الحج

الحج من الشعائر والطقوس الدينية الموجودة في الديانات المختلفة، إذ يسعى الناس لزيارة أماكن مقدسة في أوقاتٍ معينةٍ، والحج في الإسلام ركنه الخامس وأعظم الفرائض إذ يتوافد المسلمون على مكة المكرمة في شهر ذي الحجة من كل عامٍّ لاداء مناسك الحج من أنحاء العالم كافة استجابةً لدعوة إبراهيم -عليه السلام-:"فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ"[١]، والحج إلى بيت الله الحرام كان موجودًا قبل الإسلام إذ إنّه كان مفروضًا على إبراهيم -عليه السلام- وأتباعه واستمرت تلك الشعيرة في أيام الجاهلية ممزوجةً بالشرك بالله إلى أنّ جاء الإسلام وجعلها خالصةً لله تعالى دون شرك الجاهلية وحدد أحكامها وشروطها وآدابها، وهذا المقال يسلط الضوء على خطوات الحج.


فرض الحج

اختلفت أقوال علماء أهل السنة والجماعة حول السنة التي فُرض فيها الحج على المسلمين ما بين السنة الخامسة أو السادسة أو التاسعة أو العاشرة، ويُرجِّح أهل العلم السنة التاسعة على باقي السنوات استنادًا إلى قوله تعالى في وجوب الحج:"وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا" [٢] والتي نزلت في عام الوفود أي في السنة التاسعة للهجرة، وحجّ النبي -صلى الله عليه وسلم- في السنة التالية أي في السنة العاشرة للهجرة وهي حجته الوحيدة وسُميت حجة الوداع.[٣]


ما هي خطوات الحج بالترتيب

خطوات الحج من الأمور التي يجب معرفتها خاصةً لكل من أراد التوجه إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج كي لا يقع الحاج في أية أخطاءٍ قد تفسد حجَّه تمامًا أو تضيع عليه جزءً من الأجر والمثوبة التي قطع من أجلها المسافات وتكلّف الكلفة المادية والمعنوية كي يصل إلى مكة لآداء الشعائر، وفيما يلي خطوات الحج بالترتيب الزمني: [٤]


  • الإحرام: يُعدّ أول ركن من أركان الحج، وهو نية الدخول في النُّسك -إفراد أو تمتُّع أو قِران-، لذلك يجب أن تكون النية صحيحةً خالصة لوجهه -سبحانه وتعالى-، يستلزم الإحرام أن يكون الشخص مرتدي اللباس الخاص بالإحرام للرجال إزارٌ ورداء من القماش الأبيض غير مخيطٍ أما للنساء فهو اللبس الشرعي الساتر لجميع الجسد عدا الوجه والكفين، ويُحرم الحاجّ من الميقات بحسب الوجهة القادم منها.


  • يوم التروية: هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة وهو البداية الفِعلية لمناسك الحج حيث يغادر الحجيج إلى مِنى والواقعة على بُعد ستة كيلومتراتٍ من مكة المكرمة، ويبيتون ليلتهم فيها.


  • الوقوف بعرفة: ركن الحج الأعظم وأبرز خطوات الحج وبدونه لا يصحّ الحج، ويبدأ الحجاج بالدفع نحو جبل عرفة من بعد طلوع شمس التاسع من ذي الحجة، وينتهي بغروب شمس ذلك اليوم، ويقضي الحجاج طوال هذا اليوم على صعيد عرفة ضمن حدود الجبل باستثناء وادي عرنة، ويصلي هناك الحجاج الظهر والعصر معًا أي جمع تقديمٍ وقصرٍ، ويستحب للحاج وغيره في هذا اليوم الإكثار من الدعاء والاستغفار وقراءة القرآن الكريم والصلاة والذِّكر وكافة الأعمال الطيبة ما عدا الصيام للحاج.


  • النفرة إلى مزدلفة: بغروب شمس التاسع من ذي الحجة يبدأ حجاج بيت الله الحرام بالنفرة إلى مزدلفة مشيًا على الأقدام أو ركوبًا إذ تقع على بُعد سبعة كيلومتراتٍ من جبل عرفة من أجل المبيت فيها مع تأدية صلاتيْ المغرب والعشاء جمع تأخيرٍ وقصرٍ، ثم يبدأ الحجاج بإلتقاط الحصى لاستعدادًا للعودة إلى مِنى لرمي الجمرات في الصباح.


