حقوق الطفل

هي مجموعة من القوانين والقواعد المخصصة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سن الثامنة عشرة، وهي جزء من حقوق الإنسان مكونة من الحقوق الإنسانية الأساسية إلى جانب حقوق خاصة بالطفل، تأخذ بعين الاعتبار احتياجاتهم الخاصة التي تتناسب مع أعمارهم، وأهمية تطويرهم ودعهم.

وتشمل هذه الحقوق عدداً من الحقوق الأساسية اللازمة لتأمين حياة كريمة لجميع الأطفال حول العالم كالحق في الحياة، إلى جانب الحقوق المدنية والسياسية، كالحق في الحصول على اسم وجنسية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية، كالحق التعليم، والعيش الكريم، كما وتشمل الحقوق الفردية التي تشمل حقوق الطفل بشكل خاص، والحقوق الجماعية التي تعنى بحقوق مجموعات الأطفال التي تتشارك في ظرف خاص كحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وحقوق الأطفال اللاجئين.


اتفاقية حقوق الطفل

عانى الأطفال الذين خاضوا الحرب تبعات سيئة جداً في أعقاب الحرب العالمية الثانية، مما دفع الأمم المتحدة إلى إنشاء صندوق خاص بدعم الأطفال واحتياجاتهم عام 1947م، وهو ما سمي لاحقاً باليونيسف، وبدأت منظمة اليونيسف بإدراج عدد من البرامج لحماية الأطفال وحقوقهم، حتى أقرت عام 1959م اتفاقية لحقوق الطفل تضمنت عشرة مبادئ، وقد وقعت عليها بالإجماع جميع الدول الأعضاء للجمعية العامة للأمم المتحدة، والبالغ عددها ثمان وسبعون دولة.

أرادت الأمم المتحدة أن تضع ميثاقاً لحقوق الإنسان يكون قابلاً للتنفيذ بعد إقرار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، يكون ملزماً للدول باحترامه وتطبيقه، فاعتمدت نصين مختصين بالطفل مكملين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واعتمدت بعدها اتفاقية حقوق الطفل، وتضمنت 54 مادة توضح بالتفاصيل الحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية للأطفال، حتى أصبح النص معاهدة دولية دخلت حيز التنفيذ عام 1990م، بعد أن صادقت عليه عشرون دولة.


أهم حقوق الطفل

تضمنت اتفاقية حقوق الطفل أربعاً وخمسين مادة تضمن حقوق الطفل في مختلف مجالات الحياة، ومن أهم الحقوق التي حفظتها هذه الاتفاقية:

حق الحياة: يضمن حق الحياة أو حق الوجود للطفل الحق في العيش منذ لحظة ولادته، والتمتع بإمكانية النمو وبلوغ سن الرشد، ويشمل هذا الحق جزأين أساسيين، هما: الحق في حماية حياة الطفل منذ الولادة، والحق في البقاء على قيد الحياة والنمو بشكل مناسب، كما يشمل تعريف حق الحياة الحق بعدم القتل؛ مما يعني أن على الدول حماية الأطفال من مسببات الوفاة جميعها التي تشمل عدم إخضاعهم إلى عقوبة الإعدام، ومحاربة ممارسات قتل الأطفال جميعها، ويشمل حق الحياة أيضاً ضرورة توفير السبل الملائمة لنمو الطفل، والتمتع بالرعاية الصحية، والتغذية المتوازنة، والتعليم الجيد، والعيش في بيئة صحية.

حق التعليم: يضمن حق التعليم للطفل الحصول على تعليم جيد للأطفال جميعهم دون تفريق، ويجب حفظ حق الطفل في الذهاب إلى المدرسة، والحصول على الفرص الملائمة لمساعدته على النمو وبناء مستقبله، والوصول إلى كل سبل التعليم بلا تفريق، والحصول على المعرفة بأنواعها جميعها، ويبدأ التعليم من التعليم الأساسي والمهارات الأساسية التي تسمح للطفل بمتابعة تعليمه الإعدادي والثانوي، مثل: القراءة، والكتابة، كما يشمل حق التعليم تأهيل الأطفال، ومساعدتهم على تنمية شخصياتهم وهواياتهم، إلى جانب قدراتهم الجسدية والعقلية، مما يساعد على صقل شخصية الطفل، وبناء جيل يحافظ على القيم المجتمعية.

