راوده حلمًا طوال حياته، ان يلبس بدلة عريس ويكون له عرسٌ مثل الآخرين، كبر ومرت الاعوام، هَرم الشاب عقل عذبة من ذوي الاحتياجات الخاصة ابن مدينة قلنسوه الذي حلم بالعرس، شارك بأفراح جميع الناس وهو يتحسر لانه ليس مؤهلا للزواج لوجود اعاقة عقلية.
لطالما تمنى هذا اليوم، ارادت عائلته ان ترسم له هذا اليوم وتلامس الواقع بأن يكون عريسًا وفرحًا دون عروس، ان يلبس البدلة ويشاركه الآخرون، ورغم جرح العائلة التي لم يكثر فيها الافراح، ومرارة العيش لظروف قاهرة، تحدّت الظروف وبنت جسرًا للفرح عرسًا تقليديًا كباقي من يحلمون بهذا اليوم، محطة جديدة في حياة العائلة، كانت لحظات انتظار وترقب واستعدادات استغرقت شهرين باللهفة والصبر وروعة العطاء لكل من عرف بتنظيم عرس تقليدي له، لم يبخل بعطائه وانسانيته للمشاركة في انجاح الفرح المميز بقلوب تتسابق بالتضحية والايثار لهذا اليوم المرتقب.
حدث هذا اليوم المرتقب للفرح يوم امس، تزينت القاعة وغنى المغني وعزفت الفرقة الموسيقية واكرم المتبرعون التضييفات من كل حدب وصوب، ولم يتغيب احد كبارا وصغارا شبابا وشيوخا من قلنسوه، وباقي البلدات من اقصى الشمال والجنوب، الذين اتوا للمشاركة بالفرح الذي تميز برسم البسمة والفرحة على جميع المشاركين.
شكرت شقيقة العريس عقيلة عذبة التي نظمت واشرفت على الحفل وتنظيم العرس التقليدي، كل من ساهم بانجاح الفرح ورسم البسمة وملأ الفرحة في قلب شقيقها عقل، ومن رسم البهجة للجميع، ومن اعطى من جيبه الخاص تبرعا للفرحة ومن قلب ينبض بالعطاء، من تبرع والشراب، ومن اشرف على تحضيره، لصاحب القاعة وللفرقة الموسيقية وللدبكة وللمغني وكل من ساهم واعطى، كان عرس عقل عرسا للجميع وفرحة عارمه ، التي كشفت الخير لأصحاب الخير بالحب والعطاء ورغم الشدة والعنف في المجتمع تبين لنا اننا يد واحده وقلب واحد وهدفنا واحد نريد ان نفرح.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.