قبل ايام تجول مراسلنا مع الكاتب الياس ابو عقصة ابن معليا في البلدة وتحدث مع بعض الشباب حول زيارته لبعض القرى المهجرة في جوار معليا وعلى انقاض قرى الكابري وام الفرج والنهر والتل والغابسية، وهي قرى ومواقع تبعد كيلومترات قليلة الى الغرب من معليا. ولوحظ الاستغراب الشديد في عيونهم، اذ لم يسمعوا عن تلك القرى ولا يعرفون جتى مواقعها. رأيت من الضرورة ان نكتب قليلا عن الموضوع مرفقا بعض الصور لاهميتها. الكابري: اسمها مشتق من السريانية "كابيرايا " وتعني الكبيرة والغنية، كانت بيوتها قائمة جنوب شرق كيبوتس الكابري الحالي، وعددها حوالي 180 بيتاً (مقابل مدخل مدرسة الجليل الغربي، شمال شارع رقم 89 ) عدد سكانها سنة 1945 حوالي 1500 نسمة اعتمدوا على الزراعة وتربية المواشي، اشتهرت بينابيعها العذبة مثل عين العسل وتسمى بالعبريةצוף (غرب مدخل المدرسة، الدخول اليها طريق المدرسة ثم غربا حوالي 350 مترا ) وعين الباشا השיירה وتقع الى الشرق من عين العسل. جنوب عين العسل تقع مقبرة القرية . يمكن الوصول اليها في طريق ضيق يتفرع من شارع 70 جنوب مفرق الكابري ، شارع ضيق يتجه شرقا، وهو جزء من الشارع الانتدابي الذي يربط بين نهاريا وترشيحا ومركز الجليل، وقد سمي هذا الشارع: شارع البرطيل او البغشيش، ذلك لان بعض الاغنياء من الاقطاعيين واصحاب الاراضي دفعوا رشوة لمهندس الشارع كي يبعده عن اراضيهم، فاصبح الشارع كثير التعاريج. بعد حوالي 300مترًا نرى النصب التذكاري لمعركة الكابري، حيث تظهر العديد من السيارات العسكرية القديمة باقية من معركة الكابري، ففي 26/3/1948 وحين حاولت قافلة من السيارات العسكرية الاسرائيلية الوصول الى مستوطنة يحيعام المحاصرة، كان المقاتلون العرب قد نصبوا كمينا في مقبرة القرية، وما ان وصلت القافلة حتى فتح المقاتلون النار عليها وقتل من اليهود 47 جنديا بينهم قائد القافلة بن عامي فوختروكذلك 6 من العرب. القبور لا تزال ظاهرة للعيان وبجانبها جدار عليه قناة ماء من عين العسل لتدير طاحونة الرٍيس ولا تزال ايضا موجودة غرب المقبرة، اما بين اشجار الكينا فكان قصر محمدعلي افندي، من اكبر واغنى عائلات الكابري كانت عائلة سرحان (فارس سرحان)، وفي القرية كانت زاوية شاذلية يؤمها عبد الهادي اليشطري كل يوم جمعة. النهر/او القهوة قرية النهر الى الغرب من مدخل مقبرة الكابري، أي مع امتداد شارع نهاريا ترشيحا وبين بساتين الموز والابوكادو، على بعد نحو 400مترا من الشارع رقم 70 نرى تلة صغيرة مليئة بنبات الصبر ، وعليها كانت قرية النهر. تقع القرية على مجرى وادي المفشوخ (אשרת)الذي يتحد مع وادي جعثون فيما بعد، وسميت ايضاً القهوة وربما كانت موقع استراحة جميل في الطريق العام لكثرة المياه والاشجارفيها. كان عدد سكانها سنة 1948 حوالي 420 نسمة يسكنون في 120 منزلا، وتملك 6000 دونماً فيها الحمضيات والحبوب والزيتون، فيها ايضا 6 مطاحن، المطروف، مطحنة التل وهي مزدوجة، مطحنة المفشوخ، ام قنطرة وام جميزة وبها معصرة زيت ايضا. من ينابيعها المفشوخ والفوارة عدا عين العسل وعين الباشا (يذكر انه من هذه الينابيع نقلت المياه الى عكا)، الطريق العام كان يمر داخل القرية ولا تزال آثاره واضحة للعيان. من عائلاتها الشاذلي، سعيد، ابو الخير، مباركي، ازدحمت والعفيفي. يقول حسين علي مباركي (مواليد 1930) ابن البلد ان بقايا الدار الموجودة حتى اليوم تابعة لاحمد العفيفي واخوته والداخل اليها يرى الرسومات والزركشات في سقف وعلى جدران الغرف، ومن شمالها كان قصر محمد العفيفي في حديقة مميزة وبها العديد من قنوات المياه. اما التل فهو الحي الغربي لقرية النهر وكان يفصل بينهما بستان لعائلة الشاذلي. مختار القرية كان قاسم محمد عبدو، ولا تزال القبور في الموقع ظاهرة للعيان. للوصول الى الدار يجب التقدم اكثر الى الغرب لنرى لافتة خشبية وكتب عليها بالعبري تشير الى "بيت عفيفي".ويمينا يظهر نبع الفوار גיח . ام الفرج ازيلت كل آثارها في السنوات الاخيرة ،على انقاضها اقيمت مستوطنة بن عامي مقابل مستشفى نهاريا.(بن عامي فوختر قاتد قافلة السيارات والذي قتل في معركة الكابري يوم 2/3/1948). من عائلاتها العريض، عبدالعال، عبدو، دراز، زمزم، ياسين، حجاب، واصلان وكان لسكانها ال400 سيارتا شحن وطاحونة ومعصرة زيت. الغابسية تقع القرية الى الشرق من النهر وتحديدا الى الشرق من شارع 70 ، للوصول اليها يجب المرور بجانب المقبرة الجديدة المقامة في الموقع، ثم الدخول الى الحرج بطريق زراعي مرصوف، وعلى جانبيه نرى مقبرة القرية. بلغ عدد سكانها سنة 1945 حوالي 700نسمة وسكنوا في 125 بيتا،لم يبقى منها شيئا ما عد الجامع وهو محكم الاغلاق. سقطت القرية في 21/5/1948 وقتل فيها داود زيني على سطح المسجد والذي كان يلوح باشارة بيضاء. بقي السكان في القرية حتى 24/1 /1950 حيث اجبر الجيش السكان على الرحيل الى دنون والمزرعة بحجج امنية. بعد محاولات عديدة للعودة الى القرية، تعرض الاهل للاعتقالات والمحاكم العسكرية. بتاريخ 30/11 1951اصدرت محكمة العدل العليا قرارا بحقهم بالعودة الى بيوتهم. الا ان هذا القرار مثل غيره بقي حبرا على ورق، على اراضيها اقيمت مستوطنة نتيف هشياراه غرب شارع 70.

