الرباب (أو الربابة):

آلة موسيقية عربية قديمة ذات وتر واحد، مصنوعة من الأدوات البسيطة كخشب الأشجار وجلد الماعز، وتطورت فيما بعد إلى آلة الكمان الفيولا.



تاريخ آلة الربابة

عرفت الربابة عند العرب قديما وكانوا يغنون أشعارهم على صوتها ومعهم انتقلت إلى الأندلس ثم إلى أوروبا وكان ذلك حوالي القرن الحادي عشر الميلادي. كما ورد ذكر آلة الربابة في العديد من المؤلفات القديمة لكبار العلماء أمثال الجاحظ في مجموعة الرسائل وابن خلدون وورد شرح مفصل لها في كتاب الفارابي الموسيقي الكبير. وهناك صورة لآلة الربابة على قطعة حرير وجدت في إيران وتوجد الآن في متحف بوسطن للفنون. وعرف العرب سبعة أشكال من الربابة وهي المربع – المدور – القارب – الكمثرى – النصف كرى – الطنبورى – الصندوق المكشوف. وبعد الفتح الإسلامي للأندلس انتقلت الربابة إلى أوروبا وتغيرت تسميتها ففي فرنسا تسمي رابلا وفي إيطاليا ريبك وفي إسبانيا رابيل أو أربيل.



أجزاء الربابة

الهيكل

عصا طويلة هي عنق الربابة التي يركب عليها الوتر الوحيد ومثبت أسفلها طارة الربابة وفي أعلاها مجرى يثبت بها الكراب الذي يعمل على شد الوتر من أسفل العصا لأعلاها ماراً بطارة الربابة.


طارة الربابة

وهي عبارة عن كتلة خشبية مفرغة يتم شد جلد ماعز أو غزال من جهة والجهة الأخرى تثقب. وأفضل الجلود التي تصنع منها جلد الذئب. وظيفتها تكبير الذبذبات الناتجة عن الوتر المشدود عليها.


السبيب

أي الوتر وهو مجموعة من شعر ذيل الحصان ويصنع منه وتر الربابة ووتر القوس ويجمع ويثبت بواسطة خيوط متينة.


الكَراب

هو قطعة خشبية تثبت بأعلى العصا يتم بها شد وتر الربابة إلى الدرجة المطلوبة.


القوسع

يصنع في الغالب من عود الرمان أو الخيزران لمرونته ويشد عليه وتر آخر.


الغزال

قطعة خشب رفيعة توضع تحت الوتر من أسفل لترفعه عن الطارة حتى لا يلامسها عند العزف والضغط عليه.


المخدة

قطعة قماش صغيرة توضع تحت الوتر من أعلى لترفع الوتر عن ساق الربابة ووظيفتها كوظيفة الغزال في الجهة المقابلة.



المجموعات التي تصاحب الآلة

تلك الآلة تقتصر على مصاحبة الصوت البشري سواء الغناء أو الإنشاد أو السيرة الشعبية. وأحياناً تقوم بالعزف يصاحبها آلات أخرى مثل الرق، السلامية، الدربكة أو آلات ربابة أخرى متباينة الحجم.



كيفية صنع الربابة


الربابة تصنع من جلد الخروف بعد إزالة شعره وتجفيفه، حيث يشد الجلد على مربع مستطيل من الخشب من ناحيتي الوجه والظهر، وتدخل في هذا المستطيل عصا مستديرة، ويمد على الجلد شعر من ذيل الفرس (السبيب)، وهو الوتر، ويرفع عن الجلد بقطعة صغيرة من الخشب مثلثة الشكل تدعى «الديك». وللحصول على الأنغام يجر على الربابة بوتر صنع من شعر الخيل.


قصة اكتشاف الربابة


٭ قصص كثيرة تداولتها الأجيال حول قصة اكتشاف الربابة إلا ان اقرب هذه القصص للواقعية كانت قصة ذلك الرجل وزوجته، حيث نشب خلاف بينهما اتهم الزوج زوجته اتهاما باطلا وأدرك فيما بعد أنه مخطئ، مما حدا بالزوجة للنزوح لأهلها رافضة محاولات زوجها في استرجاعها حتى بلغ بها ان اشترطت للعودة.. فقالت «لن أعود حتى يتكلم العود» وهي تقصد عود الشجر او الخشب، احتار الرجل في أمرها فذهب لعجوز حكيمة من أهل قبيلته وقص عليها ما حدث فقالت له الأمر بسيط، وطلبت منه إحضار عود من «عوشزه» نبات صحراوي يسميه البعض «عوسج» فأحضر ما طلبت وقالت له اخرق رأس هذا العود من الأطراف وفعل ذلك، وطلبت منه ايضا إحضار جلد «حوار» والحوار ابن الناقة فأحضره ثم قامت بحشو هذا الجلد بأوراق نبتة «العرفج» واخيرا طلبت منه إحضار سبيبا من ذيل الخيل وقالت اجعل هذا السبيب في العود الذي خرقته ثم قالت له اعزف الآن فعزف فإذا بالعود يتكلم اي (يصدر لحنا) ثم اسرع به الى أهل زوجته وطلب مقابلتها ليقول لها انه فعل المستحيل لإرضائها وها هو يلبي شرطها في العودة ويجعل العود يتكلم ثم أنشد بعدها هذا البيت:


يا بنت لا يعجبك صوت الربابة

تراه جلد حوير فوق عيدان


وما هي الا عود عوسج وجلد حوار.. وقيل ان افضل الجلود لصنع الربابة هو جلد «الذيب». لكن في الأمر خطورة بالغة لذلك كان جلد ابن الناقة انسب وأأمن ومن حيث هذه القصة نستشف مكان نشأة الربابة وهي بادية الجزيرة العربية الا ان هناك من قال انها هندية الأصل لكن فيما ورد من أبحاث علامة الجزيرة «عبدالله بن خميس» انها نجدية الأصل والمنشأ وتختلف ألحان الربابة حسب امكانيات العازف والذي يكون ملما ببحور الشعر حيث يوجد الهجيني، والمسحوب، والصخري، والسامري.


يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.