يصل كل عام إلى المركز الطبي "رمبام" في حيفا نحو 700 مريض من مناطق السلطة الفلسطينية وقطاع غزة، لتلقي العلاج الطبي في إسرائيل، ذلك بعد فشل الأطباء هناك

يصل كل عام إلى المركز الطبي "رمبام" في حيفا نحو 700 مريض من مناطق السلطة الفلسطينية وقطاع غزة، لتلقي العلاج الطبي في إسرائيل، ذلك بعد فشل الأطباء هناك في إنقاذ حياتهم، ربما لعدم وجود خبرة كافية أو لعدم توفر الإمكانيات اللازمة أو المعدات الطبية، هذا ما قالته دجانيت كينج من مكتب الناطق بلسان مستشفى رمبام لمراسلنا.

واضافت:" غالبية المرضى الذين يصلون للعلاج في إسرائيل، يعانون من أمراض سرطانية متنوعة، في أنحاء مختلفة من أجسادهم، حيث يقف الأطباء هناك عاجزين أمام ايجاد علاج لهذه الأمراض، وعلى ما يبدو فإن الاوضاع  السياسية والاقتصادية لها دور كبير في تفشي هذه الأمراض، لان نسبة مرضى السرطان هناك عالية جدا". 
    
وقبل نحو شهر ونصف وصلت إلى مستشفى "رمبام" في حيفا الطفلة ولاء عمر، ابنة العامين، وكانت تعاني من ورم سرطاني خطير في الدماغ. كان نصف جسدها السفلي مشلولا، وكانت حياتها في خطر، ولم ينجح الأطباء هناك في استئصال هذا الورم. لكن بعد وصولها إلى "رمبام"، أجريت لها عملية جراحية معقدة في الدماغ، استطاع الأطباء خلالها من استئصال الورم، وقد نجحت العملية الجراحية، وهي اليوم تمشي على قدميها وتتماثل للشفاء.

والد الطفلة الغزية ولاء ما بين الحنين لعائلته في غزة والبقاء لجانب ابتته في رمبام

خلال لقاء لمراسل موقع الشمس، مع إياد خميس عمر، والد الطفلة ولاء، وصف الأب بداية مرض ابنته والعلاج الذي تلقته في غزة وعدم نجاحه، وكيف وصل إلى "رمبام" حيث أجريت لها عملية جراحية ناجحة وهي اليوم تتماثل للشفاء.

لقد استهل الأب إياد حديثه بتقديم الشكر لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية أبو مازن، محمود عباس على مساعدته وتقديم يد العون له من اجل إنقاذ طفلته، وعلى تغطيته كافة مصاريف العلاج في "رمبام".

وأشار الأب إياد خلال اللقاء بان وضع الطفلة بدأ بالتدهور قبل عدة أشهر، حيث توجه إلى المستشفى في غزة لتلقي العلاج، وبعد إجراء عملية جراحية لها في الرأس، ازداد وضعها سوءا.

وقال: "أصيبت ولاء بشلل نصفي تقريبا، فنتيجة للضغط الذي شكله الورم على دماغها، تسبب في شلل نصفي من الجهة اليسرى، ولم يعد باستطاعتها المشي بشكل طبيعي، وكثرت عندها حالات التقيؤ، لم استطع أن أراها بهذا الوضع، فتوجهت إلى مكاتب السلطة الكائنة في غزة، طالبا منهم المساعدة لنقلها إلى "رمبام" للعلاج، وفق توصيات الأطباء في غزة".

وأضاف قائلا:" لم نواجه مشاكل في الوصول لإسرائيل، من الجانب الإسرائيلي قدموا لنا جميع التسهيلات، في البداية لم يسمح لي بالدخول، لكن بعد تدخل مركز "بيرس" للسلام سمحوا لي. وقد وصلت الى هنا بعد وصول ابنتي وقبل إجراء عمليتها... نتلقى هنا معاملة جيدة جدا من الطاقم الطبي والممرضات والطاقم الإداري". 

وتابع حديثه قائلا: لقد تركت زوجتي وأولادي الاثنين في غزة، وأنا هنا مع الطفلة منذ عدة أسابيع، رغم الأوضاع الصعبة في غزة، فان عائلتي تتدبر أمرها، لان عائلتي وإخوتي يقومون بمساعدة زوجتي وأولادي ويقدمون لهم ما المساعدة. اعتقد بأننا سنعود عند شفاء ولاء، ربما بعد شهر. طبعا سنعود لهنا من اجل متابعة وضعها  الصحي ولإجراء الفحوصات. إن ما يقلقني هو استمرار العلاج في غزة، فهناك نقص كبير في المواد الطبية والأدوية بسبب الحصار.

وأعرب الأب عن سعادته قائلا: إن ما يهمني الآن هو شفاء ولاء، فقد عادت لتكون طبيعية كما كانت في الماضي، فهي تأكل لوحدها وتضحك وتمشي ولم تعد تتقيؤ، الحمد لله فقد شفيت.



الطبيب الجراح: ولاء شفيت بشكل تام!

وفي لقاء مع الطبيب د. يوسف جيلبورد، اختصاصي الجهاز العصبي عند الأطفال، والذي أجرى العملية الجراحية للطفلة ولاء قال: "عندما فتحنا رأسها رأينا بان الأطباء في غزة قاموا بفتحه في محاولة لاستئصال الورم، لكنهم لم يفعلوا شيئا كما يبدو، فقد اخذوا عينة للفحص فقط، وهنا أجرينا لها عملية جراحية معقدة جدا، وقد نجحت العملية. وهي اليوم تتماثل للشفاء وتستطيع تحريك أطرافها، لقد اختفت جميع المشاكل التي عانت منها عند وصولها "لرمبام".

وأضاف قائلا: لا اعتقد بان هناك أي خطورة من وجود نقيله للمرض أو انه سيعود، لأنه في مثل هذه الحالات فقد تم استئصال الورم بشكل نهائي وتم تنظيف مكانه، وقد شفيت ولاء تماما منه.

وبخصوص العلاج الذي قدم للطفلة في غزة قال: لا ادري ما السبب في عدم استئصال الورم في غزة، ولا أريد أن أقول بان ذلك حدث لعدم مهنية الأطباء، ربما لعدم وجود أجهزة ومعدات طبية من اجل إجراء مثل هذه العمليات المعقدة.

الطبيب د. يوسف جيلبورد










































 

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.