فن الكروشيه

هو فن من الفنون اليدوية الجميلة وشكل من أشكال الأعمال اليدوية التي تندرج تحت الحياكة والتطريز والنسيج, ويتم من خلال لف الخيط باستخدام إبر صغيرة خاصة معكوفة الرأس تسمى الصنارة لحياكة خيوط الغزل، حيث تتنوع الخامات المستخدمة من القطن، إلى الصوف والحرير وغيرها.


وترتكز جميع غرز الكروشيه على السلسلة، أو على غرزة الحشو، ويتم في غرزة العمود لف الخيط مرة واحدة حول السنارة قبل تشكيل الغرزة، وتعد جميع الغرز والأنماط الأخرى في الكروشيه مجرد تركيبات مختلفة من غرزة الحشو وغرزة العمود. ويتم استخدام الكروشيه في صناعة المفارش والأغطية والملابس والمكملات المنزلية التي لا حصر لها.


تاريخ الكروشيه


تطوّرت حرفة الكروشيه اليدوية في القرن التاسع عشر، كشكل من أشكال التطريز التي تستخدم السنارة بدلاً من الإبرة، لتشكيل نسيج من السلاسل المترابطة من الخيوط، وتم إدخال فن الكروشيه في أواخر الأربعينيات من القرن التاسع عشر إلى أيرلندا. حيث أصبح فن الكروشيه صناعة منزلية مزدهرة في جميع أنحاء العالم، وخاصةً في آيرلندا وشمال فرنسا، من شأنها تدعيم المجتمعات التي تضررت فيها وسائل كسب الرزق بسبب الحروب . حيث كانت النسوة، وأحيانًا حتي الأطفال، يمكثن في المنزل ويقومن بشغل قطع من الكروشيه مثل الملابس والبطانيات لكسب المال. وكانت القطع تامة الصنع تُشترى من قِبَل الطبقة المتوسطة الناشئة. إلا أن الملكة فيكتوريا قد خففت من حدة هذا الانطباع بشرائها العلني للدانتيل المصنوع بالكروشيه الآيرلندي بل وبتعلمها أيضًا كيفية تنفيذ قطع الكروشيه بنفسها.


ولقد حظى الكروشيه الآيرلندي بالمزيد من الرواج بفضل الانسة "رييغو دي لا برانكاردياريه" Mlle. Riego de la Branchardiere في عام 1842 التي نشرت باترونات لدانتيل المكوك ودانتيل الإبرة وتعليمات استنساخهما بطريقة الكروشيه


واشتُقت كلمة كروشيه من الكلمة الفرنسية croc أوcroche- التي استُخدمت في الفترة التاريخية من 1340-1611 التي أصبحت فيها اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية للمملكة الفرنسية بدلاً من اللغة اللاتينية- والتي تعني صنَّارة أو خُطاف. وتتشابه طريقة شغل الكروشيه مع طريقة شَغل التريكو، فهي تتكون من سحب حلقات الغزل خلال حلقاتٍ أخرى. ولكن يختلف الكروشيه عن التريكو في أنه لا يكون هناك إلا حلقة واحدة نشطة في كل مرة ، كما أنه يتم استخدام إبرة كروشيه بدلاً من إبرتي التريكو.



منشأ الكروشيه


يفترض البعض أن الكروشيه قد نشأ عن ممارساتٍ تقليدية تمت مزاولتها في شبه الجزيرة العربية، أو جنوب أفريقيا، أو الصين، إلا أنه ليس هناك دليلاً يؤكد أن هذه الحرفة تمت مزاولتها قبل اكتسابها لشعبيتها في أوروبا أثناء القرن التاسع عشر.


بدأ استخدام الكروشيه- في بداية القرن التاسع عشر في بريطانيا وأمريكا وفرنسا- كبديلاً أقل تكلفة لأشكال أخرى من الدانتيل. حيث كان سعر خيط القطن المُصَنَّع يتناقص، وحتى إذا كان دانتيل الكروشيه يستهلك خيطًا أكثر من دانتيل البكرة المنسوج، فإن دانتيل الكروشيه كان أسرع وأيسر في تعلمه وخلال المجاعة الآيرلندية الكبرى (في الفترة من 1845 إلى 1849)، قامت الراهبات الأورسيلينيات بتعليم الأطفال والنساء المحليات شغل الكروشيه. ولقد شُحنت مصنوعات الكروشيه إلى جميع أنحاء أوروبا وأمريكا وأقبل الناس على شرائها لجمالها وكذلك من أجل المساعدة الخيرية التي قدمتها للسكان الآيرلنديين.


ومن الأمور التي يمكن صناعتها أيضاً من الكروشيه: المجوهرات، والجوارب، والستائر. يمكن لمحترفي الكروشيه الجمع بين الغرز الأساسية فيه بطرق مختلفة؛ لإنشاء أنماط جميلة، ومن الغرز الشهيرة في فن الكروشيه: غرزة الصدفة (بالإنجليزية: Shell)، وغرزة "V"، والغرزة العنقودية.


طريقة التنفيذ


يبدأ نسيج الكروشيه بعمل حلقة بعقدة منزلقة حول صنارة الإبرة، ثم سحب حلقة أخرى من خلال الحلقة الأولى، ثم تكرار هذه العملية لتنفيذ سلسلة من الغرز بطول مناسب. وإمَّا أن تُقلب السلسلة وتُنفذ في شكل صفوف، وإمَّا أن يتم وصلها ببداية الصف بغرزة منزلقة وتُنفذ في شكل دوائر. ويمكن أيضًا تنفيذ الدوائر عن طريق شَغل العديد من الغرز داخل حلقة واحدة.


وتُنفذ الغرز بسحب حلقة أو أكثر خلال كل حلقة من حلقات السلسلة. وفي أي مرة من مرات تنفيذ الغرزة، ستنبقى حلقة واحدة فقط في سنارة الإبرة عند انتهاء الغرزة. ولكن في حالة الكروشيه التونسي، تُجذب كل حلقات الصف بأكمله بإبرة ذات صنارة طويلة قبل شغلهم كلاً على حدى.



يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.