال 16 و ظهر تفوقه وكان معظم معلميه يعجزوا عن إجابة أسألته المتطلعة، فانتقل ليتعلم تحت يد العالم الكبير طاليس الملطى، وكان أول عالم يوناني يبحث في إجراء دراسة عملية للأعداد.


وظهرت بعد ذلك العديد من الطرق المستخدمة لإثبات صحة نظرية فيثاغورس حيث تم تصنيف تلك النظرية كأكبر نظرية تمتلك طرق إثبات عديدة، حيث أكمل العلماء مسيرة العالم فيثاغورس في إثبات نظريته، وذلك بإعادة إثباتها بطرق أخري مبتكرة.


فيجب التنويه على أن العلماء وباحثي الرياضيات يبتكرون كل يوم العديد والمزيد من الإثباتات والبراهين لاكتشاف البرهان الأكثر صحة لنظرية فيثاغورس، حيث تم ظهور بعض الإشاعات التي تشير لاكتشاف بعض الأخطاء في تلك النظرية ولكن لم يتم إثبات ذلك رسميًا حتى الأن.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.