شكلت قضية اختطاف الطفل كريم جمهور، البالغ من العمر 6 سنوات، من مدينة قلنسوة، منعطفًا خطيرًا آخر لآفة العنف المتفاقم في مجتمعنا العربي.
كما اثار موضوع كيفية اعادة الطفل الى احضان عائلته، إشكالًا آخر، بعد انتشار صور الطفل مع الحاج كريم جاروشي، وشخصيات اخرى، لعبت دور الوساطة، مع الجهات التي اختطفت الطفل، وتمكنت من اعادته بعد نجاح مفاوضاتها معهم.
وعوضًا عن هذه التبعات، فقد طرحت مسألة غياب دور الشرطة في هذه القضية، وفرض حقائق جديدة تبين الدور الفاعل لجهات عديدة اخرى غير الشرطة، في تمكنها من حل الاشكال.
وناقشت اذاعة الشمس هذه التداعيات مع كل من د.ثابت ابو راس من قلنسوة، وكذلك البروفيسور عزيز حيدر.
د.ثابت ابو راس: "خطورة تداعيات هذه القضية، تكمن في تأثير هذه المجموعات على مجتمعنا مستقبلًا"
ونوه د.ثابت ان ما حصل يشكل علامة فارقة في استفحال العنف في مجتمعنا، وتعامل المواطنين العرب مع بعضهم، ويُظهر الدور الذي لعبته عصابات الاجرام، وشخصيات اخرى لعبت دور الوساطة، والذي اثار ردود فعل متباينة بين الرضا والغضب، وبرز ضعف جهاز الشرطة في هذا الجانب، اضافة الى الاحزاب العربية، ولجنة المتابعة، وضعف ثقة الجمهور بهذه الأجسام.
ولفت الى ان خطورة تداعيات هذه القضية، تكمن في تأثير هذه المجموعات على مجتمعنا مستقبلًا.
وبعودة الى موضوع الشرطة، اشار الى المواطنين العرب، لا يثقون بالشرطة، وبعض المواطنين يتوجهون الى عائلات الاجرام لحل مشاكلها، ولا تتوانى هذه العائلات في حل المشاكل بشكل سريع، من خلال التهديد واثارة الرعب والابتزاز، والسبب الرئيس في هذا هو غياب سلطة القانون، وكونه غير قائم ولا يطبق.
بروفيسور عزيز حيدر: "ما حدث في قضية اختطاف الطفل، يدل على استفحال العنف المتفشي، وفرض قانون الغاب"
من جهته قال البروفيسور عزيز حيدر، ان هناك حاجة ماسة لوجود شخصيات واجسام في كل مجتمع، تعمل على حل الاشكاليات بين الافراد والعائلات، وتعمل على الاصلاح، ورد الحقوق، وما حدث في قضية اختطاف الطفل، يدل على استفحال العنف المتفشي، وفرض قانون الغاب لتحصيل الحقوق، وهذا يهدد المجتمع وافراده.
وأكد ان المشكلة في مجتمعنا، بخاصة بما يتعلق بهذه القضايا المرتبطة بالعنف، هو تلاشي المنظومة القيمية لدى بعض الافراد، وضعف القيم، ما يفرض حالة من الفوضى وانتشار العنف، اضافة الى عدم احترام القانون، لكن وبشكل عام فاننا نجد ان هناك مجموعات في كل مجتمع تكون خارجة عن القانون.
يعقوب بوروفسكي: "الشرطة كان يهمها سلامة الطفل اولا وقبل كل شيء، ولم تكترث لتغييب دورها"
هذا وفي حديث آخر مع الجنرال المتقاعد "يعقوب بوروفسكي"، حول هذه القضية، اشار الى ان الشرطة كان يهمها سلامة الطفل اولا وقبل كل شيء، وبذلت الجهود الكافية لاعادته، ولم تكترث لتغييب دورها، او الوساطة التي لعبتها جهات لها علاقة مع الجهات الخاطفة، او عصابات الاجرام في هذا الجانب، بل واستغلت ذلك لصالح الطفل، وستستمر في ذلك مستقبلًا ان احتاج الامر، لكنها بعد ذلك ستعمل على محاسبة المسؤولين الذين تورطوا بعملية الخطف.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.