• الإقناع والتأثير بالآخرين

يقارن سر نجاح الفرد وتطوره في حياته الشخصية والعملية بقدرتهِ على إتقان مهارة الإقناع والتأثير في الآخرين بما يريد، وهو يتطلب منه ان يكون على درجة كبيرة من الذكاء؛ فمهارة الإقناع ليست بسيطة فهي تحتاج الى فنٌ لا يتمكن من إتقانه الكثيرون، فقط هؤلاء الناجحون هم من يُجيدون هذه المهارة، ويعرفون وسائلها جيدا، ويستعملونها في تحقيق ما يريدون من أهداف وطموحات.

وقد تتعدد وجهات نظر الأشخاص في رأي ما، أو باتجاه فكر معين، فلكل واحد منهم الرأي الخاص به الذي يتشبث به ويراه هو الرأي الأكثر صواباً، ويرى رأي الطرف الآخر يكون خاطئاً، ولهذا قد يلجأ العديد من الناس إلى إقناع الطرف الآخر بما يراه صواباً، وبالنسبة والاستجابة من الأشخاص لوسائل الإقناع التي تصدر من الطرف الآخر، فمن الممكن تقسيمها إلى قسمين؛ القسم الأول هو عند استماع الإنسان إلى كلمات الطرف الثاني بعناية فائقة، ويقوم بتحليل ما فيها من ميزات وعيوب، حيث قد يقتنع بها، وقد لا تعجبه تلك الأفكار فيقوم بطرح الكثير من الأسئلة حتى يستطيع أن يحصل على معلومات أكثر، أما النوع الثاني من الناس، فتكون طريقة استجابتهم للعبارات ولأفكار الطرف الآخر بلا وعي، فيكون العقل مغلقاً بصورة تحجب الشخص من أن يقوم بالتفكير في ما قوله الطرف الأخر، فلا يقوم بالاستماع بحرص، أو يُجيد الإنصات؛ ولهذا السبب بدلاً من أن يقوم بالحكم على الموقف المُختلَف فيه وفقا لما لديه من حقائق وبناء على المنطق، فيقوم بالحكم عن طريق الأهواء والغرائز ويقوم باتخاذ القرار والحكم على الموقف.

أن تعلم الفرد لفنون الإقناع وقدرته على التأثير في الأشخاص ينقله من حالة الأمل بالنجاح، والأمل بالحصول على المال إلى حالة الحصول الفعلي عليه، ويقوم بزيادة دخله، ونجاحهِ في حياتهِ، فهو يقوم بنقله من حالة تمنّي تملك الشيء إلى تملكه الفعلي له، وتبدأ الخطوة الأولى في تعلم الشخص لمهارة الإقناع بإدراكه أنّ الأساليب، والطرق القديمة للإقناع أصبحت لا تُؤتي بالنفع مع تطور العصر الحديث، وذلك لأنها أصبحت مناورات في الحوار التي تعد من الأساليب القديمة في كسب ثقة الناس، وقد سارت عاملاً قديماً ملّ الناس منه، ولهذا السبب على المُقنع أن يتّبع الطرق الحديثة في إقناع الآخرين.

حيث يقول جون هانكوك: (إنّ أعظم قدرة في عالم الأعمال هي التوافق مع الآخرين والتأثير على سلوكياتهم).


• طرق الإقناع في الحوار

ان الناس الذين يبحثون عن الفوز والنجاح بما يحلمون به يحاولون جاهدين إتقان مهارة فن الإقناع، وجعله مهارة من المهارات التي يتفوقون فيها، وعلى الشخص الذي يريد أن يُتقن هذا الفن اتباع الطرق التالية:

- يجب رفع الثقة بالنفس والثقة في قدرات الفرد وإمكانياته، والثقة فيما يوجد لديه من مهارات، فالإنسان لا يتمكن من أن يحقّق الأهداف والأحلام التي يرغب بها، ما لم يؤمن إمانا كاملا بقدراتهِ على تنفيذها، لذا كي يتمكن الإنسان من أن يقوم بالتأثير في الآخرين، عليه أولاً أن يقوم بالثقة في نفسه والثقة بالمستقبل الواعد الذي ينتظره؛ إلا أنّه قد يعترضه في حياتهِ العديد من الأشخاص المُحبِطين الذين يقومون بالتقليل من إمكانيتهِ وقدراتهِ، فإذا كانت لديه البرمجة العقلية السليمة التي تساعده في اكتشاف ما يريد، فإنّ أي شيء محبط يواجّه لن يصبح ذا أهمية كبيرة، أو له تأثير على تحقيقه لأهدافه والنجاح في حياتهِ.


- القيام بالبحث واكتشاف الذات وتحديد الأهداف، فلكل شخص أهدافٌ التي يسعى إليه في داخله، وتوجد لديه طاقاتٌ وقدرات كامنةٌ، وأفكارٌ رائعةٌ؛ ولكن تعتبر المشكلة تكمن لديه في عدم رؤية ما يُريد من أهداف جميلة تجعله دائم النشاط والسعادة، وتعطيه القدرة على العمل المتواصل لتحقيقها، لذلك فإن العظماء من المقنعين كانوا يعرفون ما يُرغبون من حياتهم، وأهم الأهداف التي يرغبون في تحقيقها، وهذا ما يُسمى باكتشاف الذات الإنسانية.


