تتزايد في الآونة الأخيرة الأحاديث والتخوفات من ظاهرة هجرة الأدمغة أو هجرة الهمم، من البلد، خاصة من مجالات الطب والصحة والتقنيات العالية (الهايتك)، الأمر الذي يمس بشكل كبير بالاقتصاد الإسرائيلي، ويضعه أكثر مما هو الآن على حافة الهاوية.
وحول هذا المحور، كان لنا لقاء ضمن برنامج إعمل حسابك الاقتصادي، مع البروفيسور دان بن دافيد، رئيس ومؤسس معهد شوريش للأبحاث الاقتصادية الاجتماعية، في قسم السياسات العامة جامعة تل ابيب، الذي قال إنّ لا معطيات حول هجرة الأدمغة في السنتين الأخيرتين، ولكن الفترات قبل هاتين السنتين ليست جيدة، فحسب معطيات مكتب الإحصاء المركزي، على كل أكاديمي واحد عاد إلى إسرائيل بعد إنهاء التعليم في الخارج، هناك ثلاثة تركوا، وفق حسابات العام 2014، والعام 2018. وقال إنّ الأرقام المطلقة منخفضة، فالحديث عن مئات فقط، ولكن التوجه مقلق.
وقال إنّ بما يخص مجال الطب، فإنّ حسب معطيات OECD، نسبة الأطباء الذين تركوا البلاد في السنوات الأخيرة ضاعفت نفسها، ورغم أنّ الأرقام المطلقة منخفضة، إلا أنّ وجهة الأمور هي المقلقة.
وقال بن دافيد إنّ حسب تقديره فإنّ ترك الأدمغة لإسرائيل في السنة والنصف الأخيرة، أي منذ بدء الانقلاب القضائي، والآن الحرب، هو بأعداد وبنسب أكبر من الماضي رغم عدم وجود أرقام رسمية تخص هذا الأمر.
وقال بروفيسور بن دافيد إنّ الدول تربح من الذين يتركونها ومن ثم يعودون مكدّسين بالخبرات، ولكن المشكلة في إسرائيل هي أنّ الكثيرين لا يعودون، وخاصة من الولايات المتحدة ومن أوروبا.
وقال إنّنا عندما ننظر إلى دول أخرى حصل فيها هروب للأدمغة، فإنّ ما يحصل هنا هو إشكالي جدا، فكما في لبنان أيام الحرب الأهلية، أو في فنزويلا تحت هوغو تشافيز ولاحقا تحت مادورو، هكذا الوضع عندنا اليوم في البلاد، وهو أنّ الوجهة العامة للأمور هي أنّ النخب هي أول من يترك ويذهب ليبحث عن مكان أكثر استقرارًا وأكثر أمنًا للعمل وللتطور.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.