حق الغذاء: يضمن حق الغذاء للطفل الحصول على طعام صحي وكاف بشكل يومي ومستمر في الظروف كلها، حتى تلك التي تشمل الحروب والمجاعات القاسية، ويجب أن يكون الغذاء متوازناً ونظيفاً، ويشمل جميع العناصر الغذائية الضرورية لنمو الطفل؛ حيث يساعد الغذاء الصحي والمتوازن الطفل على بنائه جسماً صلباً، ومناعة قوية، وعقلاً سليماً، كما يساعده الغذاء على محاربة الأمراض، وأداء الوظائف الجسدية الحيوية بشكل متكامل، كما يشمل ضمان حصول الطفل على مياه شرب نقية ونظيفة في الأوقات جميعها.

حق الصحة: يضمن حق الصحة للطفل الحصول على جميع الخدمات الصحية والتطعيمات اللازمة للحفاظ على صحة الطفل الجسدية، والعقلية، والنفسية، والحصول على عناية صحية خاصة تناسب طبيعة الأطفال الضعيفة والهشة ومناعتهم المحدودة، ووقايتهم من الأمراض السارية وغير السارية، والأمراض الوراثية، وسوء التغذية، وغيرها من الأمراض، ويشمل حق الصحة حصول الأطفال على توعية صحية كافية لمساعدتهم على المحافظة على صحتهم، وذلك عن طريق اتباع تعاليم النظافة والصحة، ووقايتهم من مخاطر الأمراض المعدية، كما يشمل حقهم الحصول على غذاء وماء نظيفين؛ لمنع إصابتهم بالأمراض التي تنتقل عبر الغذاء والماء الملوثين.

الحق في المياه: يضمن حق الطفل في المياه الحصول على مياه نقية ونظيفة خالية من التلوث والحشرات التي قد تنقل الأمراض للطفل، والحصول على كميات كافية من المياه، يمكن الوصول إليها في أي وقت. ويعد الحق في المياه من أهم حقوق الطفل؛ وذلك لأهمية المياه في الحفاظ على صحة الإنسان بشكل عام، ومنع الجفاف، ومساعدة الجسم على أداء وظائفه الحيوية بشكل متكامل، والمحافظة على نظافة الطفل الشخصية، مما يمنع الإصابة بالأمراض التي قد تنتج عن قلة النظافة الشخصية.

حق الهوية: يضمن حق الهوية للطفل الاعتراف بوجوده بوصفه كياناً مستقلاً وذا وجود، ويمنحه هذا الحق التمتع بباقي حقوقه كفرد مستقل في المجتمع، ويشمل حق الهوية حصول كل طفل على اسم، واسم عائلة، وتاريخ ميلاد، وجنس، وجنسية تمكن الفرد من التمتع بالحقوق التي تتناسب مع عمره وتلك التي تقدمها جنسيته، بالإضافة إلى تمتع الطفل بالخدمات التي تقدمها الدولة، والانتماء إلى أبويه وعائلته، ويمكن حق الهوية الطفل من الحصول على حق الحماية من قبل دولته وعائلته، والاستفادة من برامج حماية القاصرين التي تقدمها المنظمات والدول.

حق الحرية: يضمن حق الحرية للطفل التمتع بأنواع الحريات المعطاة للبالغين كلها؛ فمن حق الطفل التمتع بحرية التفكير، وحرية التعبير عن أفكاره وما يدور في عقله من أسئلة بشتى الطرق، والحق في معرفة ما يجري حوله وإبقائه على اطلاع، وحرية تكوين التجمعات، والاشتراك في النقاشات الجماعية، والمشاركة في مجتمعات ذات أهداف محددة، وحرية تبني الأفكار والقناعات التي يفضلها الطفل، وحرية الوعي والمبادئ المرتبطة بوجود الطفل وفلسفته في الحياة، وحرية الدين واختيار الديانة التي يريدها الطفل.

