بعد مرور عقدين على محاربة اسرائيل لفيلم "جنين جنين"، وبعد عامٍ عن إصدار حكم البكري، طالبت المستشارة القضائية من المحكمة العُليا بأن لا يكون جلسة اضافية لهذا الملف قائلةً إن لا حاجة لتغيير الحكم".
قال الفنان محمد بكري منتج ومخرج فيلم "جنين جنين" لاذاعة الشمس مساء اليوم الخميس إن "موقف المستشارة القضائية، جاء متأخرًا جدًا، فالقضية منذ عام والآن تقترح على المحكمة بأن لا يكون جلسة اضافية للتغيير في الحكم".
وأضاف البكري مسلطًا الضوء على ما جرى في ملف القضية في السنوات الماضية بأن "في حينها قررت المحكمة العليا وعدد من قضاتها بتحميلي المسؤولية عن العروض الأربعة للفيلم التي جرت بين عامَي 2010 و2012".
وقال البكري " إنه قدم التماسًا للمحكمة العليا لكن لم انجح بذلك، فالعليا استندت في قرارها سابقًا على إدعاء جندي شارك في القتال في اجتياح جنين واكتشف لاحقًا أن صورته تظهر في أحد مشاهد "جنين جنين"، ليطالب الجندي بتعويضٍ مادِي قيمته مليونين و600 ألف، المحكمة المركزية وافقت على التعويض بمبلغ 175 ألف شيكل للجندي اضافةً لمنع عرض الفيلم في إسرائيل".
أكد البكري على أن البعد المادي لم يكن مهم بالنسبةِ له بقدر البعد المعنوي، وتأثير القرار على حالته النفسية وذلك لضياع جهده، ولزعم القضاة ان الفيلم كله اكاذيب وليس له أي أساس او مضمون مشددًا برده أن الفيلم مبني على الحقيقة والواقع الفلسطيني.
وأضاف محمد أن:
"في ظل وجود الإحتلال الخوف موجود، لكن لا يجب ان نصل الى خانة اليأس، لأن الفن والإبداع على وجه الخصوص مرتبط بالأمل".
فيلم "جنين جنين"
“جنين جنين” هو فيلم توثيقي للأحداث التي وقعت في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في أبريل/نيسان 2002، حيث كانت هذه المجزرة ضمن عملية اجتياح شاملة للجيش الإسرائيلي على الضفة الغربية، وكانت تهدف من خلالها للقضاء على المجموعات الفلسطينية المسلحة المقاومة، حيث شهدت جنين أشرس المعارك، واستشهد خلالها 50 فلسطينيا ودُمرت عشرات البيوت في المخيم، بينما اعترف الجسش الاسرائيلي بمقتل 23 جنديا من طرفه.
ودخل بكري وطاقم التصوير المرافق له إلى المخيم بعد ثلاثة أسابيع، ووثق أقوال سكّانه من ذوي الضحايا، ومنذ ذلك الحين وهو يتعرض للملاحقات المستمرة من قبل السلطات الإسرائيلية والإعلام الإسرائيلي، وحتى من المؤسسات الفنية.
محمد بكري
ممثل ومخرج ومنتج عربي ولد عام 1953 بقرية البعنة بالجليل.
درس التمثيل وأدب الشعر، كما ودرس المسرح في جامعة تل ابيب عام 1973 اضافةً لدراسته الأدب العربي، واشترك في العديد من الأعمال الفنية في هولندا، بلجيكيا، فرنسا وكندا.
بدأ مشواره الفني بالمشاركة في العديد من الأعمال المسرحية المحلية، وصل محمد البكري إلى العالمية بعد مشوار حافل شارك بالتمثيل، الاخراج، التاليف والانتاج في أكثر من 43 عمل منهن فلم: وراء القضبان"، "درب التبانات"، "حيفا «. كان الفنان محمد البكري يؤمن ان العمل بالفن يحرر الإنسان».
بداياته المسرحية كانت بعرض مسرحية لارثر ميلر وهي «مشهد من الجسر»، كانت أولى إنتاجاته فيلم «من وراء القضبان»، «حنا كي» و«الغصن الأبرص»، ثم بدأ بتمثيل الأفلام «حيفا» و«برايفيت» و«تحت أقدام النساء»، أما بداياته المسرحية فكانت «المتشائل» عام 1986.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.