• تعريف الحضارة
هي عدة إنجازات ملموسة وظاهرة تساهم امة ومجتمع معين في ظهورها، والتي يظهر تأثيرها في شتى مجالات الحياة سواء الدينية أو الاجتماعية أو العمرانية أو السياسية، وذلك كله عائد الى ظهور تفاعل بين الشعوب والبيئة التي يولدون فيها.
وكلمة حضارة مشتقة من الجذر الثلاثي العربي حضر، وتمثل مجموعة من المنازل والقرى المأهولة بالسكان، كما استخدمت هذه الكلمة للإشارة إلى المجتمعات المعقدة التي يسكن فيها أكثر من شخص، ويعملون في الزراعة أو الصناعة.
• شروط الحضارة
يعتمد ظهور أحد الحضارات على عدة شروط مجتمعة، وهي على النحو التالي:
- الاستقرار الحضاري: أن يمتلك الشعب استقراراً مبنياً على عدد من العوامل، كالتطور الحضاري، وعدم التنقل من مكان لآخر كما يفعل البدو؛ واعتماده بدلاً من ذلك على الزراعة واستخدام واختراع مجموعة من الآلات والأدوات لاستخدامها في الأعمال الزراعية.
- التعاون بين الأفراد: هو الترابط الذي يظهر عند الإنسان بعد تحقيقه للاستقرار في مكان ما؛ وذلك بالاعتماد على الجهود الجماعية التي تربط بين الناس، ويدفعهم ذلك إلى السعي لتحقيق التعاون بينهم بعيداً عن المنافسة الغير شريفة داخل المجتمع الواحد؛ وبعيداً عن الجهود الفردية التي غالباً ما تسبب الضعف وتمنع المجتمع من نيل كفاياته، وتوفير الحماية اتجاه العدوان الخارجي سواء كان من مجتمعات إنسانية أخرى أو كان من مصادر حيوانية.
- ظهور الكتابة: هي شرط أساسي لظهور أي حضارة إنسانية؛ بسبب دورها في تفعيل عملية الاتصال والتواصل المستمر بين الناس؛ لذلك اهتمت العديد من الحضارات منذ ظهورها باختراع الكتابة؛ حتى تساهم في نقل معلومات عن الأفعال والأقوال الخاصة بها إلى الأجيال اللاحقة، كما تشارك الكتابة في المحافظة على المكاسب والاختراعات التي ظهرت نتيجة لإبداع الإنسان.
• صفات الحضارة
تمتلك الحضارة مجموعة من الصفات والخصائص التي تساهم في تميزها، وهي:
- تتصف الحضارة بالإنسانية؛ وذلك لارتباطها المباشر بالإنسان، فلا حضارة للكائنات الحية ومجتمعاتها.
- توجد الحضارة ضمن الأفكار الإنسانية، والناتجة عن إدراك وتعلم الإنسان بأن الماضي متفاعل ومرتبط مع الحاضر.
- تختلف الحضارة بين المجتمعات، ولكنها تشترك معاً بصفاتها الإنسانية.
- يحصل التغيير في الحضارة بشكل تدريجي وليس بصورة فجائية.
- تقوم الأمم التي تعيش حضارتها الخاصة باستعارة بعضاً من مكونات حضارتها من الحضارات التابعة للأمم الأخرى.
- لا يمكن لأحد الهروب من مكونات حضارته أو الحضارة التي يعيش فيها.
• الحضارات في الوطن العربي
ظهرت على مدار الأزمنة السابقة الكثير من الحضارات على أراضي الوطن العربي، والتي استمرت للعديد من السنوات، وساهمت في التأثير بتاريخ البشرية في مجالات عديدة، كالطب، والأدب، والعلوم، والثقافة والفلسفة، والاقتصاد، وغيرها من المجالات الأخرى التي أثرت في العالم، وفيما يأتي مجموعة من هذه الحضارات:
- حضارة مصر القديمة: وتعرف أيضاً باسم حضارة وادي النيل، وأسست في عام 4000 قبل الميلاد، وامتدت لتشمل شمال السودان ومصر، وتعد أول الحضارات ظهوراً في العالم القديم.
- حضارات العراق
وتعرف أيضاً باسم حضارات بلاد الرافدين، وضمت مجموعة من الحضارات التي عاشت فيها عدة شعوب، وهم الآشوريون، والبابليون، والسومريون، وحرصت هذه الحضارات والشعوب على التفاعل والتأثر والتأثير بالحضارات المحيطة بها.
- الحضارات في سوريا
هي الحضارات التي احتوت على شعوب ساهموا في نقل أصول وأسس الحضارة إلى دول العالم القديم، ومن أهم الشعوب السورية الآراميون، والكنعانيون، والعموريون، والفينيقيون.
- الحضارات في شبه الجزيرة العربية
ظهرت عديد من الحضارات التي انتشرت في الجزيرة العربية، وخير مثال عليها هي الحضارة اليمنية، والتي تميزت باهتمامها بإنشاء وسائل الري والسدود، إضافة الى عدد من القبائل والشعوب التي ظهرت في شمال الجزيرة والتي ركزت جل اهتمامها على تأسيس دول قوية، كالتدمريون، والأنباط، والغساسنة.
المراجع
"الحضارة"، www.onefd.edu.dz، اطلع عليه بتاريخ 03-07-2019. بتصرف.
الدكتور إسماعيل سيبوكر، محاضرات في مقياس الحضارة الإنسانية، صفحة 2، 3. بتصرف.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.