حق الحماية: يضمن حق الحماية للطفل حمايته جسدياً، وحماية صحته ونموه، وحماية حقوقه، وحمايته نفسياً وعقلياً، وتوفير السبل التي تحمي عقليته، وحمايته اجتماعياً عن طريق حفظ حقه في الازدهار بوصفه جزءاً مهماً في المجتمع، ويشمل حق حماية الطفل جزأين رئيسيين، هما: القرارات التي يتم اتخاذها يجب أن تأخذ بعين الاعتبار المصلحة العليا للطفل ومستقبله، وكذلك القرارات التي يتم اتخاذها نيابةً عن الطفل يجب أن تضمن حصوله على حقوقه، ولتطبيق حق حماية الطفل، يجب ضمان وجوده في بيئة عائلية صحية، ودولة آمنة توفر نظام حماية شاملاً له.


حقوق الطفل في الإسلام

كفل الإسلام للطفل حقوقاً كثيرةً متعددةً، وفيما يأتي بيان جانب منها:

حق الطفل في الحياة: حيث يبدأ ذلك من حين كونه جنيناً في رحم أمه، فيحرم قتله، وإجهاضه، كما توعد الله قاتلي أطفالهم بالخلود في النار جزاءً ما فعلوا.

حضانة الطفل: فقد كفل الإسلام للطفل أن يعيش في كنف والديه ليعتنيا به صحياً، ونفسياً، واجتماعياً، ثم كلفهما بحسن تربيته.

النسب الثابت الموثق للطفل: وذلك من خلال جعل الزواج الطريقة الوحيدة المشروعة للإنجاب، واشترط لصحة الزواج الإشهاد عليه، وهكذا فإن الطفل يضمن حقه في أن يكون له أبوين معلومين موثقين.

المساواة بين جميع الأطفال: فالله -تعالى- ساوى بين الناس جميعاً، حيث أنكر الإسلام التمييز بين الذكر والأنثى، فالله وحده هو واهب الأبناء، يعطي من يشاء إناثاً، ومن يشاء ذكوراً، وأمر الوالدين بالعدل بينهم.

تعليم الطفل وتثقيفه: وهذا حق رئيسي للأطفال في الإسلام، وواجب على الأبوين أن يحرصا على تعليم أبنائهم كل ما ينفعهم من أمور الدين والدنيا.

اللعب المباح: فهو من أبرز حقوق الطفل المشروعة، فلا يجوز منعه من ذلك، بل إن من قواعد التربية الإسلامية أن يداعب الوالدان أبناءهما سبع سنوات، ثم يعملونهم سبع سنوات، ثم يصاحبونهم سبع سنوات.

تربية الطفل على الإيمان والاخلاق الفاضلة: فالإيمان، والخلق الكريم حق تميزت به الشريعة الإسلامية، وتقع هذه المسؤولية على عاتق الوالدين بالدرجة الأولى، وأول ما يجب عليهم تعليمهم إياه خلق الصدق في القول والفعل.

الرضاعة الطبيعية: من أمه، أو من مرضعة غيرها، وكلف الإسلام الأم بفعل ذلك، وأمر الأب بأن ينفق عليها وفق سعته وقدرته. حق الطفل بالإنفاق عليه: فقد ألزمت الشريعة الإسلامية الأب بالنفقة على أبنائه، وتشمل تلك النفقة كل الجوانب التي يحتاجونها، من مأكل، ومشرب، وملبس، ودراسة، وتعليم، ونحوه، ويستمر ذلك إلى أن يبلغ الطفل سناً تسمح له بالتكسب، والإنفاق على نفسه.

رعاية الأطفال الأيتام والاهتمام بهم: فقد أولت الشريعة الإسلامية الأيتام رعايةً خاصةً، وأمرت المسلمين بالاهتمام بهم.

الحفاظ على ماله من الضياع: فقد أمر الإسلام بحفظ أموال الأطفال اليتامى، وعدم أكلها بالباطل.


المراجع

"Rights of the Child", Humanium, Retrieved 12-5-2017. Edited.

أ ب ت "Children’s Rights History", Humanium, Retrieved 12-5-2017. Edited.

أ ب "حقوق الطفل في الإسلام"، www.islamstory.com، 2008-7-14، اطلع عليه بتاريخ 2019-06-09.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.