المخدرات
إدمان المخدرات هو أحد أكبر المشاكل التي تواجه أي مجتمع، حيث أن أعداد المدمنين في كل عام تزداد بشكل مضطرد، كما تزداد وتتنوع أنواع المخدرات، وأشكالها، وما يلاحظ أيضاً في الفترة الأخيرة أن ظاهرة الإدمان لم تعد مقصورة على الأغنياء فقط كما في الماضي، بل أن ضحايا الإدمان والمخدرات من الطبقات الفقيرة يشكلون نسبة عالية ربما تكون أعلى من نسبة الأغنياء، تماما كما كانت سابقاً هذه الظاهرة منتشرة بين الذكور بشكل أكبر، فأصبحت فئة كبيرة بين الإناث تتعاطى المخدرات المختلفة وفقاً لأحدث الدراسات.
تعريف المخدرات:
يتم تعريف المخدرات بأنها كل مادة تذهب العقل بشكل كلى او جزئي وتجعل المتعاطي غير مدرك لما يفعله، سواء كانت طبيعية أو مصنعة.
تعريف كلمة مخدر:
هي عبارة عن منتجات كيميائية لها آثار بيولوجية على البشر والكائنات الحية، ولها استخدامات مختلفة في مجال الطب كعلاج، فتستخدم كمواد للعلاج والوقاية من الأمراض أو تشخيص المرض، كما أنها تعزز النشاط البدني والعقلي، ولكن ذلك باستخدامها لفترات محدودة، وبحدود وضوابط معينة.
وتعرف قانونيا: بأنها المواد التي تسبب الإدمان وتعمل على تدمير الجهاز العصبي، ويحظر زراعتها وصناعتها إلا لأغراض قانونية ولا تستعمل إلا من خلال رخصة خاصة.
انواع المخدرات:
• المسكنات الأفيونية: وهي التي تشمل كل مشتقات الأفيون بأشكاله المتنوعة كالهيروين والمورفين.
• المخدرات المسكنة غير الأفيونية، كالمشروبات الكحولية بكافة أنواعها.
• المخدرات المنبهة: كمخدر البانجو والحشيش والكوكايين.
• المخدرات المهلوسة: كالاكستاسى والترامادول وغيرها من الانواع الاخرى.
مراحل الإدمان على المخدرات:
• مرحلة الاعتياد والتي يتم تناول المخدرات فيها بقصد التعود بدون تحقيق نتائج نفسية أو عضوية.
• مرحلة التحمل والتي يتم زيادة كبيرة في الجرعات التي يتم تناولها وذلك للوصول للنشوة المرجوة.
• مرحلة الاعتماد والتي يكون فيها المدمن قد وصل إلى مرحلة الاعتماد الكامل على المخدرات جسديا ونفسيا ولا يستطيع أبدا الاستغناء عنها.
أضرار المخدرات:
الأضرار الصحية:
• اضطرابات القلب، وارتفاع ضغط الدم، ما قد يسبب حدوث انفجار الشرايين والموت المفاجئ.
• اضطرابات الجهاز الهضمي وفقدان الشهية مما يترتب عليه نقص في الوزن.
• الصداع المزمن، وطنين الأذنين، واحمرار العينين.
• ضعف النشاط الجنسي.
• التعب والهزال وفقدان الاتزان.
• ضعف جهاز المناعة.
• أضراراً بالغة للمرأة الحامل حيث يسبب لها فقر في الدم والتهاب الرئتين وإصابة الأجنة بعيوب خلقية أو وضع مقلوب ونقص في النمو وقد يسبب الإجهاض.
• وتعتبر المخدرات هي السبب الرئيسي في الإصابة بأخطر الأمراض مثل السرطان.
• الإصابة بالصرع.
• تهيج للأغشية المخاطية والشعب الهوائية والالتهابات الرئوية المزمنة.
• سيلان الدم واليرقان وانتشار الورم.
الأضرار النفسية والعقلية للمخدرات:
• الاضطرابات السريعة والشعور الدائم بالقلق.
• قد يصل الأمر بالمدمن لمحاولة الانتحار.
• الإصابة باضطرابات وتخريف في الإدراك الحسي خاصة السمع والبصر.
• صعوبة وبطء وخلل في التفكير.
• القلق والتوتر والشعور بالانقباض والهبوط وعدم الاستقرار.
• العصبية الزائدة وحدة المزاج والتوتر والانفعال الدائم والحساسية الشديدة.
• الإهمال في المظهر في النفس.
• عدم القدرة على العمل وعدم القدرة على الاستمرار فيه.
أضرار المخدرات على الجهاز العصبي:
المخدرات تأثير كبير على أجهزة الجسم بصفة عامة، ولكن الجهاز العصبي يكون له النصيب الأكبر والأخطر من هذا الضرر، وذلك لكونه المستهدف الأول من عملية الإدمان برمتها، والجهاز العصبي يؤثر بالتالي على باقي الأعضاء، حيث يعتبر هو القائد لباقي أجهزة الجسم، ويظهر ذلك عند تناول المدمن لجرعة المخدرات، فيحدث اضطراب شديد في عمل الجهاز العصبي، وتباطؤ في أداء المخ، حيث تسبب المخدرات خللا في المادة الكيميائية المسئولة عن التوصيل العصبي، وتسبب بطء في الوظائف المختلفة الدماغ، وتؤثر على قدرتها على الاحتفاظ بالمعلومات، كما تؤثر على الأداء الحركي ويسبب الشعور الوهمي بالسعادة المفرطة الذي يسبب خلل الجسم.
الأضرار الاجتماعية للمخدرات:
• تسلب القيمة الإنسانية لمن يتعاطاها وتحقر منه، وتجعله غير قادر على قيادة الأسرة وإدارتها بصورة سليمة.