- ومن الوسائل والطرق التي تعمل على مساعدة الفرد على إقناع الآخرين بما يريد، ومن المهم أن يكون موضوع حديثه بعيداً عن أي أهواء وأغراض شخصية؛ وذلك لأن الأشخاص الذين يتحدث الفرد إليهم عندما يشعرون أنّ هذا الشخص ليس له فائدةٌ شخصيةٌ يسعى إليها من وراء حديثه معهم، أو لا يرغب من حواره وكلامه إلى أهداف معينة، فذلك يجعله ينال ثقة الآخرين من حوله بسرعة، ويكون مُصَدّقاً في كلِ ما يصدرُ عنه.


- يجب على الشخص تقدير الذات؛ حيث ان قد أثبتت العديد من الأبحاث أنّ من يكون لديهم تقديرٌ لأنفسهم يتمكنون من أن يؤثروا على الآخرين بقوة، ويكون لديهم قدرةٌ عاليةٌ على إقناعهم بما يرغبون، وإحداث تأثير كبير فيهم، أما هؤلاء الأشخاص الذين يكون إحساسهم بذاتهم منخفضاً، أو غير صحي، فإنّ هذا يقوم بالانعكاس على نجاحهم وتأثيرهم في الآخرين، وفي الغالب ما يُشير هذا الأمر القلق والخوف حول نجاحه، ويعمل تقدير الذات على التأثير في الإقناع بشكل كبير؛ فإن الشخص الذي يفتقر للتقدير الصحي لنفسه و الثقة ، سيجد استحالة في إقناع الآخرين؛ وهذا لأنّه غير راض عن نفسهِ وذاتهِ، وغير مقتنع بما لديه من قدرات وإمكانيات وليس لدية ثقة بما يمتلك من مهارات ، ومن هنا فإن عامل تقدير الذات ذو أهميةً كبيرةً جدا في النجاح.


- عملية إقناع الآخرين تبدأ بالمصداقية النابعة من المُقنع، فلكي يتمكن الشخص من أن يُقنع الآخرين بما يُرغب، فعليه أن يُثبت لهم مدى صدق حديثه الذي يتحدث به، ويثبت مصداقية الكلام لدى الأفراد الآخرين بأن يكون واقعياً.


- و على الشخص أن يواجه مخاوفه، فإن جميع الأشخاص العظماء الذين يمتازون بقدرتهم العالية على الإقناع، يقومون بالتحكم في مخاوفهم وقلقهم ، ولذلك فإن على الشخص أن ينتصر على مخاوفه، ويقضي عليها، وألّا يحاول أن يُخفيها لأنّها ستظهر يوماً ما، فالشخص يولَد ولديه نوعان من المخاوف، وهما عبارة عن خوفٌ من السقوط، والنوع الثاني الخوف من الأصوات العالية، أما باقي أنواع المخاوف الأخرى التي تظهر عليه بعد ذلك، فهي عبارة عن مخاوف مكتسبة، وذلك دليل على أنّه من الممكن للشخص التحرّر من هذه المخاوف التي تم اكتسبها خلال حياته؛ وذلك يكون عن طريق مواجهتها، فعلى من يخاف التحدث أمام جمهور من الناس فعليه أن ينتصر على هذا الخوف وهذا القلق وذلك يكون عن طريق الحديث أمامهم مراراً وتكراراً، وهكذا يقوم بالقضاء على ما يخافه.


- ويجب على الشخص أن يراعي الموضوعات التي يتم اختيارها ومراعاة الأفكار التي يرغب في طرحها على الآخرين، وأم يقوم بتحري الصدق في ذلك؛ فإذا كان الموضوع الذي عليه مدار الحوار مُثيراً للجدل، أو فيه نقطةٌ خلافيةٌ، على الشخص في هذه الحالة أن يقوم بتقديم بعض الأدلة القوية التي تُثبت صحة كلامهِ، والتي تعتمد على معلومات موثوقة.


• أدوات التأثير على الآخرين

يوجد كثير من طرق الإقناع وكذلك بعض الأدوات التي من الممكن استغلالها للتأثير على الآخرين وإقناعهم، مثل:

- التناسق، وذلك يكون من خلال وضع اقتراحات صغيرة، والالتزام بتنفيذها.


- الإعجاب، وذلك لأن الناس يتأثرون بمن يعجب بهم من الأشخاص.


- الإجماع، وذلك لأن الناس يتأثرون بمن يجمعون عليه وذلك بسبب الأمور التي يلتزم بعملها.


- المبادلة وهذا يكون عن طريق الاهتمام بواجب إرجاع ما قدّمه لنا الأشخاص الآخرون من منح.


- إعطاء الناس الأشياء التي قد تكون ناقصة لديهم.


- السلطة وذلك لأن يقوم الناس باتّباع الشخص الذي لديه معلومات وخبرة كبيرة.


يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.