فن وترفيه

كلام عن الفراق وأقسى شعور يمس القلب

كلام عن الفراق لن تكفيه السطور التالية، للإشارة على مضاره والكوارث الناتجة عنه، فالشعور بالفراق، سواء كان فراق الحبيب، كما في العلاقات الإنسانية والاجتماعية والعاطفية، أو كان بسبب الحياة أو الموت، فالفراق كله واحد، والألم فيه يكاد يكون متشابه، الفارق الوحيد بين الفراق في الحب، والفراق في الحياة والموت، هو أن الفراق في الحب، ربما يعيد الحبيبين لبعضهما، إذا تحسنت وتعدلت الظروف التي دفعتهما إلى الهجر والفراق.


بعكس الفراق في الموت، فإن صاحبيه لا يلتقيان في الدنيا مجددًا، ويبقا بينهما موعدٌ للقاء، في الآخرة والجنة بإذن الله عند رب العالمين، لقاءٌ لا فراق فيه، بل إن في الجنة نفسه، لا كلام عن الفراق جمعهما الحب الصافي والصادق، البعيد عن المصالح الدنيوية الحقيرة، حب حقيقي يلهب المشاعر، ويقوي الروابط، ويحافظ على العلاقات وتماسكها، حبٌ خالدٌ بكل ما تحمله الكلمة من معنى. 


فإذا كانت المشاعر الإنسانية السامية، هي أبرز ما يحرك الإنسان، ويوجه سلوكه وانفعالاته، فالفرح يبعث طاقة قوية للإنسان على فعل الكثير من الأفعال الإيجابية، وعلى النقيض فالحزن والضيق يبعث بمشاعر سلبية، قد تدفع الإنسان لارتكاب حماقات كثيرة، سواء في حق نفسه أو في حق الغير، ومثال ذلك الفراق.


معنى الفراق

وقبل الدخول في التفاصيل للحديث عن كلام عن الفراق في الحب، ينبغي أن نُعرف الفراق أولًا، فالفراق هو ألم يعتصر القلب والعقل والوجدان، هو وضع إنساني وحالة خاصة، تحيط بالإنسان من كل جنباته، بحيث يرى خلالها الدنيا من نافذة ضيقة للغاية، يرى كل الألوان لونًا واحدًا، داكنًا، أسودًا، حين تموت المشاعر داخل الإنسان، ويصبح متبلد الاحساس، وتضحى الدنيا كلها عنده لا تساوي شيئًا، يموت حقيقة، وإن ظل جسده حيًا.


الفراق هو حالة تنفصل بها الروح الواحدة التي جمعت جسدين حبيبين عاشقين متآلفين، فتجعلهما متباعدين، بعد المشرق والمغرب، وإن اقتربا في الواقع الجغرافي، حينها فقط يشعر جسد كلٍ منهما بالانهيار جراء هذا الانفصال، بحيث يصبح كل جسدٍ منها يحن للآخر، وقلب منهما يخفق بذكريات الماضي للآخر، بل وتطمع القلوب والعقول في اللقيا من جديد، لكن الظروف النفسية والزمانية والمكانية والاجتماعية وغيرها، ربما تحول دون ذلك.


الفراق هو شعور بالحرمان، حرمان من حياة كان يعيشها الإنسان سعيدًا، حياة اعتاد عليها، وطابت روحه فيها، فبعد الفراق، يدرك الحبيبين لغة جديدة، لم تكن في حسبانهما يومًا ما، هي لغة الفقدان لشيء كبير كان يملئ جنبات الفراغ من حولهما، ومهما سردنا في وصف الفراق، فيكفي القول أنها حالة خاصة جدًا، لا يدرك معانيها وأسرارها سوى القلوب التي أحبت بصدق، وعشقت بصدق، وأخلصت أيما إخلاص، قلوبٌ بيضاء بإحساسها، مرهفة بمشاعرها النبيلة.


كلام عن الفراق

في الفراق يكتشف الحبيبين، أن الدنيا ربما هي كما هي لم تتغير، لكن ما تغير حقًا هو ما بداخلهما، فكما ملأ الدنيا ضجيجًا وفرحًا وسعادة وبهجة وسرور، وتواصل واحتفالات ومناسبات ولقاءات وأعياد، يصبح كل هذا، وكأنه بنيان أصابه زلزال، أو هدمه بركان، فتضرب المشاعر والأحاسيس ضربة قوية، ضربة تصيبه بالخلل والانكسار، الذي ربما لا يقوم فيه الإنسان مرة أخرى.


