السيسي جاء من خلف الكواليس

السيسي جاء من خلف الكواليس
السيسي اخذ على عاتقه تصميم وجه مصر التي تشفى من ثلاث ثورات في أقل من سنتين. عندما يقاتل الجنرال الكاريزماتي في الشوارع فلا رأس له لترهات كالديمقراطية

 

 السيسي اخذ على عاتقه تصميم وجه مصر التي تشفى من ثلاث ثورات في أقل من سنتين. عندما يقاتل الجنرال الكاريزماتي في الشوارع فلا رأس له لترهات كالديمقراطية  

لا ينبغي لبشار الأسد بالذات ان يهمنا مستقبله السياسي، مصيره الخاص والقوة التي سيستخدمها كي ينجو. فرجل السنة، مع امكانية إثارة الفضول الاكبر، هو رجل مصر القوي الجنرال السيسي،  يبدو في هذه الاثناء مثل روبين هود الذي أخذ الامور في يديه كي يعلن الحرب ضد الأنذال.

بقوة وتصميم رسم السيسي هدفه: ان يؤدي بالاخوان المسلمين الى التفكك. الاشرار جدا، زعماء الحركة، القى بهم في السجون. اما مع الاخوان من الدرجة الوسطى فهو ينظم الامور عبر الدبابات في الميادين، يغلق قنوات التلفزيون المحرضة و "الجزيرة" في رأس المعسكر  لمواصلة حرب ضد العلمانيين – المتدينين في مصر.

من السهل ملاحظة استياء الاسلاميين. فهم مستعدون لان يقسموا بان الجنرال الذي نبت لهم من تحت الأنف خدعهم على نحو عظيم. فعندما منح الرئيس المعزول السيسي تفويضا ثلاثيا كوزير للدفاع، رئيسا للاركان ورئيسا للمجلس العسكري الاعلى، كان مرسي واثقا من خياره السليم لـ "واحد منا".

السيسي، الذي يسمح لنفسه بالشقاق مع الرئيس اوباما، أخذ على عاتقه تصميم وجه مصر التي تشفى من ثلاث ثورات في اقل من سنتين. عندما يقاتل الجنرال الكاريزماتي في الشوارع ويحاول البعض تصفية وزير الداخلية المصري، فليس له رأس للترهات عن الديمقراطية. اذا كان الملتحون قد أدخلوا مصر في مشاكل فانهم لدى السيسي فقدوا حظوتهم.

هكذا، رجل السنة في مصر، جاء من خلف الكواليس – من خلف نظارات شمسية قاتمة تمنحه هالة رئيس رغم أنه اقسم الا يتنافس – لاحلال الهدوء. قبل اسبوعين،  فيما كانت صوره معلقة على كل مبنى وفي برامج البث يتحدثون عن المنقذ الوطني – يقسم السيسي بان ليس له احلام عن قصر الرئاسة. يقال انه يفضل ادارة مصر من الظل الاكثر خفتانا. كما يقال انه رجل المفاجآت الكبرى، في اللحظة الأخيرة سيصعد الى العربة السياسية. اذا صعد، فانه سينتصر. ملايين المصريين معتادون على الاعجاب بالجيش.

الجدول الزمني لرجل السنة يتفجر. الحرب ضد الارهاب في سيناء  التي تمتد الى حرب ضد حماس. وجع رأس غير بسيط مع الانهيار الاقتصادي. صاغة دستور جديد. انتخابات للبرلمان  والمشكلة الأكثر تعقيدا: ألا يغلقوا لمصر مصادر النيل. لن ننسى العلاقات مع العالم الكبير وخلق الصورة – الشيطان يعرف كيف – التي تبث الاستقرار. اقناع المستثمرين بالعودة، جلب السياح، حماية العبور الأمن في قناة السويس ، الامساك بشدة بالخيوط التي ترتسم في الطريق الى تصفية الحسابات مع الاخوان  وادارة الامبراطورية الاقتصادية الهائلة للجيش المصري: مقاولو البناء الذين يقيمون احياء سكنية، مدارس، خدمات رفاه، نوادي، متاجر، مخابز، حقول للزراعة. واقع آمن للجنود الالزاميين، مستقبل واعد للضباط في الجيش النظامي.

في نهاية الاسبوع وقعت على مقالين نشرا في مجلة "التايم" الأميركية. في  احد المقالين يدعي محلل كبير بان "مصر لم تعد مهمة"  ويوصي الادارة بتقليص المساعدة للدولة المنهارة.  في المقال الثاني يشرحون لماذا مصر مهمة جدا  ويعلقون الآمال بالسيسي في ان يسير بها  الان بالذات، نحو القيادة الاقليمية. الحقيقة، مثلما هو الحال دوما توجد في الوسط.

مهم لنا أن تكون مصر مستقرة كي تحافظ على السلام. مهم للجنرال السيسي ان يخرج مصر من الحفرة. مع كل التحفظات والتسريبات ضده عندنا، من المهم أن نتذكر بأن السيسي هو قبل كل شيء وطني مصري. دعوه يعمل. اذا ما نجح، سنقدم له الحساب.

عن يديعوت احرونوت

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play