• انقطاعه عن جو العائلة والمجتمع كله.
• انهيار علاقته مع أسرته وأصدقائه.
• نشوء التوتر والعصبية وسوء السلوك، وهو ما ينشر الخلافات داخل الأسرة.
• يصل المدمن لدرجة من الانحراف والرذيلة تؤدي لتفشي الجرائم ونشر العادات السيئة في المجتمع.
• خرق القوانين والعادات والتقاليد وكل الأعراف في سبيل تحقيق الرغبات التي تسيطر على المدمن.
• انتشار الجرائم، فمدمن المخدرات فاقد الوعي والقدرة على السيطرة على نفسه.
• انتشار حوادث المرور على يد المدمنين المغيبين فاقدي الوعي.
اعراض تعاطي المخدرات:
تظهر على الشخص المتعاطي للمخدرات أعراض عامة منها:
• ضعف الاحساس بالألم وتنميل شديد في الأطراف والقلق المزمن والمستمر والاكتئاب الشديد والإمساك الدائم والتنفس بصعوبة وصعوبة الإدراك والاستيعاب وصعوبة التعبير عن الأحاسيس.
• خدر الأطراف، ضعف أو عدم الإحساس بالألم، الشعور دائما بالكآبة والقلق والاضطراب، كما تسبب بطء التنفس وإمساك دائم وظهور علامات الإبر.
• صعوبة الإدراك والاستيعاب، وصعوبة ترجمة الأحاسيس. ارتفاع معدل نبضات القلب. ارتفاع ضغط الدم. الرجفان.
• الخمول، الكلام المبهم، ضعف الذاكرة، الاضطراب، التنفس ببطء ونقص ضغط الدم، الشعور بدوخة.
طرق الوقاية والعلاج من الإدمان:
الوقاية من المخدرات:
• البعد عن اصدقاء السوء ومن كانوا سببا في لجوء الشخص للإدمان.
• محاولة شغل وقت الفراغ والذي هو عدو للإنسان.
• الحرص على الحد من البطالة وتوفير فرص عمل للشباب على وجه الخصوص.
• عمل توعية كبيرة بأضرار المخدرات على الفرد والأسرة والمجتمع بصفة عامة.
• تشديد وتغليظ العقوبات على تجار المخدرات والمتعاطين على حد سواء.
خطوات العلاج:
• إقناع المريض بمرضه، ومواجهته بضعفه تجاه تلك المواد المدمرة وأن حياته بوجود المخدرات لا تتجه إلا للدمار والموت.
• إقناع المريض بمبدأ العلاج وترك المخدرات والتخلص منها نهائيا.
• الاطمئنان على سلامة المدمن وتقييمه صحيا للتأكد من عدم وجود فيروس نقص المناعة "الإيدز"، أو مرض السل، والتهاب الكبد الوبائي، أو غيرهم من الأمراض المعدية التي يمكن أن يصاب بها أثناء تعاطي المخدرات.
• ذهاب المدمن إلى أحد مصحات علاج الإدمان طلبا للعلاج، حيث يتم عرض المريض على الأطباء والخبراء المتخصصين لأخذ الإجراءات اللازمة للتقييمات الصحية الشاملة، ويتم هذا التقييم لتوضيح خطة العلاج المناسبة لكل مريض بناء على نتيجة تلك التقييمات.
• انسحاب السموم وإزالة المخدر من الجسم وهي أولى المراحل الأساسية في علاج الإدمان، وهي أيضا من أصعب المراحل التي يواجهها المريض في مشوار علاجه من الإدمان، حيث يتعرض أعراض انسحابية خطيرة كاضطرابات النوم والأرق وارتفاع درجة حرارة الجسم وارتفاع ضغط الدم واضطرابات نفسية شديدة وهلوسات ورغبة في الانتحار، فيقوم الأطباء بإعطاء المريض العقاقير والمسكنات اللازمة لمساعدته في العبور من مرحلة سحب السموم من جسمه بأمان وتوفير الرقابة والرعاية التامة للمريض في هذه الفترة وإتباع التعليمات الطبية.
• مع سحب السموم والمخدرات من الجسم يجب عرض المريض لجلسات العلاج النفسي السلوكي والعلاج الترفيهي والعلاج بالبرامج الرياضية والتدريبية، لتخفيف ما سببته المخدرات من خلل في الجهاز العصبي والنفسي، وقد تستمر تلك المرحلة من شهور لعدة سنوات، حسب حالة المريض وقدرته على تحمل العلاج واجتياز الرغبة في العودة للمخدر مرة أخرى.
• يجب المتابعة المستمرة من الطبيب، فعليه مساعدة المريض في عدم الانتكاسة والعودة مرة أخرى للمخدرات، عن طريق إعطائه الأدوية التي تساعده في إعادة تنشيط وظائف المخ الطبيعية وتقليل الرغبة في تعاطي المواد المخدرة مرة أخر.
• يجب دعم العلاج لمنع الانتكاسة عن طريق جلسات فردية أو جماعية وأخذ النصح من طبيب أو مستشار نفسي لمساعدة المدمن المتعافي على مقاومة إغراء الإدمان والعودة للمخدرات مرة أخرى.
المراجع
"street drug", www.drugs.com, Retrieved 10-06-2019. Edited.
^ أ ب ت "Illicit Drug Addiction", www.healthline.com, Retrieved 10-06-2019. Edited.
"EFFECTS OF DRUG ABUSE AND ADDICTION", www.gatewayfoundation.org, Retrieved 30-3-2019. Edited.
"What Is Drug Addiction?", www.webmd.com, Retrieved 10-06-2019. Edited.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.