محليات

د.نهاد علي للشمس: "العنف اصبح وسيلة شرعية رخيصة للتعامل في مجتمعنا بغياب الشرطة"

أجري استطلاع قطري من قبل "صندوق مبادرات ابراهيم" حول علاقة الشرطة بالمواطن ومدى الثقة بينهما، وشمل الاستطلاع عينة معياريّة للمجتمع اليهودي في إسرائيل شملت 402 شخصًا، يمثلون جميع المناطق ومن 156 بلدة مختلفة، وعينة معياريّة من المجتمع العربي في إسرائيل شملت 402 شخصًا من جميع المناطق ومن 89 بلدة عربية مختلفة.


من بين أبرز نتائج الاستطلاع الارتفاع الحاد في عدم ثقة الجمهور بالشرطة:   

- 59% من المجتمع العربي أجابوا: ليس لدينا ثقة بالشرطة بالمرة، أو توجد ثقة بنسبة ضئيلة. ونسبة مماثلة من المجتمع اليهودي بواقع 54%. 

- تبرز النتيجة المذهلة لدى المقارنة مع سؤال مشابه في استطلاع الرأي الذي أجراه د. بادي حسيسي لصندوق إبراهيم عام 2014، حيث عبّر 25.1% من اليهود عن انعدام الثقة بالشرطة (ارتفاع أكثر من 100% مقارنة مع الاستطلاع الحالي)، مقابل 41% من العرب (ارتفاع بنحو 50% مقارنة مع الاستطلاع الحالي). 

70% من المواطنين العرب على استعداد لأخذ دور في مكافحة العنف، مقبل 39% في المجتمع اليهودي.  

79% من المواطنين العرب على استعداد لتقديم بلاغات للشرطة عن جنايات أو جرائم شهدوها.  

77% من العرب يؤيدون إقامة مراكز للشرطة في البلدات العربية. 


إحدى أهم نتائج الاستطلاع المثيرة للاهتمام، هي الدمج بين الشعور بانعدام الأمن الشخصي الذي يختبره المواطن العربي في بلدته ونسبة الإنكشاف المنخفضة للجريمة والعنف بشكل شخصي.  

- في حين يعتقد 54% من المواطنين العرب (أكثر من النصف) أنه توجد مشاكل عنف في بلداتهم (مقابل 14% من المواطنين اليهود)، فإن 32% من المواطنين العرب (نحو الثلث) لا يشعرون بالأمان في بلداتهم (مقابل 12% من المواطنين العرب). 

- فقط 4% من المواطنين العرب أفادوا أنهم كانوا ضحية جريمة أو عنف في السنوات الثلاث الأخيرة، ونسبة مشابهة جدًا من المجتمع اليهودي بواقع 3.3%. 


تنسجم المعطيات أعلاه مع ادعاء العديد من المواطنين، والناشطين الاجتماعيين، ومؤسسات المجتمع المدني، ورؤساء السلطات المحلية، بأن جل أعمال العنف والجريمة (التي تضر في نهاية المطاف بمجمل سكان البلدة) تجري ضمن دوائر محدودة لمنظمات الإجرام، العصابات، والصراعات الدموية بين العائلات وما شابه. 


وفي حديث للشمس مع المحامي رسول سعدة مدير مشروع "مجتمع آمن" في جمعيّة "مبادرات صندوق إبراهيم" قال: 

"اجرينا خمس استطلاعات حول موضوع ثقة المواطن بالشرطة، ومشروعنا يتحدث عن طرح خطط مهنية للمواطن العربي، والتناقض في الاستطلاع نتيجته انعدام الامن الشخصي وهناك حاجة لقوة فاعلة وهي الشرطة". 


واضاف: "ثلاث استطلاعات اجريناها في بلدات كفرقاسم وطمرة وجسر الزرقاء، واستطلاعان قطريان واحد باللغة العبرية وواحد باللغة العربية، وهذه البلدات اخترناها منذ بداية العام". 


وتابع: "لم نطرح موضوع الحراسة ولا اعتقد ان الاطر البديلة للشرطة ستكون حلا، والذي يتضح ان مجموعة صغيرة في المجتمع العربي هم من يمارسون الاجرام، واعتقد ان ليس هناك جرائم منظمة في المجتمع العربي انما عصابات لكن الغالبية من مجتمعنا غير ناشطة في الجريمة ".  


وفي ذات السياق تحدثت الشمس مع الباحث د. ناهد علي الذي قال:  

"الاستطلاع اجري باكثر فترة حساسة بالنسبة لعلاقة المواطن مع الشرطة، وهذه مشكلة الاستطلاعات التي نكتشف بها تناقضات في اراء المواطنين بحسب الحالة التي يمرون بها، الشرطة تمكنت ان تحصل على عدم ثقة المواطن العربي، والشرطة مركب من مجموعة اجزاء، ولا اعرف كيف تمت الاسئلة في الاستطلاع المذكور، لكن ثقتي بالاستطلاعات الهاتفية ضعيفة ولا اثق بها لان المواطن لا يدلي برأيه الصحيح في الاستطلاعات، لان المواطن يشعر انه مراقب، لذا لا اثق بالاستطلاعات الهاتفية وكان يجب اجراؤه وجها لوجه".  


واضاف:" العنف الموجود هو الذي جعل الامن الشخصي ضعيف، والسؤال لماذا نؤمن ان الشرطة جزء من الحل وليست جزءً من المشكلة". 


وتابع:"المشكلة الكبيرة ان العنف ليس عنف جريمة منظمة او عصابات، انما مشكلة المجتمع العربي ان العنف بدأ يتحول الى سلوك مجتمعي ووسيلة شرعية رخيصة جدًا للتعامل في غياب الشرطة، وليس هذا فقط انما المشكلة ايضا غياب قيم تميز بها مجتمعنا، اذن القضية قضية تربوية تشمل علاقة الاب بأبنائه وليس حصرها". 


للاستماع للقاء الكامل: 

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.