شعر الغزل

هو نوع من أنواع الشعر عُرِفَ منذ العصر الجاهلي، ويدل هذا الضرب من الشعر على رقة مشاعر شعراء تلك الحقبة، حيث سُجِّل فيه معاييرهم فيما يخص جمال المرأة، وبدأ شعراء الغزل قصائدهم بالبكاء على أطلال بيوت أحبتهم في صورة من الحنيّة الشديدة، كما يذكرون رواحل محبوباتهم.


شعر غزل جاهلي

طرفة بن العبد:

أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ كجفْنِ اليمانِ زخرفَ الوشيَ ماثلُهْ بتثليثَ أو نجرانَ أو حيثُ تلتقي منَ النّجْدِ في قِيعانِ جأشٍ مسائلُه دِيارٌ لِسلْمى إذ تصِيدُكَ بالمُنى واذ حبلُ سلمى منكَ دانٍ تواصُلُه وإذ هيَ مثلُ الرّئمِ، صِيدَ غزالُها لها نظرٌ ساجٍ اليكَ تواغِلُه غَنِينا، وما نخشى التّفرّقَ حِقبَةً كِلانا غَريرٌ، ناعِمُ العيش باجِلُه لياليَ أقتادُ الصِّبا ويقودُني يجولُ بنا ريعانُهُ ويُحاولُه سما لكَ من سلْمى خيالٌ ودونَها سَوَادُ كَثِيبٍ، عَرْضُهُ فأمايِلُه

المتنبي

أرقٌ علــى أرقٍ ومثلــي يـــأرقُ وجــوىً يزيــدُ وعبــرةٌ تترقرقُ جُهد الصبابة أن تكون كما أرى عيــنٌ مسهّـدةٌ وقلــبٌ يخفــقُ مــا لاح بــرقٌ أو ترنَّــم طــائرٌ إلا انْثَنَيْــتُ ولــي فــؤادٌ شيــقُ جرَّبت من نار الهوى ما تنطفي نــار الغضــا وتكــلُّ عمـا تحرقُ وعَذَلت أهلَ العشـقِ حتى ذُقتُه فعجبت كيف يموت من لا يعشق وعذرتهــم وعرفـت ذنبي أنني عيَّرتهم فلقيـتُ فيــه مــا لقــوا

عمر بن أبي ربيعة

أَمِـــن آلِ نُــعـمٍ أَنـــتَ غـــادٍ فَـمُـبكِرُ غَـــــداةَ غَـــــدٍ أَم رائِــــحٌ فَـمُـهَـجِّـرُ لِـحـاجَةِ نَـفـسٍ لَــم تَـقُل فـي جَـوابِها فَـتُـبـلِـغَ عُــــذراً وَالـمَـقـالَـةُ تــعــذِرُ تَـهـيمُ إِلــى نُـعـمٍ فَـلا الـشَملُ جـامِعٌ وَلا الحَبلُ مَوصولٌ وَلا القَلبُ مُقصِرُ وَلا قــــــرب نُعم إن دنت لك نافعٌ وَلا نَـأيُـهـا يُـسـلـي وَلا أَنــتَ تَـصـبِرُ وَأُخــرى أَتَـت مِـن دونِ نُـعمٍ ومِـثلُها نَـهى ذا الـنُهى لَـو تَـرعَوي أَو تُفَكِّرُ إِذا زُرتُ نُـعـماً لَــم يَــزَل ذو قَـرابَـةٍ لَـــهـــا كُــلَّــمــا لاقَــيــتُـهـا يَــتَـنَـمَّـرُ عَـــزيــزٌ عَــلَــيـهِ أَن أُلِــــمَّ بِـبَـيـتِـها يُـسِرُّ لِـيَ الـشَحناءَ وَالـبُغضُ مُظهَرُ أَلِــكــنـي إِلَــيــهـا بِــالـسَـلامِ فَــإِنَّــهُ يُــشَــهَّـرُ إِلــمــامـي بِـــهــا وَيُــنَـكَّـرُ

قيس بن الملوح

تَـذَكَّـرتُ لَـيـلى وَالـسِـنينَ الـخَوالِيا وَأَيّـامَ لا نَـخشى عَـلى الـلَهوِ ناهِيا بِـثَمدَينِ لاحَـت نـارَ لَـيلى وَصَحبَتي بِذاتِ الغَضا تَزجي المَطِيَّ النَواجِيا فَـقـالَ بَـصيرُ الـقَومِ أَلـمَحتُ كَـوكَباً بَــدا فــي سَـوادِ الـلَيلِ فَـرداً يَـمانِيا فَـقُـلتُ لَــهُ بَــل نــارَ لَـيـلى تَـوَقَّدَت بِـعَـليا تَـسـامى ضَـوؤُهـا فَـبَـدا لِـيا ، وقالَ أيضًا: تَدَاوَيْتُ مِنْ لَيْلَى بِلَيْلَى عَن الْهَوى كمَا يَتَدَاوَى شَارِبُ الخَمْرِ بِالْخَمْرِ ألا زعمت ليلى بأن لا أحبها بَلَى وَاللَّيَالِي العَشْرِ والشَّفْعِ وَالْوَتْرِ بَلَى وَالَّذي لاَ يَعْلَمُ الغَيْبَ غيْرُهُ بقدرته تجري السفائن في البحرِ بَلَى والَّذِي نَادَى مِنَ الطُّورِ عَبْدَهُ وعظم أيام الذبيحة والنحرِ لقد فُضّلت ليلى على الناس مثلما على ألفِ شهرٍ فُضّلتْ ليلةُ القدرِ

