العالم العربي
جرح نازف لم يضمَّد بعد، 41 عامًا على مجزرة صبرا وشاتيلا

جرح نازف لم يضمَّد بعد، 41 عامًا على مجزرة صبرا وشاتيلا

في اليوم السبت، الموافق 16 سبتمبر، نتذكر اليوم الأليم الذي يصادف الذكرى الواحدة والأربعين لمجزرة صبرا وشاتيلا،  في تلك الأحداث المروعة التي جرت بين 16 و18 سبتمبر عام 1982، سقط أكثر من أربعة آلاف شهيد وشهيدة وفقًا للإحصاءات الفلسطينية.

هذه المأساة التي نفذتها مليشيات حزب الكتائب اللبناني بدعم وشراكة من القوات الإسرائيلية، وبقيادة وزير الأمن الإسرائيلي، أريئيل شارون لا تزال تثير آلامنا وتدمي قلوبنا.

بداية الأحداث:

 حاصرت قوات الجيش الإسرائيلي حي صبرا ومخيم شاتيلا في 15 سبتمبر، وأقامت نقاط مراقبة على سطوح عمارة لمراقبة الحركة في المنطقة، وفي صباح يوم الخميس 16 سبتمبر، انتقلت هذه القوات إلى بناية قرب مدخل مخيم شاتيلا، حيث بدأت بإطلاق النار وإصدار الأوامر بقتل المدنيين، بينما قامت الطائرات والجيش بإلقاء القنابل الضوئية لإخفاء أعمالهم في الظلام.

في الصباح التالي، أصبحت تفاصيل المجزرة واضحة للسكان المحليين، حيث شهدوا جثث القتلى والمدمرات وهي تهدم المنازل وتدفن الأحياء والأموات تحت الأنقاض. هرب البعض إلى مستشفيات في عكا وغزة، بينما بقي البعض الآخر محاصرين داخل منازلهم دون معرفة مصيرهم. القتل تم بصمت وسرعة.

استمرت الهجمات وزاد عدد المهاجمين، في اليومين التاليين، ازدادت وسائل القتل تطورًا وشملت القنابل الفوسفورية التي ألقيت في الملاجئ، وهاجم المعتدين أيضًا مستشفى عكا، حيث قتلوا ممرضين وأطباء فلسطينيين واختطفوا مرضى ومصابين وهاربين من المجزرة.

في اليوم الثاني، زادت الهجمات داخل البيوت، خاصة في بعض الأزقة وقرب السفارة الكويتية والمدينة الرياضية، اذ كانت هناك حُفر جاهزة بفعل الصواريخ الإسرائيلية التي سقطت في المدينة الرياضية خلال اجتياح بيروت في 1982.

وتمكن بعض الناجين من الهروب من هذه الحُفر تحت فوضى المنطقة المزدحمة بالمحتشدين، وكانوا يتوقعون أن يُصيبهم الرصاص أو حتى يُدفنوا أحياءً.

المكان:

وصبرا هو اسم حي تابع إداريا لبلدية الغبيري في محافظة جبل لبنان، تحدّه مدينة بيروت من الشمال، والمدينة الرياضية من الغرب، ومدافن الشهداء من الشرق، ومخيم شاتيلا من الجنوب، ولا يُعدّ مخيمًا رسميًّا للاجئين رغم ارتباط اسمه بشاتيلا الذي يعدّ مخيمًا دائما للاجئين، حيث أسسته وكالة أونروا عام 1949، لإيواء مئات المهاجرين من قرى شمال فلسطين بعد النكبة.

روايات الشهود والناجين 

وذكرت مصادر فلسطينية وغيرها أن عدد القتلى بلغ الآلاف، بينهم نساء وشيوخ وأطفال، ومُثِّل ببعضهم أشنع تمثيل، ونُزعت أحشاؤهم قبل أو بعد قتلهم، وفق ما وثّق صحافيون في موقع ارتكاب المجزرة.

ويستذكر الفلسطيني محمد سرور (56 عاماً) أحد الناجين من مجزرة صبرا وشاتيلا بعض فصول المجزرة، والأيام المرعبة التي مرّت عليه وعلى عائلته، ويقول: "خسرت عائلتي بكاملها في المجزرة، التنكيل والذبح وإطلاق النار، كما الاغتصاب كان سيد المشهد، حتى الحيوان لم يسلم من المجزرة، فقد قاموا بذبح حصان لأحد الأشخاص".

ويضيف أنّ "المجزرة اندلعت فجر 16 أيلول/سبتمبر 1982 حوالى الساعة الخامسة والنصف فجراً، وأخذ المعتدون من محيط المخيمين طريقاً للهجوم، حيث كان التنكيل والذبح وإطلاق النار كما الاغتصاب سيد المشهد، ووصل عدد الضحايا وقتها إلى 3500 شخص بين مفقود ومقتول، وبعضهم معتقل".

وعن أكثر المشاهد المرعبة والراسخة في مخيلته أثناء المجزرة، يقول سرور: "صورة جاري أحمد، الذي تعرّض للذبح، ووُضِع رأسه على عصا في منتصف الشارع، وبالرغم من أنني قد خسرت عائلتي بكاملها في هذه المجزرة، إلا أن مشهد ذبح أحمد ما زال يرافقني حتى اليوم".

في عام 1982، شهد لبنان سلسلة من الأحداث الهامة التي شغلت العالم وشكلت نقطة تحول في تاريخ المنطقة.

في 6 يونيو/حزيران 1982، بدأت إسرائيل عملية اجتياح للبنان بهدف طرد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والقضاء على تهديداتها العسكرية ضد إسرائيل.

سارع الجيش الإسرائيلي إلى تقدم سريع ووصل إلى مشارف العاصمة بيروت بعد حوالي خمسة أيام من بدء العملية، حيث فرض حصارًا على المدينة وشهدت بيروت قصفًا عنيفًا استمر لأكثر من 80 يومًا.

في 20 أغسطس/آب، تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب مقاتلي وقادة فصائل التحرير الفلسطينية من لبنان بوساطة المبعوث الأمريكي فيليب حبيب.

في 23 أغسطس/آب، تم انتخاب بشير الجميل رئيسًا للجمهورية وهو قائد ميليشيا "القوات اللبنانية" المتحالفة مع إسرائيل.

في 14 سبتمبر/أيلول، تم اغتيال بشير الجميل في انفجار عبوة ناسفة قبل أيام قليلة من توليه رسميًا المنصب الرئاسي.

في 15 سبتمبر/أيلول، اجتاحت قوات الجيش الإسرائيلي العاصمة بيروت وأحاطت بمخيمات اللاجئين.

في 16 سبتمبر/أيلول، دخلت مجموعات من ميليشيات لبنانية مناهضة للفلسطينيين مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين تحت وهج القنابل المضيئة.

وفي 18 سبتمبر/أيلول، توقفت أعمال العنف وبدأ المراسلون بدخول المخيم، حيث انتشرت أنباء وصور عن المجزرة الرهيبة التي وقعت في المخيم.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.