يصادف الواحد والثلاثين من أيار/ مايو، الذكرى الـ22 لرحيل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الشهيد فيصل الحسيني، الذي عرف بمكانته السياسية في فلسطين وفي مواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية، وكرس حياته لدعم القدس.

ولد الحسيني في بغداد 17 تموز/ يوليو 1940،والده كان قائد ومؤسس جيش الجهاد المقدس، استشهد في معركة القسطل، أما جده فهو موسى كاظم الحسيني الذي ترأس بلدية القدس عام 1918.

ترك والده الأثر الكبير في تعزيز وعيه السياسي، من خلال مرافقته في جميع تحركاته وانتقالاته بين الدول العربية تحديدًا، مما ساهم في تشجيعه على الخطابة أمام الجمهور وحفظ القصائد والأناشيد الوطنية.

محطات الحسيني في رحلته السياسية 

عرفً الحسيني الراحل الشهيد ياسر عرفات أثناء دراسته الجامعية في القاهرة.

ترأسَ العمل السياسي لمنظمة التحرير وحركة فتح، حتى اعتقاله عام 1968بسبب حيازة السلاح، وحكم عليه بالسجن لمدة عام.

وبعد الإفراج عنه وخروجه من المعتقلات الإسرائيلية، فرضت عليه إقامة جبرية لمدة سبع سنوات، ما بين عامي 1981 و1987، حيث كان يمنع عليه الخروج بعد أبواب القدس في النهار، او ترك المنزل ليلًا.

فيما وصدرت بحقه مجموعة من الأحكام الإدارية التي قضاها داخل السجون الاسرائيلية قبل اندلاع الانتفاضة الأولى المعروفة ب"انتفاضة الحجارة"، التي كان أحد أهم قادتها.

ترأس فيصل الحسيني رئاسة الفريق الفلسطيني المفاوض في مؤتمر السلام بمدريد عام 1993،كما ووقع اتفاقية أوسلو والمعروفة رسميا بإعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي.

ليركز فيما بعد على عمله بالقدس ولأجلها، خاصةً وأنه كان يعرف أن الاتفاق اعتبر ملف القدس قضية مؤجلة، فكان يخشى أن تقوم إسرائيل بأي إجراءات من طرف واحد.

وتسلم فيما بعد رئاسة لجنة مشتركة تختص بملف القدس، يمثلها هو من الجانب الفلسطيني و"موشيه شاحاك" من الجانب الإسرائيلي، والتي واصلت العمل على قضايا القدس حتى بداية الانتفاضة الثانية التي اندلعت عام 2000.

وفي عام 1979 حرص الحسيني على إقامة مؤسسات فلسطينية بالمدينة لتعزيز النفس الفلسطينية الوطنية، والحفاظ على الهوية العربية، فأنشأ جمعية الدراسات العربية "بيت الشرق" ومقرها القدس، لإعداد الأبحاث تحديدًا الأبحاث السياسية والثقافية.

أقلق نشاط الحسيني السلطات الاسرائيلية، فأغلقت مقر الجمعية والمؤسسات التابعة له يوم 28 يوليو/تموز 1988متعللة بذرائع أمنية، وتكررت أوامر الإغلاق أكثر من مرة على مدى سنوات الانتفاضة الأولى التي كان الحسيني أحد قادتها.

وفي يوليو/تموز 1992 سمحت إسرائيل بإعادة فتح بيت الشرق ، واستأجر الحسيني البيت بكامله بعد أن أصبح مسؤول ملف القدس باللجنة التنفيذية لـ منظمة التحرير الفلسطينية.

وأصبح مكتب فيصل الحسيني في بيت الشرق رمزًا فلسطينيًا، وفيه أعدت التحضيرات لـ مؤتمر مدريد، فأصبح بيت الشرق المقر شبه الرسمي لمنظمة التحرير.

واجه فيصل المشاريع الاستيطانية بكل قوته، وكان يعلم أن المستوطنة المقامة على أراضي جبل أبو غنيم ستقضي على احتمالات السلام، وانضم إلى الأهالي بخيمة اعتصامهم داخل أراضيهم. وخلال إحدى المظاهرات التي خرجت ضد بناء المستوطنة وجه رسالة للإسرائيليين وقال:

"إما أن تصنعوا سلاما معنا الآن أو تبحثوا بعد 25 عاما عن نيلسون منديلا فلسطيني، ولن تجدوه"

وفاة الحسيني

توفي فيصل الحسيني الملقب ب"أمير القدس" يوم 31 مايو/ أيار 2001، في الكويت، حيث كان ذاهبًا لإنهاء الخصومة ما بين السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الكويتية والتي نشأت بسبب الغزو العراقي للكويت إبان حرب الخليج.

دفن في باحات الحرم القدسي بجوار قبري أبيه وجده، بعد وصول جثمانه من الكويت إلى مقر المقاطعة في رام الله، فحُمل على الأكتاف في جنازة مهيبة.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.