أهمية اللغة العربية ومكانتها

تتميز اللغة العربية بأنها ثاني أكثر لغة انتشارا بعدد الدول التي تنطق بها، والتي يبلغ عددها ستين دولة في مختلف أقطار الوطن العربي وفي أنحاء آسيا وإفريقيا أيضا، كما يبلغ عمر هذه اللغة "لغة القرآن الكريم" حوالي 1700 سنة، حيث أن أصول اللغة العربية تعود الى القرن الرابع الميلادي، والتي تم العثور على أشكال سابقة لها كاللهجة الصفائية والتي كان يتحدثها البدو في بلاد الشام قبل ظهور الإسلام.

وتعتبر اللغة العربية من أبرز اللغات، ويطلق عليها اسم لغة الضاد، لأن اللغة تحتوي على حرف فريد لا يوجد في أي من اللغات الأخرى في العالم، وهو حرف الضاد، وهي لغة واسعة المدى والبيان، وقد كان العرب سابقا يتبارون ويتفاخرون بقدرتهم على استخدام اللغة واتقانها في نظم الشعر وضرب الأمثال والنثر والبلاغة، ومازال اللسان العربي فصيحا حتى اختلطت بالعرب عناصر من العجم الذين دخلوا في الإسلام عصر الدولة الأموية، وبشكل أكبر في عصر العباسيين المتأخر؛ حيث أعجمت الألسنة وتأثرت لغة الضاد، فاحتاج الأمر أن يقف رجال القواعد لضبط الألسنة وتقويم اعوجاجها، وتنقيحها من الدخائل والمصطلحات التي ليست منها.


نشأة اللغة العربية

اللغة العربية هي واحدة من أقدم اللغات التي تحدث بها الانسان منذ القدم، ويعود أصلها إلى اللغة السامية، وتعتبر الأقرب إليها من بين جميع اللغات التي تعود لنفس الأصل، ويعود أصل أقدم نصوص عربية عثر عليها، وهي نصوص شعرية جاهلية تتميز ببلاغة لغتها، وأسلوبها الراقي، ووزنها الشعري المنتظم، إلى القرن الثالث بعد الميلاد، وترجح أغلب الأقوال بأن أصل اللغة العربية يعود لبلاد الحجاز في شبه الجزيرة العربية، وتطورت مع الزمن نتيجة لعدة عوامل، كتعدد الحضارات وتعدد لهجاتها، وإقامة الأسواق المختلفة، والتي كانت من أبرز العوامل التي أثرت وتسببت في ظهور اللغة العربية الفصيحة وتطورها كثيرا مثل سوق عكاظ.


أهمية اللغة العربية ومكانتها

تعتبر اللغة الوسيلة الأفضل للتعبير عن المشاعر والاحتياجات الخاصة بالفرد والجماعة، وهي من أهم ميزات الإنسان الطبيعية والاجتماعية، وتأتي أهمية اللغة العربية كونها أحد مكونات المجتمع الرئيسية، وواحدة من أهم عوامل البناء في مختلف الحضارات والثقافات، وهي السبب الرئيسي في قيام الدول وإنشاء المجتمعات المختلفة، لأن التواصل الذي يتم عن طريق اللغة هو اللبنة الأساسية في عملية البناء هذه، وقوة وبلاغة اللغة يعبر بشكل كبير عن تماسك المجتمع الناطق بها، واهتمامه بها وبقواعدها، وعلومها، وآدابها، وضوابطها، وحصول هذا المجتمع على هويتها، حيث يسمى المجتمع باسم لغته كالمجتمعات العربية نسبة الى اللغة التي ينطق بها.

كما أن للغة العربية مكانة وعناية واهتماماً لم تناله أي لغة اخرى، وهو أمر الهي ينطبق عليها، وذلك بكونها لغة القرآن الكريم، والذي يعد أعظم تشريف للغة العربية؛ لأن الله جل جلاله اختارها من بين لغات الأرض لينزل بها كلامه الخالد الذي أعجز به من كان ومن سيأتي إلى قيام الساعة، والذي سيتلى الى يوم الدين، ولا يكون هذا الإعجاز إلا لكون هذه اللغة تحتمل ثقل الكلام الإلهي وقوة الخطاب الرباني.

إن اللغة هي الوعاء الأساسي الذي يحتوي العلوم، والتكنولوجيا، والثقافة، والتاريخ، والحضارة، والهوية، والمشاعر، فإن استطاعت أمة المحافظة على لغتها ستكون من أكثر الأمم تقدما وتطورا، ومن الواضح أيضا أن هنالك مشكلة في تعليم ونشر العلوم في العصر الحالي باللغة العربية، واعتماد اللغة الإنجليزية غالبا في التعليم في الجامعات العربية وأحيانا في المدارس أيضا، وتكونت هذه المشكلة بسبب ضعف المحتوى العربي في العلوم الجديدة، وافتقار الجانب العلمي العربي للمؤلفات المكتوبة باللغة العربية، وإن وجدت أحيانا يكون المحتوى العلمي قديما جدا لا يؤخذ به، أو أنه غير صحيح أو غير موثق، بالرغم من أن تعليم العلوم باللغة العربية أسهل وأكثر إمتاعا؛ نظرا لأن اللغة العربية تعطي مجالا للإيجاز والتعبير بشكل كبير عن المواضيع المختلفة، فهي لغة مرنة جدا في شرح الأمور العلمية في ظل الوفرة الكبيرة في المفردات والأساليب اللغوية.


حقائق عن اللغة العربية

• اللغة العربية هي الأولى تحدثا في الوطن العربي والثانية تحدثا في الدول الآتية: إريتريا وفلسطين المحتلة وتشاد.

• اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم وبالتالي فهي لغة العبادة لدى جميع المسلمين في أنحاء العالم.

• اللغة العربية هي إحدى اللغات السامية الوسطى المرتبطة بالأديان كالعبرية عند اليهود والعربية عند المسلمين.

• تكتب اللغة العربية والفارسية والعبرية من اليمين إلى اليسار على عكس باقي اللغات.

• تمتلك اللغة العربية ستة عشر ألف جذرا لغويا في مقابل سبعمائة جذرا لغويا فقط للغة اللاتينية.

• تكتب اللغات الفارسية والملاوية والكردية بحروف اللغة العربية.

• يعد فن رسم وكتابة الخط العربي من أجمل وأروع الفنون في العالم.


فيديو حول اللغة العربية وما لا تعرفه عنها




المراجع

• د.حاتم علو الطائي (2009)، نشأة اللغة وأهميتها، صفحة 17-22. بتصرف.

• عبد الله علي محمد العبدلي (02-12-2014)، "أهمية اللغة العربية في فهم القرآن الكريم وتفسيره"، تفسير، اطلع عليه بتاريخ 16-06-2019. بتصرف.

• ناصر الدين الأسد (28-04-2004)، "اللغة العربية وأثرها على وحدة الأمة"، الجزيرة، اطلع عليه بتاريخ 16-06-2019. بتصرف.

• أحمد فال بن أحمد (30-05-2010)، "مكانة اللغة العربية وأصالتها"، إسلام ويب، اطلع عليه بتاريخ 16-06-2019. بتصرف.

• محمد عبد الشافي القوصي، عبقرية اللغة العربية، صفحة 60-72. بتصرف.

• فيديو عن اللغة العربية

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.