تلاشت مخاوف اللاجئين السوريين في تركيا بعد الإعلان عن فوز الرئيس رجب طيب اردوغان بولاية تمتد حتى عام 2028، وذلك لخوفهم من تهديد مرشح حزب المعارضة كمال كلجدار اوغلو بترحيلهم قسرًا من تركيا.
قال الاستاذ طه غازي الخبير في شؤون اللاجئ السوري في حديث مع اذاعة الشمس إن: "في الأشهر التي سبقت الإنتخابات في تركيا، إستخدم تيار المعارضة اللاجئين السوريين كورقة رابحة، وهذا الإستخدام ترافق مع خطاب التمييز العنصري والدعوات لترحيل اللاجين وذلك ما زرع الخوف في نفس اللاجئ السوري".
ظهرت قضية اللاجئين السوريين بشكل واضح، خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة في تركيا، إذ تحتضن تركيا 3.4 مليون لاجئ سوري على الأقل.
أثارت الانتخابات الاخيرة في تركيا حالة قلق في نفوس اللاجئين السوريين وذلك لضبابية وضعهم المستقبلي في الدولة، مما دفع الكثيرين منهم إلى التساؤل عما إذا كان سيتعين عليهم الفرار مرة اخرى، وبدء حياة جديدة بعد هربهم من حرب دامية في وطنهم.
وتعهد أردوغان بأن بلاده "لن تعيد" اللاجئين السوريين إلى بلادهم عبر "الطرد أو الإجبار"، مشيرًا إلى أن الإعادة ستكون "ضمن المعايير الإنسانية إلى مساكن ستبنيها تركيا في الشمال السوري لذلك الغرض".
وأعلن أردوغان في 8 مايو الجاري أن بلاده تعتزم بدعم من منظمات إغاثية دولية بناء 200 ألف وحدة سكنية في 13 موقعًا في سوريا، في خطوة تهدف إلى إعادة مليون لاجئ سوري يقيمون في تركيا.
وقال لاجئ سوري يقيم على الحدود بين تركيا وسورية لمصادر إعلامية "كانت لدينا مخاوف كبيرة من وصول المعارضة للسلطة، فبرنامجها السياسي مبني أساسا على ترحيلنا دون مراعاة الظروف السياسية والإنسانية لملايين اللاجئين الموجودين في تركيا منذ أعوام".
وذكر أن "الأمر وصل بأحزاب المعارضة إلى حد التهديد بسحب الجنسية التركية من السوريين الذين حصلوا عليها بعد لجوء دام لعدة سنوات".
" 230 ألفًا و998 لاجئًا سوريًا أصبحوا مواطنين أتراكًا "
وكانت مصادر رسمية تركية قد أعلنت العام الماضي، أن حوالي 3.7 ملايين سوري يعيشون في تركيا تحت الحماية الدولية، وأن أكثر من 700 ألف طفل سوري ولدوا في البلاد، لافتًا في ذات الوقت إلى أن 230 ألفًا و998 لاجئًا سوريًا أصبحوا مواطنين أتراكًا، بينهم 130 ألفاً و914 بلغوا سن الرشد.
وبدأت موجات اللجوء إلى تركيا في أواخر عام 2011 مع اشتداد حرب النظام السوري على المناطق التي طالبت بالتغيير السياسي في البلاد، وكانت تركيا لا تفرض أي قيود أمام السوريين الراغبين بدخولها، وهو ما دفع ملايين السوريين للجوء إلى أراضيها.
وتتصدر إسطبنول قائمة المدن التركية المستضيفة للاجئين السورين بأكثر من 530 ألفًا، تليها غازي عنتاب بنحو 452 ألفًا، وفقاً لبيانات إدارة الهجرة التابعة لوزارة الداخلية التركية، كما يعيش السوريون بأعداد كثيفة في مدينة أورفا وريفها وفي محافظة هاتاي، وبأعداد أقل في مرسين وبورصة وإزمير وأنقرة وبقية المدن التركية.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.