جميل بثينة

أَلا لَــيــتَ رَيــعـانَ الـشَـبـابِ جَــديـدُ وَدَهــــراً تَــوَلّــى يـــا بُـثَـيـنَ يَــعـودُ فَـنَـبـقـى كَــمـا كُــنّـا نَــكـونُ وَأَنــتُـمُ قَـــريــبٌ وَإِذ مــــا تَـبـذُلـيـنَ زَهــيــدُ وَما أَنسَ مِنَ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها وَقَـــد قُـرِّبَـت نَـضـوي أَمِـصـرَ تُـريـدُ وَلا قَـولَـها لَـولا الـعُيونُ الَّـتي تَـرى لَــزُرتُــكَ فَـاِعـذُرنـي فَــدَتـكَ جُـــدودُ خَـلـيلَيَّ مــا أَلـقى مِـنَ الـوَجدِ بـاطِنٌ وَدَمـعـي بِـمـا أُخـفـي الـغَـداةَ شَـهـيدُ

العباس بن الأحنف

أَمــيـرَتـي لا تَــغـفِـري ذَنــبــي فَــــإِنَّ ذَنــبــي شِــــدَّةُ الــحُـبِّ يــا لَـيـتَني كُـنـتُ أَنــا الـمُبتَلى مِــنــكِ بِــأَدنــى ذَلِـــكَ الــذَنـبِ حَــدَّثـتُ قَـلـبـي كــاذِبـاً عَـنـكُـمُ حَـتّى اِسـتَحَت عَينَيَ مِن قَلبي إِن كـانَ يُـرضيكُم عَذابي وَأَن أَمـــوتَ بِـالـحَـسرَةِ أوَ الــكَـربِ فَـالـسَمعُ وَالـطاعةُ مِـنّي لَـكُم حَسبي بِما تَرضَونَ لي حَسبي

الشريف الرضي

يا ظَبيَةَ البانِ تَرعى في خَمائِلِهِ لِـيَهنَكِ الـيَومَ أَنَّ القَلبَ مَرعاكِ الـمـاءُ عِـنـدَكِ مَـبـذولٌ لِـشارِبِهِ وَلَيسَ يُرويكِ إِلّا مَدمَعي الباكي هَبَّت لَنا مِن رِياحِ الغَورِ رائِحَةٌ بَــعـدَ الـرُقـادِ عَـرَفـناها بِـرَيّـاكِ ثُــمَّ اِنـثَـنَينا إِذا مـا هَـزَّنا طَـرَبٌ عَـلـى الـرِحـالِ تَـعَـلَّلنا بِـذِكـراكِ سَـهمٌ أَصـابَ وَرامـيهِ بِذي سَلَمٍ مَـن بِالعِراقِ لَقَد أَبعَدتِ مَرماكِ


شعر غزل حديث

 نزار قباني

أحبك، لا أدري حدود محبتي طباعي أعاصير، وعاطفتي سيلُ وأعرف أني متعب يا صديقتي وأعرف أني أهوج، أنني طفلُ أحب بأعصابي، أحب بريشي أحب بكلي، لا اعتدال، ولا عقلُ، وقالَ أيضًا: كتبت أحبك فوق جدار القمر أحبك جدًّا كما لم يحببك يوماً بشر الم تقرئيها بخط يدي فوق سور القمر و فوق كراسي الحديقة فوق جذوع الشجر

محمود درويش

يطيرُ الحمامْ يحطّ الحمامْ أعدّي لي الأرضَ كي أستريح فإني أحبّك حتى التعب صباحك فاكهةٌ للأغاني وهذا المساء ذهبْ ونحن لنا حين يدخل ظلٌّ إلى ظلّه فى الرخام وأشبه نفسي حين أعلّق نفسي على عنقٍ لا تعانق غيرَ الغمام وأنت الهواء الذى يتعرّى أمامي كدمع العنب وأنت بداية عائلة الموج حين تشبّث بالبرّ حين اغترب وإني أحبّك، أنت بداية روحي، وأنت الختام يطيرُ الحمام يحطُّ الحمام أنا وحبيبي صوتانِ في شفةٍ واحده أنا لحبيبي أنا، وحبيبي لنجمتِه الشاردهْ وندخل فى الحلم، لكنّه يتباطأ كي لا نراه وحين ينام حبيبي أصحو لكى أحرس الحلم مما يراه وأطردُ عنه الليالي التي عبرت قبل أن نلتقي وأختار أيّامنا بيدي كما أختار لى وردة المائده فنَمْ يا حبيبي ليصعدَ صوتُ البحار إلى ركبتيّ ونم يا حبيبي لأهبطَ فيك وأنقذَ حُلمك من شوكةٍ حاسدهْ ونم يا حبيبي عليكَ ضفائرُ شَعري، عليكَ السلام.

أحمد شوقي

خدعوها بقولِهم حسناءُ والغواني يَغرُّهُنّ الثناءُ أتُراها تناست اسمي لما كثرت في غرامها الأسماءُ إن رأتني تميلُ عنّي كأن لم تَكُ بيني وبينَها أشياءُ نظرةٌ فابتسامةٌ فسلامٌ فكلامٌ فموعدٌ فلقاءُ ففِراقٌ يكونُ فيه دواءٌ أو فِراق يكون منه الداءُ يومَ كنّا ولا تَسَلْ كيف كنّا نَتهادى من الهوى ما نشاءُ وعلينا من العفاف رقيبٌ تَعِبَتْ في مِراسه الأهواءُ جاذبتني ثوبي العصي وقالت أنتم الناسُ أيّها الشعراءُ فاتقوا اللهَ في قلوبِ العَذارى فالعذارى قلوبُهنّ هواءُ


يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.