في أعماق الكون المظلم، حيث يخفت ضوء النجوم ويكتنفه الغموض، كشف العلماء عن لغز جديد يثير الدهشة.
باستخدام تلسكوب "ميركات" الراديوي في جنوب أفريقيا، عثر فريق دولي على حلقة راديوية غير متوقعة تلمع في الفضاء، وكأنها نافذة إلى سر من أسرار الكون.
هذه الحلقة، التي أطلق عليها اسم "كيكلوس"، لا تشبه أي شيء شهدناه من قبل، وقد تكون مفتاحًا لفهم قوى فلكية غير مكتشفة.
بينما يسعى الباحثون لفك رموز هذه الظاهرة الفريدة، يترقب العالم بفارغ الصبر نتائج التحقيقات التي قد تغير مفهومنا عن الكون وصوره الغامضة.
اكتشاف حلقة راديوية غامضة في الفضاء
اكتشف فريق دولي من علماء الفلك، باستخدام تلسكوب "ميركات" الراديوي في جنوب أفريقيا، حلقة غامضة من الضوء الراديوي في الفضاء.
يُعتقد أن هذه الحلقة قد تكونت بسبب نجم ضخم ينفخ طبقاته الخارجية بإشعاع قوي، بطريقة مشابهة لكيفية تبعثر الرياح للأوراق.
في عام 2019، اكتشف علماء الفلك باستخدام تلسكوب آخر، وهو مصفوفة الكيلومتر المربع الأسترالي (ASKAP)، عدة حلقات غريبة من الضوء الراديوي في الفضاء.
تُعرف هذه الحلقات بـ"الدوائر الراديوية الغريبة" (ORCs)، وهي غير مرئية في أي نوع آخر من الضوء وتبدو كأنها تظهر من العدم.
رغم العثور على عدد قليل فقط منها حتى الآن، فإن الدائرة الجديدة المكتشفة لا تتناسب مع النمط المعتاد.
اكتشاف جديد: "كيكلوس"
وفق دراسة نُشرت على موقع ما قبل طباعة الأبحاث "أرخايف" بقيادة كريستوبال بورديو من مرصد كاتانيا للفيزياء الفلكية، تم العثور على الدائرة الجديدة، التي سُمّيت "كيكلوس"، باستخدام تلسكوب "ميركات" في عام 2022.
على عكس الدوائر الأخرى التي عُثر عليها بعيداً فوق مجرة درب التبانة، تقع "كيكلوس" بالقرب من مركز مجرتنا، مما يجعلها أكثر غموضاً.
أسباب محتملة وتحديات
يحاول علماء الفلك معرفة سبب ظهور "كيكلوس"، وإحدى الأفكار هي أن النجم الضخم المعروف بـ"نجم وولف-رايت" قد يكون السبب.
تشتهر هذه النجوم بنفخ طبقاتها الخارجية بإشعاع قوي، مما يخلق غلافاً حولها يشبه ريحاً قوية تبعثر أوراق الشجر، تاركةً وراءها جذعاً عارياً ودائرة من الأوراق المتناثرة.
ومع ذلك، لم يتم العثور على نجم وولف-رايت في مركز "كيكلوس" حتى الآن. هناك نجم ساطع واحد قريب، لكنه ليس من النوع المناسب.
وقد حدد علماء الفلك نجوماً أخرى محتملة، ولكنهم يحتاجون إلى مزيد من البيانات لتأكيد ما إذا كان أي منها نجوم "وولف-رايت" بالفعل.
الخطوة التالية: تلسكوب جيمس ويب
الخطوة التالية هي استخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي لجمع مزيد من المعلومات حول هذه النجوم المرشحة.
هذا علماء الفلك في تحديد ما إذا كان أحد هذه النجوم مسؤولاً عن إنشاء "كيكلوس" وحل لغز هذه الحلقة الراديوية الغريبة.
طالع أيضًا
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.