انطلقت يوم الاثنين حملة "إحنا صوتك" لدعوة المجتمع الفلسطينيّ بكامل مركّباته لتحمّل مسؤوليّاته والتدخل بشكل فوري على المستوى الفرديّ والجماعيّ لوقف العنف المتفاقم ضد النساء. تأتي الحملة ردّا على الارتفاع الحاد في الحالات المبلّغ عنها خلال فترة العزل والتباعد التي فرضتها إجراءات الوقاية من فايروس كوفيد 19، التي أبرزت الثغرات في منظومة الحماية الإجتماعيّة للنساء، وأكدت حجم التحدّيات والمخاطر التي تواجهها الفلسطينيّات في كل مكان. تؤكد "إحنا صوتك" على حق النساء في العيش بأمان وعلى واجب ودور كل فرد ومؤسسة في المجتمع بحماية هذا الحق، ومواجهة وباء العنف ضد النساء.
الحملة هي أول نشاطات "فضا - فلسطينيّات ضد العنف"، وهو ائتلاف نسوي عابر للحدود الجغرافية والسياسيّة، ويضم 21 مؤسّسة نسويّة فلسطينيّة وحقوقيّة تعمل في الضفة الغربيّة، وقطاع غزة والداخل الفلسطيني والقدس. تشكل الائتلاف بمبادرة من جمعيّة كيان- تنظيم نسوي، جاءت لتوحيد الصفوف وتكثيف الجهود النسويّة الفلسطينيّة للحد من هذه الآفة، والنضال المشترك من أجل مجتمع عادل وآمن للنساء كما للرجال. وترى المؤسسات المشاركة في الائتلاف أن العنف الذكوري الذي تواجهه المرأة الفلسطينيّة لكونها امرأة، يتشابك مع العنف الاستعماريّ الذي قمعها لكونها فلسطينيّة. وأن الحد من هذا العنف المضاعف والقاتل هي مسؤولية المجتمع الفلسطينيّ بأسره ويجب أن تكون أولويّته أيضا؛ مع التأكيد على أن أضراره لا تقتصر على النساء المعنّفات فقط بل تضرب المجتمع بأسره، وتحتّم فرض إرادة سياسيّة جامعة للقضاء عليه، بما يتفق مع مبادئ حقوق الإنسان الأساسيّة التي تكفل العدالة والمساواة لجميع البشر على حد سواء.
تناشد حملة "إحنا صوتك" كل امرأة تواجه العنف، بالتوجه لطلب المساعدة، وعدم التردّد والانتظار حتى فوات الأوان. كما يتوجه إلى الشهود على العنف -أي كل من على علم بحالة عنف أو تهديد بحق النساء، بالتدخل والتواصل مع الجهات التي يمكنها تقديم المساعدة من أرقام التواصل التي يوفّرها ائتلاف فضا في صفحته على فيسبوك، ليكونوا بذلك صوت تلك الضحية التي يخرسها القمع والتهديد، حتى تحصل على الدعم اللازم للخروج من دائرة العنف التي تهدد سلامتها وحياتها.
يدعو الائتلاف جميع الناشطات والناشطين إلى زيارة صفحة "فضا- فلسطينيات ضد العنف" على فيسبوك والمساهمة بإنجاحها ونشر محتواها على أوسع نطاق. كما يرحب فضا بأي مبادرة من شأنها المساهمة بالحد من العنف ضد النساء والارتقاء بمجتمعنا ليكون بيئة حاضنة آمنة وعادلة للجميع.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.