محليات

الشمس تناقش ظاهرة انتشار المدارس الانتقائية الخاصة في المجتمع العربي وابعادها التربوية



ناقشت اذاعة الشمس نهار اليوم ظاهرة انتشار المدارس الإنتقائية الخاصة، والتي انتشرت بشكل كبير في مجتمعنا العربي، وحاورت خلال هذا النقاش كل من د. خالد ابو عصبة، والأستاذ علي حيدر، والسيد عبدالله خطيب مدير المعارف العربية، للحديث حول الآثار التربوية لهذه الظاهرة على الطلاب والمجتمع العربي بشكل عام.


وقال د.خالد ابو عصبة: 

"يشهد المجتمع العربي توجهًا نحو الخصخصة، او نحو مدارس معترف بها غير رسمية، وهناك في المقابل مدارس غير رسمية معترف بها وهي ليست انتقائية، وانتشار هذه الظاهرة في البلدات العربية يدل على فشل لدى السلطات المحلية، اذ انها تنقل المدارس الى شبكات، وهناك نوعيات اخرى من المدارس، منها مدارس اهلية كنسية معترف بها باتفاق بين الفاتيكان واسرائيل، وهناك مدارس غير انتقائية تضم طبقات مستضعفة من الطلاب وهي غير رسمية وقد نقلت الى شبكات، وهناك مدارس رسمية".


واضاف: "هناك مدارس لها رؤية تربوية، والمدارس الإنتقائية اقيمت من قبل طبقات وسطى تريد ان ترسخ مفهوم القوة وتنقله الى ابنائها، لكن يمكن ان يؤدي ذلك الى انشاء حالة من الطبقية داخل المجتمع، علما اني اتمنى ذهاب جميع الطلاب اليها من مختلف الشرائح".


وتابع: "لو زرنا اي مؤسسة لها ميزة تربوية معينة، لرأينا انهم اتوا من طبقة معينة، وانا اعي تمامًا ان اي اب يريد تربية جيدة لابنائه على المستوى الفردي، لكن ماذا عن المستوى الجماعي، هذه الظاهرة تهدم التعليم الجماعي، وسبب ذلك هو فشل المدارس الرسمية بمنح جزء من الطلاب ليتميزوا، لذا وجود هذه المدارس مؤشر يجب ان يضيء الضوء الأحمر لدى وزارة المعارف".


وفي ذات السياق قال الأستاذ علي حيدر:

"هناك عدة اسباب تجعل عائلات تخرج ابنائها من المدارس الرسمية الى المدارس الإنتقائية، من هنا تنبع الحاجة الى اصلاح الجهاز التربوي، لكن هناك اهمية لرؤية شاملة تتعاطى مع الطالب بالنسبة للتربية على القيادة وقوة الشخصية والهوية والثقافة والقوة، لكن اعارض فكرة ان تكون الطبقة الوسطى والأغنياء فقط هم من يجب ان يرسلوا ابناءهم الى هذه المدارس".


واضاف: "يجب ان يكون توجه عام وحرية للجميع، هناك مبادرات مباركة لهذه المدارس ويجب دعمها، على الا يكون الجانب المادي عقبة امام الاهالي، ومعيقًا لتقبل الطلاب اليها، بل يجب توفير منح وفرص متساوية للجميع، علما اني ضد الخصخصة، والاهم هو التركيز على قضية القيم والاخلاق لاننا اهملناها، ويجب ان يكون الطالب جزءً من بلورة المدارس".


اما السيد عبد الله خطيب مدير المعارف العربية فاشار الى ان وزارة التربية سياستها واضحة، وهي تولي اهمية للتعليم الرسمي، لكن ما نلاحظه كما قال، ان هناك عشرات المدارس التي تعمل على الفصل ما بين الطلاب المميزين والادنى مستوى منهم، وجباية اقساط تعليمية باهظة من الطلاب، علما ان وزارة المعارف لا تصادق على بند يقضي بقبول الطلاب المميزين فقط من قبل المدرسة.


ولفت الى ان الوزارة عند منحها ترخيصًا لأي مدرسة يجب ان لا تكون انتقائية، والوزارة تتابع كافة المدارس، وهناك مدرسة معينة مثلًا تحتوي طلاب يعانون من ضائقة، رغم ذلك فقد حققت المدرسة انجازات كبيرة.


واضاف ان الوزارة ستتابع عمل كافة المدارس خاصة الانتقائية، وستتخذ اجراءات صارمة اذا كانت انظمتها مخالفة لانظمة المعارف، علمًا ان التحدي الاكبر في التعليم هو في المدارس الرسمية، وليس في الإنتقائية، والوزارة لن تقف مكتوفة الأيدي ازاء مدارس تشكل ضرر عل المجتمع، وتؤدي الى طبقية وطائفية حتى لو وصل الأمر الى اغلاق المدرسة، كما قال.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.