يتكون المجتمع من مجموعة الأفراد الذين يعيشون في منطقة ما، تحكمهم مجموعة من التشريعات والقوانين والأعراف والتي تتحدد حقوق الفرد وواجباته التي يجب عليه الالتزام بها تجاه المجتمع وأفراده، ولكن في الواقع لا وجود للمجتمع المثالي في الحياة، فتنتشر في المجتمعات العديد من الآفات، والتي تعرف بأنها مجموعة من السلوكيات الخاطئة والضارة سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، وقد أطلق عليها اسم آفة لأنها تنتشر بسرعة بين المجتمع مسببة ضرراً كبيراً.

أبرز الآفات الاجتماعية السائدة في المجتمع

تختلف الآفات الاجتماعية المنتشرة من مجتمع لأخر باختلاف توجهات الأفراد والعادات السائدة في تلك المجتمعات، ويلعب التطور الحضاري دوراً كبيراً في خلق هذا الاختلاف، وبسبب التطور التكنولوجي الكبير في عصرنا الحالي، أصبح العالم بأسره مكون من مجتمع واحد تقريباً وبالتالي غدت الآفات مشتركة في كل المجتمعات مع وجود بعض الفروقات التي تتسبب بها كالمعتقدات الدينية المختلفة.

التدخين

يعتبر التدخين من أقدم الآفات التي انتشرت بين فئات وأفراد المجتمع ككبار السن والبالغين، ولكن نظرة المجتمع لهذه الآفة تغيرت بمرور الوقت، وأصبح يطلق عليها عادة سيئة يمكن تقبلها في المجتمع، ومن الأسباب التي ساهمت في انتشار هذه الآفة بشكل أوسع هو عدم تشدد الآباء مع أبنائهم حين ممارسة هذه الآفة، لتشمل قائمة ضحايا هذه الآفة فئة المراهقين والأطفال.

ويعود السبب باعتبار التدخين من آفات المجتمع الى الضرر الكبير الذي يحدثه للأفراد على المستوى الصحي والمادي، إضافة إلى تأثيره على أفراد المجتمع الغير مدخنين أيضاً وهو ما يطلق عليه مصطلح التدخين السلبي، وهو استنشاق الغير مدخن للدخان.

شرب الخمور والمسكرات

عرف الانسان الخمر منذ زمن بعيد، خاصةً في العصور القديمة قبل نزول الديانات السماوية والتي حرمت شرب الخمر، وعلى الرغم من أنها لم تكن محرمة في تلك المجتمعات، إلا أنها كانت فعلاً منبوذاً من بعض العقلاء لضررها الصحي والاخلاقي على الأفراد والمجتمع بشكل خاص.

وفي الوقت الحالي، انتشرت هذه الآفة بشكل أوسع من ذي قبل بسبب سهولة الحصول عليها وغياب الرقابة الأسرية على الأبناء ورقابة السلطة على أفراد المجتمع بشكل عام، بل تحول بيعها والتجارة بها الى أمر مشروع في القوانين المدنية في مختلف دول العالم.

تكمن خطورة هذه الآفة في تأثيرها السريع والمباشر على العقل، فيصبح الإنسان عند تناولها فاقداً للأهلية، وبالتالي فإنه قد يقدم على التصرفات السلبية دون أي وعي، وقد سجلت الهيئات العديد من جرائم القتل والسرقة والاغتصاب من قبل أشخاص تحت تأثير هذه الآفة.

تعاطي المخدرات

إنَّ تعاطي المخدرات هو الوجه الآخر لشرب الخمر والمسكرات، وهي من الآفات الجديدة التي ضربت المجتمعات، فلم تكن هذه الآفة معروفة في العصور القديمة، ولكن شأنها شأن المسكرات مع وجود بعض الفروقات، فتزيد على المسكرات في شدة الادمان، إذ أن تعاطي المخدرات يسبب للمرء ادماناً أشد من شرب المسكرات والتدخين، وذلك للنسبة العالية من المواد التي تدخل جسم المتعاطي.

ومن المخاطر التي تترتب على تعاطي المخدرات هي سعي المدمنين الى الحصول على الأموال بأي طريقة من أجل تأمين حصولهم على جرعة من المخدرات، وهو ما قد يدفعهم لارتكاب جرائم عدة من قتل وسرقة.

إدمان التكنولوجيا

لا يصل ضرر هذه الآفة إلى مستوى ضرر ما تم ذكره سابقاً، لكن على الرغم من ذلك، فهي تعد من آفات المجتمعات الحديثة، والتي انتشرت بسبب جهل الافراد واستغلال بعض الهيئات الربحية لهذا الأمر ونشر مختلف انواع التطبيقات الترفيهية.

تكمن خطورة هذه الآفة في ابتعاد الافراد وانعزالهم عن الحياة الاجتماعية، وهو ما يؤدي الى إصابتهم بأمراض نفسية كالقلق والتوتر والفصام وغيرها من الأمراض، إضافة الى عديد من الأمراض العضوية كضعف البصر وألم المفاصل.

وتتسبب هذه الآفة في ابتعاد الطلاب عن الدراسة وتؤدي الى ضعف في مستواهم الثقافي، ويترتب على ذلك إنشاء جيل جاهل، إضافة إلى ذلك تأثيرها على دوافع البالغين للعمل والإنتاج، وبالتالي قد تساهم في انتشار البطالة كذلك.

الانحلال الأخلاقي

يقصد بالانحلال الأخلاقي إقدام أفراد المجتمع على تصرفات تنافي الأخلاق العامة فيه، ويشار عادة إلى العلاقات الغير شرعية بين الجنسين على أنها انحلال أخلاقي، ومن الجدير ذكره أن هناك معايير عدة يتم من خلالها قياس مدى الانحلال الأخلاقي في مجتمع ما، فبعض التصرفات التي تعتبر دليل على الانحلال الأخلاقي في أحد المجتمعات لا تعتبر كذلك في مجتمعات أخرى، ويتجسد ذلك عملياً في الفروق بين المجتمعات الغربية والشرقية.

وهنا يجدر التنويه أن التطور التكنولوجي وما تبعه من تطور على وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام لعب دوراً كبيراً في انتشار الانحلال الأخلاقي وذلك من خلال نقل فكر وعادات مجتمعات أخرى لا تتوافق مع مجتمعاتنا العربية الشرقية.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.