• اللغة العربية

تعد اللغة العربية بحراً مليئا بالمعارف والعلوم المتنوعة ففي كل مجال من مجالات الحياة تترك اللغة العربية اثارها الواضحة ويشار إلى انها هذه تمكنت من اقتحام كافة مجالات الحياة بفضل ما تنقسم له من فروعٍ وعلوم متنوعة سواء كان ذلك لغوياً أو نحوياً وغيرها.

هذا وتستمد اللغة العربية أهميتها هذه من كونها لغة القرآن الكريم الذي يعد المنهل الأول لاستنباط قواعدها وأساسياتها وهذا جعلها ضمن أكثر اللغات غزارة لغوياً وفيما يتعلق بالعلوم التي تتضمنها فإنها سبعة فروع على الأقل ومنها النحو والعروض والقوافي والإعراب والاشتقاق والبلاغة.


• علم البلاغة

هو علم من علوم اللغة العربية وهو يختص باللفظ والمعني وإيصاله للمخاطب وإفهامه بطريقة مؤثرة وموجزة وإيصال الكثير من المعاني في ألفاظ قليلة وصور مختلفة وقد تفوق العرب في هذا العلم تفوقا ليس له مثيل وقد أعجزهم القرآن بقوة بيانه وأضاف الكثير للغة العربية بل إن اللغة العربية زادت بعد القرآن وتفوقت في المعاني والألفاظ ما لا يتواجد في اللغات الاخرى.

وعلم البلاغة مشتق من الفعل بلغ الذي معني وصل وأدرك غايته والمعني أن المتكلم بهذا العلم يصل لغايته من إيصال المعنى للمخاطب وإفهامه.

ويعرف علم البلاغة أيضا انه هو التعبير عن المعنى بكلام وجيز يؤثر في نفس السامع ويحقق الهدف من الحديث أو حسب المعجم الوجيز أنها حسن البيان والتأثير فيلقى حديث المتكلم قبولاً حسناً في نفس السامع أو القارئ.


• خصائص علم البلاغة

يمتاز علم البلاغة بمجموعة من الخصائص وهي ما يلي:

- تعد البلاغة هي أحد وسائل التفكير بجمالية الكلمات الخاصة بالنص.


- تساعد البلاغة في بناء نصٍ لغوي صحيح بعيداً عن الأخطاء.


- تعين البلاغة الكاتب على اختيار اللفظ السليم في المكان المناسب له وذلك حتى تتحقق الاستقامة في معنى الجمل.


- تعمل البلاغة على تقديم الأفكار للكاتب وهذا ما يمكن من استخدام الألفاظ بشكل بديع وبيان معاني الكلام بوضوحٍ تام.


• الأساليب البلاغية في اللغة العربية

ينقسم علم البلاغة إلى ثلاث فروع وهي علم البيان وعلم المعاني وعلم البديع.

- علم البيان

وهو العلم اللغوي الذي يبحث في إيصال المعنى الواحد أو الفكرة الواحدة بأكثر من أسلوب وينقسم إلى ثلاث أقسام:


 التشبيه

وهو إنشاء علاقة تشابهٍ بين أمرين وذلك لوجود صفاتٍ مشتركة بينهما ويتشكل التشبيه من أربعة أركان وهي (المشبه والمشبه به وأداة التشبيه ووجه الشبه) في جملة البنت كالزهرة في جمالها، المشبه هو البنت، والمشبه به هو الزهرة، وأداة التشبيه هي الكاف، ووجه الشبه هو الجمال، وفي حالة التشبيه يزيد أحد الطرفين في وجه التشبيه عن الآخر ففي الجملة السابقة تزيد الزهرة في جمالها عن البنت يتفرع التشبيه كذلك إلى أنواع وهي.

تشبيهٌ تام وهو التشبيه الذي يحوي في تركيبه على كل أركان التشبيه مثل البنت كالزهرة في جمالها.

تشبيهٌ مؤكد وهو التشبيه الذي حذف منه أداة التشبيه مثل: البنت زهرةٌ في جمالها.

تشبيهٌ مجمل وهو التشبيه الذي حذف منه وجه الشبه مثل: البنت كالزهرة.

تشبيهٌ بليغ وهو التشبيه الذي حذف منه أداة التشبيه ووجه الشبه مثال: البنت زهرة.

