السينما الفلسطينية


تعتبر السينما الفلسطينية أفلام سينمائية تسجيلية وروائية أنتجها العرب الفلسطينيون في فلسطين التاريخية سواء ما قبل عام 1948 أو ما أنتجها الفلسطينيون بعد العام 1948 في فلسطين والشتات. يشمل ذلك الأفلام التي أنتجها أشخاص من عرب الداخل الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية خاصة اذا تناولت القضية الفلسطينية.



بداية السينما الفلسطينية 


بعد 31 عامًا من أول عرض سينمائي في العالم "1895"، أي في عام 1926، أدخل الشقيقان إبراهيم وبدر لاما من بيت لحم أجهزة ومعدات سينمائية لأول مرة إلى حيفا في فلسطين، لبداية مشروعهما السينمائي في فلسطين، لكن بسبب ظروف فلسطين حينها، توقف "الأخوين لاما" في الإسكندرية، وكان ذلك في صالح السينما المصرية.

تعود بدايات السينما الفلسطينية إلى ثلاثينات القرن الماضي. حيث كانت البدايات عبارة عن مبادرات فردية لبعض الأشخاص الذين اقتنوا معدات سينمائية وقاموا بتصوير بعض الأفلام. كما وبدأت على يد الرائد السينمائي الفلسطيني الأول (إبراهيم حسن سرحان) عام 1935؛ وذلك عندما صوّر فيلماً تسجيلياً قصيراً (مدته 20 دقيقة) عن زيارة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود لفلسطين، وتنقّل فيما بين عدة مدن فلسطينية منها: القدس ويافا، برفقة الحاج أمين الحسيني، مُفتي الديار الفلسطينية.



تحديات واجهت السينما الفلسطينية


أدى خضوع فلسطين للانتداب البريطاني وما يفرضه من قوانين قبل العام 1948 الى عرقلة الإنتاج السينمائي والتطوّر الحضاري الفلسطيني التي كانت تشهدها فلسطين في العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي. حيث كان الإنتاج الفلسطيني قليل ومحدود وذلك بسبب الظروف غير الطبيعية والتي كان يعيشها الفلسطينيين. وبعد العام 1948 انشغل الفلسطينيين بمواجهة موجات الهجرة اليهودية غير الشرعية والهادفة للاستيلاء على فلسطين ما أدى الى عرقلة نمو جميع نواحي الإبداعات الفلسطينية وتطورها.


وكان للنكبة أثر سلبي على السينما الفلسطينية حيث التجأ السينمائيون الفلسطينيون متفرقين إلى عدة بلاد عربية وانتجوا أفلاما سينمائية وروائية طويلة مثل الأردن والقاهرة.


ومع ذلك كان للمخرجين السينمائيين مساهمات محدودة؛ ومن ناحية أخرى استطاع الممثلين السينمائيين والممثلات الحصول على البطولات المطلقة؛ سواء في السينما المحلية او في السينما السورية واللبنانية أمثال: أديب قدورة، ويوسف حنا وغسان مطر، ومحمود سعيد، وبسام لطفي، في مطلع السبعينيات.




بعض الاعمال السنيمائية الفلسطينية في القرن الماضي


هناك العديد والكثير من الاعمال السنيمائية الفلسطينية ومنها سينما الثورة الفلسطينية بالإضافة الى السينما الفلسطينية الجديدة والتي سنتطرق لها فيما بعد في مقالات مفصلة.


بدأ عدد من محبين فن السينما بإنتاج عدد من الأفلام والجرائد السينمائية ما قبل عام النكبة 1948. وقد قام السينمائي الفلسطيني محمد صالح الكيالي بتأسيس أستوديو للتصوير الفوتوغرافي في يافا عام 1940.  ومن ثم تعاون مع المكتب العربي في جامعة الدول العربية عام 1945 بإخراج فيلم عن القضية الفلسطينية.


تم بعد ذلك انتاج عدة أفلام مثل فيلم “أحلام تحققت” وهو فيلم مدته (45 دقيقة)، وكان بمثابة دعاية لدار رعاية أيتام؛ وفيلم عن (استديو فلسطين) الذي أُسِّس عام 1945، وتظهر فيه الراقصتان شمس وقمر؛ والمطرب الفلسطيني سيد هارون؛ وفيلم عن (أحمد حلمي باشا (عضو الهيئة العربية العليا)؛ وفيلم بعنوان “في ليلة العيد” أنتجته “شركة الأفلام العربية” وقد مثَّل فيه كل من حسن أبو قبع وأحمد الصلاح؛ ومقدمة سينمائية هي عبارة عن (جريدة سينمائية) كانت تعرض قبيل عرض الأفلام في دور السينما في فلسطين.


كما ويعتبر أن أول فيلم فلسطيني روائي طويل هو الفيلم "حلم ليلة" الذي حققه صلاح الدين بدرخان عام 1946، حيث عُرض في كل من القدس ويافا وعمّان، والقاهرة


أما بالنسبة للأفلام التي انتجها السينمائيين الفلسطينيين عقب عام النكبة وبعد لجوئهم الى البلدان الأخرى, فقد أنشأ السينمائي الفلسطيني إبراهيم حسن سرحان فيلم "صراع في جرش" عام 1957، وهو فيلم روائي طويل، يُعدّ أول فيلم من نوعه في الأردن, كما أنشا المخرج الفلسطيني عبد الله كعوش فيلمه "وطني حبيبي" عام 1964 ليكون ثاني فيلم روائي طويل في الأردن.


كما وقد أنشأ المخرج الفلسطيني عبد الوهاب الهندي في عام 1969 فيلميه "كفاح حتى التحرير" و"الطريق إلى القدس"، وهما فيلمان روائيان طويلان يتحدثان عن القضية الفلسطينية من خلال حكايات تدور حول الكفاح التحرري والبطولات التي يبذلها الفلسطينيون ضد العدو الصهيوني.


بالإضافة الى ذلك مجموعة أفلام تسجيلية وثائقية، والتي انجزها السينمائي الفلسطيني محمد صالح الكيالي حيث كان بعضها عن فلسطين، من طراز فيلمه التسجيلي الوثائقي القصير “قاعدة العدوان” عام 1964، وأفلام أخرى عن قضايا وموضوعات مصرية متعددة، ترتبط بالتحولات والتغيرات التي كانت تشهدها مصر، في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين. وفي العام 1969 تمكن السينمائي محمد صالح الكيالي في سوريا من إخراج فيلم بعنوان "ثلاث عمليات داخل فلسطين"، وهو فيلم روائي طويل كتب السيناريو له بالتعاون مع سمير نوار حيث تعمد المخرج القول أكثر ما يمكنه عن فلسطين، والعمل الفدائي، وطريق التحرير.


في نفس الوقت عمل سينمائيون فلسطينيون آخرون أمثال: عمر العلي، وإبراهيم الصباغ، ويوسف محمد شعبان، في السينما العربية في عدد من البلدان العربية واخرجوا العديد من الأفلام السينمائية والروائية الطويلة.


كما وانتج المخرج الفلسطيني غالب شعث فيلم "الظلال على الجانب الآخر" وهو فيلم روائي طويل في  العام 1973. كما وقام السينمائي إبراهيم أبو ناب بالمشاركة في كتابة سيناريو فيلم “المفتاح” الذي أخرجه غالب شعث، ليعود في العام 1983 لإنتاج وإخراج فيلم بعنوان “العروس والمهر” وهو فيلم “مدته 28 دقيقة” يتحدَّث عن نكسة حزيران عام 1967، والاحتلال الصهيوني للضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.






يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.