ترتفع ظاهرة قصر النّظر لدى الأولاد، بوتيرة مقلقة في السّنوات الأخيرة، ولا تقتصر الأسباب اليوم على تعرّضهم المستمر للشّاشات
أثبتت احصائيّات أمريكيّة عن ارتفاع نسبة الأشخاص الذين يعانون من ضعف نظر ل42% منذ عقد السبعينات حتّى اليوم، وبحسب منظمة الصحّة العالمية فلعام الـ2050 سيعاني 50% من العالم من ظاهرة قصر النّظر.
شُخّص سابقًا قصر النظر الأطفال على أنّه لأسباب وراثيّة، نشأت من واحد أو أكثر من الوالدين الذين يعانون أيضًا من مشاكل في الرّؤية
أدّى نمط الحياة المختلف في السنوات الأخيرة إلى زيادة مستمرة في عدد الأطفال المصابين بقصر النظر
لم يقتصر الأمر على زيادة التعرض للشاشات في السنوات الأخيرة ألا وأنّ عصر الهواتف الذكية تسبب تعرّضًا للشاشات بشكل مقرب وغير مسبوق من السنوات الفائتة
فتعرض الشخص إلى الشّاشة بمسافة يمكن تقديرها بأقل من ذراع (مقارنة بمشاهدة التلفزيون)
الوباء يتزايد:
يقضي الأطفال والمراهقون اليوم وقتًا أطول بكثير في الأماكن المغلقة من سابقهم، أمثلة على ذلك
كان الجّيل الأسبق لجيل اليوم، يقضي وقتًا أكثر خارج المنزل وفي الأماكن المفتوحة حيث كان الأطفال يتوجهون بعد المدرسة للعب خارجًا وقضاء الوقت بالفعاليات غير المنهجيّة، أمّا اليوم فنشهد ذات الظاهرة لدى معظم الأطفال حيث نرى الطّلاب بعد وصولها من المدارس تتوجّه للبي(الأماكن المغلفة لتقضي الوقت خلف الحواسيب والشّاشات
يجدر الذّكر أنّ هذا التغيير السّلوكي له عواقب وخيمة على بصر الأطفال والشّباب ، فلكي ينمو الجسد ويتطور، تحتاج العين إلى أكبر قدر ممكن من ضوء النهار ، على الأقل ساعة من قضاء الوقت في الخارج كل يوم.
بعد الزيادة المستمرة في عدد الأطفال المصابين بقصر النظر الذين يتم تشخيصهم كل عام ،أعلنت منظّمة الصّحّة العالميّة أن قصر النظر (أو قصر النظر في اسمه الطبي) هو وباء.
وبسبب تفشّيه ، أصدرت المنظمة الدولية لطب العيون (WSPOS) مؤخرًا، دعوة للتدخل ومحاولة إيقاف التدهور بمساعدة العلاجات الوقائية في سن مبكر
وأن لا يقتصر العلاج على النظارات الطبيّة، والعدسات اللاصقة بل خطوات وقائيّة التي بدورها ستقلل من ظاهرة الأصابة بقصر النّظر.
الأطفال هم الأكثر عرضةً للخطر
يُشار إلى أنّ الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر فهم في مرحلة التطور وفي السنوات الأولى هي مرحلة تطور العين، لذلك يكون الأطفال والمراهقون أكثر عرضة من البالغين للوصول إلى أعداد كبيرة.
يميل معظم الآباء إلى الاعتقاد بأن مشكلة قصر النظر لدى أبنائهم يتم حلها عن طريق الجّراحة بالليزر عندما يبلغ سن الرّشد-في الواقع، فإن الجراحة بالليزر ، تمامًا مثل وضع العدسات اللاصقة أو النظارات، لا تمنع المشكلة الرئيسية والأكثر إثارة للقلق.
يتعرض عدد كبير من الأطفال والشّباب لخطر حقيقي للإصابة بأمراض العيون مثل الجلوكوما وانفصال الشبكية وإعتام عدسة العين وغير ذلك. لذلك، يجب ايجاد علاجًا يحافظ على جودة الرؤية لدى هؤلاء الأشخاص.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.