تشبيهٌ تمثيلي وهو تشبيه صورةٍ بصورة مثال: يبدو الطفل وعيناه تترقرقان كالنجمة المتلألئة في السماء السوداء.


 الاستعارة

هو تشبيهٌ حذف أحد طرفيه (المشبه أو المشبه به) واللذان يشترط وجودهما لإتمام التشبيه وبغياب أحدهما تظهر استعارة وهي نوعان.

استعارة مكنية وهي التركيب الذي حذف منه المشبه به وذكر المشبه مثال: طار الخبر في المدينة ففي هذه الجملة حذف المشبه به وهو الطائر الذي شبهنا الخبر به.

استعارة تصريحية وهي التركيب الذي حذف منه المشبه ويصرح بلفظ المشبه به مثال: حارب الأسد بشجاعةٍ في المعركة ففي هذه الجملة شبهنا الإنسان بالأسد ولكننا لم نذكره بل ذكرنا المشبه به وهو الأسد.


 الكناية

وهي الأسلوب الذي نستخدمه عندما نلفظ أو نكتب معنىً ظاهراً لجملة ولكننا نريد به معنىً آخر وهي أنواع.

كناية عن صفة وهو التركيب الذي نقصد فيه معنىً آخر لصفةٍ ما مثال أبي نظيف اليد ففي هذه الجملة لا نعني أن أبي يغسل يديه باستمرار بل نعني أنه نزيهٌ وأمين.

كناية عن موصوف وهو التركيب الذي نستخدم فيه موصوفٌ عرف بصفاته وذاته وعمله مثال: (فاصْبرْ لحكْم ربك ولا تكنْ كصاحب الْحوت) فصاحب الحوت هنا هو سيدنا يونس والذي نعرف قصته مع الحوت.

كناية عن نسبة وهو التركيب الذي نذكر فيه الصفة ولكنها تنسب إلى شيءٍ متصل بالموصوف مثال: الأمن يعم حيث تكون الشرطة وهذا كنايةٌ عن نسبة الأمن إلى الشرطة.


- علم المعاني

هو ذلك العلم الذي يختص بالمعاني والتراكيب ويدلنا على الاستخدام المناسب للفظ المناسب ليعبر عن الموقف بأحسن وأفضل صورة ولا ينظر هذا العلم إلى التراكيب المنفردة أو الجمل بشكلٍ جزئي بل ينظر إلى النص كاملاً كونه تعبيراً لفظياً يتحدث عن حدثٍ أو أمرٍ واحد وفيه الخبر والإنشاء.

الخبر هو الكلام الذي يمكن أن تقول لقائله إنه صادق أو كاذب وله ثلاثة أنواع:

خبر ابتدائي لا يتضمن على أي مؤكد مثل المطر نازلٌ.

خبر طلبي يتضمن على مؤكد واحد مثل إن المطر نازل.

خبر انكاري يتضمن مؤكدين أو ثلاث مؤكدات، مثل إن المطر لنازل أو والله إن المطر لنازلٌ.

الإنشاء هو الكلام الذي لا يمكن أن نقول لقائله إنه صادق أو كاذب.

وهناك نوعان للإنشاء هما إنشاء طلبي وانشاء غير طلبي والإنشاء غير الطلبي لا علاقة له بمباحث البلاغة ومنه أساليب المدح والذم والتعجب والقسم.


- علم البديع

هو ذلك العلم الذي يبحث في تحسين الكلام اللفظي أو المعنوي ويتفرع إلى:

الجناس وهو تركيبٌ يحوي كلمتين تتشابهان في اللفظ ولكن تختلفان في المعنى وهو إما أنْ يكون جناساً تاماً مثل قول الله تبارك وتعالى: (ويوْم تقوم الساعة يقْسم الْمجْرمون ما لبثوا غيْر ساعةٍ) فالساعة والساعة تتشابهان تماماً في اللفظ ولكنْ تختلفان في المعنى أو قد يكون الجناس ناقصاً مثل قوله تعالى (فأما الْيتيم فلا تقْهرْ وأما السائل فلا تنْهرْ) فكلمتا تقهر وتنهر تتشابهان في اللفظ ولكن لا تتطابقان تماماً.


يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.