في يوم تجلّت فيه أسمى معاني الصفح والعفو والخير والتسامح ، عقدت عائلتا آل شطارة وآل ابو رعد من مدينة ام الفحم ، راية الصلح بينهما بعد حادثة قتل راح ضحيتها الشاب علام ابو رعد قبل نحو سبعة أشهر ، حيث تمت ادانة شاب من العائلة الأخرى بضلوعه في الجريمة ، وعلى اثرها قامت لجنة الصلح المحلية بعقد راية الصلح بين العائلتين بحضور شخصيات اجتماعية واعتبارية ووجهاء من أهالي ام الفحم .
والتقت العائلتان في منزل المرحوم يوسف ابو رعد في حي المحاجنة ، حيث استقبل رجال وشبان عائلة ابو رعد إخوانهم من عائلة شطارة بأجواء عمّتها الألفة والمحبة والتصافح ، وقد افتتح اللقاء الشيخ هاشم عبد الرحمن أحد القائمين على هذه الصلحة والذي قال :" نحمد الله الذي وفق ويسر وسهل هذا الجمع المبارك ، في هذه الليلة المباركة التي يحبها الله لأنها ليلة صلح " كما وبارك جهود كل القائمين على هذه المناسبة مؤكدا ان العائتلين تجاوبت مع الصلحة لارضاء الله ولعقد راية السلام والأمان والخير والعفو ولتكون فاتحة خير لنا في هذه البلدة الطيبة .
الشيخ خالد حمدان رئيس بلدية ام الفحم ، قدم شكره الى العائلتين وجاهة الصلح التي عملت على رأب الصدع بين العائلتين وتأكيد ان الصلح هو الخير وسيد الأحكام بكل مفرداته وألوانه ومعانيه ، وقال الشيخ خالد :"ما اجمل ان نرى ملامح وبشائر الخير في مثل هذه اللقاءات ، وكم هو الخير عندما تصطلح النفوس وقلوب الناس لأنها تأوي الى حكم وشرع الله والأعراف والتقاليد الخيّرة وتلتقي على الخير".
هذا وشكر الشيخ د.حسين وليد باسم عائلة أبو رعد إخوانه من عائلة شطارة على ما بذلوه من أجل تحقيق هذه الراية ، مشيرا الى أهمية التواد والمحبة والصفح العفو مستعرضا أحاديث نبوية داعيا الى الألفة بين القلوب وجمعها على الخير .
أما خالد ماجد من عائلة شطارة ، تحدث باسم العائلة حيث حيّا عائلة ابو رعد على هذا الموقف الشامخ شاكرا اياهم ومثنيا على مواقفهم الشجاعة والمباركة في دفع السيئة بالحسنة وكظم الغيظ بالخوف من الله بتسامحهم وعفوهم عند المقدرة ، كما وشكر اهل الخير ولجنة الصلح لبذلهم الجهود في تقريب وجهات النظر ولئم الجراح بين العائلتين .
وفي حديث مع والد المرحوم علام ابو رعد ، ابو رامي قال :" الصلح سيد الاحكام ، وكفانا دماء تسيل من أبنائنا وأهلنا الأبرياء ، وأتمنى أن يمد جميع الناس أيديهم للصلح والصفح والعفو ، وأن يحذوا هذا الحذو المبارك ".
أما شقيق المرحوم ، الشاب رامي قال :" أشكر جميع الأطراف التي عملت على تحقيق هذا اليوم ، وشقيقي علام احتسبناه عند الله ، وأقول لجميع الشباب "اتقوا الله في أعمالكم ".
هذا وفي الختام ، قدّمت عائلة شطارة الى والد المغدور الديّة لتطوى صفحة وتفتح أخرى ناصعة البياض والصفاء بين القلوب .
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.