في عصرنا الحديث، أصبحت أنظمة الحميات الغذائية المتنوعة تحتل مكانة كبيرة في عالم الصحة والرشاقة، ومن بينها نظام الكيتو دايت الذي حقق شهرة واسعة بفضل فعاليته في إنقاص الوزن بشكل ملحوظ.
ومع ذلك، قد يكون وراء النجاح الباهر لهذه الحمية جوانب مظلمة تثير القلق، فعلى الرغم من أن نظام الكيتو يُعرف بقدرته على تقليص الدهون وفقدان الوزن، إلا أن الدراسات الحديثة تكشف عن تأثيراته السلبية على صحة الشرايين.
نظام الكيتو دايت وآثاره الجانبية على صحة الشرايين
عادة ما يلجأ الأشخاص الراغبون في إنقاص الوزن إلى اتباع نظام الكيتو دايت، والذي أثبت فعاليته الكبيرة في تحقيق هذا الهدف.
ومع ذلك، يجهل الكثيرون أن هذا النظام قد يسبب آثارًا جانبية تضر بصحة الشرايين عند اتباعه لفترة طويلة.
تأثير نظام الكيتو على الكوليسترول
ووفقًا لموقع "New Scientist"، أظهرت تجربة سريرية شملت 53 شخصًا أن نظام الكيتو يؤدي إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار في الدم، رغم فعاليته في إنقاص الوزن وإزالة بعض دهون الجسم بشكل عام.
تفاصيل الدراسة
أُجريت الدراسة في جامعة باث البريطانية، بمشاركة 53 شخصًا متوسط أعمارهم 34 عامًا، ولم يكن لدى أي منهم مشاكل سمنة أو سكري أو كوليسترول.
خلال شهر، اتبع ثلث المشاركين نظام كيتو الغذائي، حيث تأتي 8% من الطاقة من الكربوهيدرات و70% من الدهون.
اتبعت المجموعة الثانية نظامًا يحتوي على 45% من الكربوهيدرات و35% من الدهون، مع تقليل السكر.
أما المجموعة الثالثة، فاتبعت نظامًا يحتوي على 30% من الكربوهيدرات و35% من الدهون، مع السماح بأن تأتي 20% من الكربوهيدرات من السكريات الحرة.
النتائج
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين اتبعوا نظام الكيتو فقدوا 1.6 كيلوغرام من الدهون في المتوسط خلال شهر.
بينما فقد من اتبعوا النظام منخفض السكر 1 كيلوغرام من الدهون في المتوسط، ولم يفقد من اتبعوا النظام المعتدل الذي يحتوي على سكر أي دهون من وزن الجسم.
تأثير النظام الغذائي على الكوليسترول
رغم أن فقدان الوزن كان أكبر في مجموعة الكيتو، إلا أن هؤلاء الأفراد كان لديهم مستويات أعلى بنسبة 16% من الكوليسترول "الضار"، وأعلى بنسبة 26% من بروتين دهني يسبب انسداد الشرايين.
في المقابل، كان لدى الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا منخفض السكر مستويات أقل بنسبة 10% من الكوليسترول الضار، ولم يتغير مستوى البروتين الدهني لديهم.
تأثير نظام الكيتو على بكتيريا الأمعاء
كما وجد الباحثون أن الأشخاص الذين اتبعوا نظام الكيتو لديهم مستويات منخفضة من نوع من بكتيريا الأمعاء تسمى بيفيدوباكتيريوم.
هذا النوع من البكتيريا يساعد في إنتاج فيتامينات "ب" وترتبط بجهاز مناعي أقوى، وفسر الباحثون ذلك بانخفاض مستوى الألياف في نظام الكيتو الغذائي.
طالع أيَضًا
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.