وقد يكون في الفراق نعمة من الله عز وجل، خاصة إذا اقترنت بالكرامة، فالحب يقترن بالثقة والطمأنينة التي تجمع طرفيه، أما في حال حدوث الخيانة، وانكسار تلك الثقة، فتتبدل كل تلك المشاعر إلى جحيم وعذاب، تصل نيرانه إلى أعماق القلب، ليصبح الحب وقتها عبئًا على أصحابه، وربما في هذه الحالة، يصبح الفراق حلًا وحفظًا للكرامة، وحفاظًا على ما تبقى من مشاعر الاحترام والتقدير بين طرفيه، وحفظًا أيضًا لماء وجه المظلوم فيهما، فالإنسان في الحب يمكن أن يتنازل عن المال، ممكن أن يتخلى عن مشاغله وعن الكثير من أمور حياته، إلا الكرامة والكبرياء، فإن جرحوا، لا يمكن أن يعوضهما شيء، ويصبح الفراق وقتها مطلبًا ملحًا وعاجلًا لا يمكن تأجيله أو إلغاؤه، فدخول الشك إلى القلب، لا يمكن أن تملؤه أي ثقة من جديد، فإذا كان الحب يحيى القلوب، فإن الشك والخيانة تقتلها، والفراق حينها قد يكون راحة ورحمة بمن نحب، وقد يكون فيها تكفيرًا عن خطيئة من ارتكب تلك الحماقة، ليعرف أن الاستحواذ على القلوب مسؤولية، قبل أن تكون منحة من الله.


كلام عن الفراق ووداع الأحبة

"وفي وداع الأحبة سواء بالموت أو الفراق ونهاية العلاقة في الدنيا، كلام عن الفراق منسوج من وحي الشعور الذي يداهم القلب والعقل، فتقول لمن كتب عليك القدر فراقه، ستبقى حبيبي في عيني وقلبي، ستبقى الروح معك، وستظل دقات القلب تحيا على ذكرك، سيبقى العشق ممتدًا بمداد الكلمات والحروف، وسيتزين يومي بطقوس أيامنا سويًا، سأظل معاك أكثر توهجًا وبريقًا، سأكون معك أكثر حنانًا وهدوءًا ونفسي مرتاحة إليك، وروحي على الدنيا منفتحة ومتفائلة بأن القادم دائمًا أفضل، ستكون الحياة على ذكراك قاسية نعم، لكن بذكراك يحيى قلبي وتصبح الحياة في نفسي لها نكهة أغلى وأجمل".


"إذا كان فراقك عني، كغياب الشمس عن السماء، فقد أصبح الكون في داخلي كله حالك بالسواد، غابت عنه الألوان، اختفت عنه الملامح، خفتت فيه الأصوات، لا أريد فيه أن أسمع إلا إلى صوتك، يرن في أذني ويحرك جميع جنبات جسدي، ستظلك ملامحك بكل تفاصيلها حية في عقلي، خالدة في خيالي، وستبقى نظرات عينيك عند الوداع شرارة تحرق العين، كأقسى ما تفعله الشمس الحارقة في مقلة العين".


أيضًا من كلام عن الفراق "إذا قررت قلوبنا الابتعاد، وظنت أنه الفراق، فسيظل الحب في قلوبنا، أقوى، سيبقى إخلاصنا أشد، سنعود، وإن طالت المسافات، سيجمع القدر بيننا وسيخلد التاريخ قصة حبنا التي لا تعرف الفراق إلا بالموت الحتمي على كل البشر، حينها فقط ستصبح الكرامة لا قيمة لها، مع أي حزن أو ضيق أو خلافٍ تافه يجمعنا، سيبقى حبنا دومًا أقوى".

وختامًا نقول، حقًا كلام عن الفراق من الأمور الموجودة في الدنيا، واحتمالاته في الحياة أكبر بكثير من غيره، وإن كان صعب على النفس، لأنه واقعٌ مؤلم ليس بوسعنا تغييره أو التدخل فيه، ولا حتى الاعتراض عليه، لكن كلام عن الفراق في الحب، هو ما نختاره بأيدينا، وتتحكم فيه عوامل خارجية أحيانًا.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.