واصل الجيش الإسرائيلي غاراته على قطاع غزة لليوم الثامن عشر على التوالي منذ السابع من تشرين الأول-أكتوبر، فيما إستهدف المزيد من الفلسطينيين في مناطق متفرقة من قطاع غزة المحاصر، تحديدًا في جنوبه شماله ومركز القطاع.
واستهدف الجيش الإسرائيلي في ضرباته اليوم الثلاثاء المنازل والمنشآت السكنية، وسط تلميح الجيش الإسرائيلي المستمر إلى قرب موعد شنّه اجتياحًا بريًا، بينما يشهد الوضع الإنساني في غزة كارثة غير مسبوقة، بلغت معه المنظومة الصحية مرحلة هي الأسوأ في تاريخها.
وخلّفت الغارات التي شنّتها قوات الجيش الإسرائيلي منذ اليوم الأول من الحرب على غزة 23 ألفاً ما بين شهيدًا وجريحًا، ما يعني أنّ واحدًا من كل 100 شخص في القطاع المحاصر استشهد أو أصيب، وفقًا للمعلومات الصادرة من المكتب الإعلامي الحكومي.
قال مكتب الإعلام الحكومي بغزة: إن الجيش الإسرائيلي قتل 48 شهيدًا من عائلة النجار و35 من عائلة المصري و32 من عائلة الهيسي و32 من عائلة أبو جزر.
وكرّر الجيش الإسرائيلي على لسان الناطق باسمه، دعوته للغزيين بالنزوح جنوبًا، مدعيًا أن جنوبيّ غزة، منطقة آمنة، فيها غذاء ومساعدات ودواء.
وأكّد بالقول: "لن نسمح بدخول الوقود لغزة".
كما تطرّق إلى الاشتباك الذي جرى في منطقة "زيكيم" بـ"غلاف غزة"، وذكر أن قوات الجيش الإسرائيلية قامت بتصفية "خلية" حاولت التسلل بحرًا في المنطقة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن الجيش الإسرائيلي إرتكب 644 مجزرة بحق عائلات استشهد فيها 4292 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال.
إستهداف القطاع الصحي في غزة
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طيران الجيش الإسرائيلي شنّ غارات عنيفة على محيط مستشفى الأمل التابع لها، في خان يونس.
وإلى ذلك، قالت وزارة الداخلية في غزة إن غارات إسرائيلية استهدفت منطقة مجاورة لمستشفى الوفاء، وسط مدينة غزة، ما أسفر عن إصابات متفاوتة في صفوف المواطنين.
من جانبها، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن غارات إسرائيلية استهدفت مسجد الفرقان في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، ومستشفى للمسنين في وسط المدينة.
إستهداف مجمّع تجاري ومنزل يؤوي نازحين
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بسقوط عشرات الشهداء جراء غارات على مجمّع تجاري في مخيم النصيرات وسط القطاع، تزامنًا مع غارات على منزل في بلدة القرارة بخان يونس جنوب القطاع، يقطن فيه عدد كبير من النازحين، ما أدى إلى استشهاد عدد منهم، وإصابة آخرين، فيما لا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض.
الناطق باسم الجيش الإسرائيلي: أمامنا أسابيع طويلة من القتال
من جانبه قال متحدث عسكري إسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إن جيش الجيش الإسرائيلي جاهز وفي انتظار التعليمات السياسية، في إشارة إلى بدء عملية برية في قطاع غزة، مضيفاً: "أمامنا أسابيع طويلة من القتال".
وأشار المتحدث، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز، إلى أنّ "مصر تلعب دوراً رئيسياً في مفاوضات إطلاق سراح الأسرى من غزة".
وحول ما ورد في تقرير لـ"نيويورك تايمز" بأنّ إدارة بايدن قلقة من عدم وجود هدف عسكري يمكن تحقيقه من الحرب البرية، رد المتحدث قائلاً: "نتعلم من أميركا لكن حربنا على حدودنا وليس على بعد آلاف الأميال، ولذلك يجب أن نتخذ القرار بمفردنا من أجل إزالة تهديد حماس".
وأشار إلى أن "هناك انخفاضاً في عمليات إطلاق الصواريخ، لكن يجب أن لا نخدع أنفسنا. هذه محاولة لتخديرنا. عدونا لا تزال لديه قدرات هجومية"، وفق تعبيره.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب أكثر من 400 هدف عسكري في قطاع غزة، خلال الـ24 ساعة الماضية، ما أدّى إلى مقتل العديد من قادة "حماس" والنشطاء الذين كانوا يحضّرون لهجمات.
وادّعى الجيش، في بيان نشره عبر "تليغرام"، استهداف العشرات من ناشطي "حماس" الذين كانوا يستعدون لإطلاق الصواريخ وتنفيذ هجمات ضد إسرائيل، مشيراً إلى أن طائراته قصفت العشرات من البنى التحتية ومواقع "حماس" في أحياء الشجاعية، والشاطئ، وجباليا، ودرج التفاح، والزيتون.
وطالب مسؤولون في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قبيل المؤتمر الصحافي في مستشفى "إيخيلوف"، اليوم، للأسيرة التي كانت محتجزة في غزة وتم الإفراج عنها أمس، ألا يتم القول إن مقاتلي حماس "اعتنوا بها جيدا"، وفق ما أفادت القناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية.
وأضافت القناة أن مكتب نتنياهو يصر على عدم نقل رسالة كهذه لعائلة الأسيرة وإنما لمستشفى "إيخيلوف" فقط.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.