  • رمي الجمرات: يبدأ حجاج بيت الله الحرام بعد شروق شمس اليوم العاشر من شهر ذي الحجة بالتوجه إلى مِنى قاطعين مسافة خمسة كيلومتراتٍ من مزلفة غلى مِنى سيرًا على الأقدام أم ركوبًا لرمي الجمرة العقبة الكبرى.


  • طواف الإفاضة: بعد رمي جمرة العقبة الكبرى مباشرةً يتجه الحجاج إلى مكة لتأدية طواف الإفاضة ثم السعي بين الصفا والمروة ثم يتحلل التحلل الأصغر -إباحة كل ما حُرِّم على الحاج باستثناء النساء-.


  • العودة إلى مِنى: بعد طواف الإفاضة والسعي يعود حجاج بيت الله إلى مِنى لقضاء أيام التشريق فيها لرمي الجمرات الثلاث -الكبرى والوسطى والصغرى- كل يومٍ لمدة ثلاثة أيامٍ.


  • طواف الوداع: بعد إنقضاء أيام التشريق يقفل الحجاج عائدين إلى مكة لتأدية طواف الوداع ليكون آخر عهدهم بالبيت ومكة هو الطواف ووداع الكعبة ثم عليهم مغادرة مكة عائدين إلى ديارهم، وبإنتهاء طواف الوداع يتحلل الحاج التحلل الأكبر، وتنتهي خطوات الحج.



شروط الطواف

الطواف في اللغة العربية من الفعل طَافَ أي إلتفَّ ودار حول الشيء، وفي الاصطلاح الشرعي هو نوعٌ من العبادة المشروعة والتي يُتقرّب بها إلى الله تعالى بالدوران حول الكعبة المشرفة على صفةٍ مخصوصةٍ قال تعالى:"وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ"[٥]، وفي الحج يؤديها الحاج مرتيْن على الأقل هما: طواف الإفاضة وطواف الوداع إلى جانب طواف التحية وطواف المتمتِّع بالعمرة إلى الحجّ، وشروط صحة أي طوافٍ: [٦]

  • الإسلام، فالطواف عبادةٌ لا تجب إلا على المسلم.
  • العقل والمقدرة على التمييز.
  • استحضار النية قبل البدء بالطواف.
  • ستر العورة للرجل أي لا يصح الطواف لعارٍّ أو غير ساترٍ لعورته -للرجل من السُّرة إلى أسفل الركبتيْن والمرأة كلها عورةٌ إلا وجهها وكفيْها-.
  • الطهارة من الحدث الأصغر والأكبر إلى جانب طهارة البدن والثوب من النجاسة والأوساخ.
  • الطواف سبعة أشواطٍ مبتدئًا بالحجر الأسود ومنتهيًا به مع جعل الكعبة عن يسار الحاج عند البدء في الطواف -الدوران عكس عقارب الساعة-، مع ضرورة الانتباه إلى الطواف بكامل البيت الحرام مشيًا لمن استطاع ذلك ويجب الموالاة بين الأشواط فلا تُقطع إلا لصلاة الفريضة.
  • السعي بين الصفا والمروة
  • السعي بين جبلَيْ الصفا والمروة يكون تِباعًا بعد الانتهاء من الطواف، فهو المتمّم لأعمال الحج، ويبدأ السعي بالوقوف على جبل الصفا مستقبلًا البيت الحرام بوجهه ثم يوحد الله ويكبره ويقول:"لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لاشريكَ لَه لَه المُلكُ ولَهُ الحمدُ يُحيي ويميتُ وَهوَ علَى كلِّ شيءٍ قديرٌ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَه أنجَزَ وعدَهُ ونصرَ عبدَهُ وَهزمَ الأحزابَ وحدَه" [٧]، يكرره ثلاث مراتٍ ويدعو الله -سبحانه وتعالى-، ثم ينزل إلى المروة حتى يصل بطن الوادي ويهرول ما بين العلميْن، ثم يمشي حتى يصعد جبل المروة، ويقف عليه ويفعل كما فعل على الصفا وينطلق باتجاه وهكذا حتى يتم السعي سبعًا من الصفا إلى المروة مرةً ومن المروة إلى الصفا مرةً وهكذا.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.