قبل ايام تجول مراسلنا مع  الكاتب الياس ابو عقصة ابن معليا في البلدة وتحدث مع بعض الشباب حول زيارته لبعض القرى المهجرة في جوار معليا وعلى انقاض قرى الكابري وام الفرج والنهر والتل والغابسية، وهي قرى ومواقع تبعد كيلومترات قليلة الى الغرب من معليا.  ولوحظ  الاستغراب الشديد في عيونهم، اذ لم يسمعوا عن تلك القرى ولا يعرفون جتى مواقعها. رأيت من الضرورة ان نكتب قليلا عن الموضوع مرفقا بعض الصور لاهميتها.

الكابري:
اسمها مشتق من السريانية "كابيرايا " وتعني الكبيرة والغنية، كانت بيوتها قائمة جنوب شرق كيبوتس الكابري الحالي، وعددها حوالي 180 بيتاً (مقابل مدخل مدرسة الجليل الغربي، شمال  شارع رقم 89 ) عدد سكانها سنة 1945 حوالي 1500 نسمة  اعتمدوا على الزراعة وتربية المواشي، اشتهرت بينابيعها العذبة مثل عين العسل وتسمى بالعبريةצוף (غرب مدخل المدرسة، الدخول اليها طريق المدرسة ثم غربا حوالي 350 مترا ) وعين الباشا השיירה وتقع الى الشرق من عين العسل.

جنوب عين العسل تقع مقبرة القرية. يمكن الوصول اليها  في طريق ضيق يتفرع من شارع 70 جنوب مفرق الكابري ، شارع ضيق يتجه شرقا، وهو جزء من الشارع الانتدابي الذي يربط بين نهاريا وترشيحا ومركز الجليل، وقد سمي هذا الشارع: شارع البرطيل او البغشيش، ذلك لان بعض الاغنياء من الاقطاعيين واصحاب الاراضي دفعوا رشوة لمهندس الشارع كي يبعده عن اراضيهم، فاصبح الشارع كثير التعاريج. بعد حوالي 300مترًا نرى النصب التذكاري لمعركة الكابري، حيث تظهر العديد من السيارات العسكرية القديمة باقية من معركة الكابري، ففي 26/3/1948 وحين حاولت قافلة من السيارات العسكرية الاسرائيلية الوصول الى مستوطنة يحيعام المحاصرة، كان المقاتلون العرب قد نصبوا كمينا في مقبرة القرية، وما ان وصلت القافلة حتى فتح المقاتلون النار عليها وقتل من اليهود 47 جنديا بينهم قائد القافلة بن عامي فوختروكذلك 6 من العرب.

القبور لا تزال ظاهرة للعيان وبجانبها جدار عليه قناة ماء من عين العسل لتدير طاحونة الرٍيس ولا تزال ايضا موجودة غرب المقبرة، اما بين اشجار الكينا فكان قصر محمدعلي افندي، من اكبر واغنى عائلات الكابري كانت عائلة سرحان (فارس سرحان)، وفي القرية كانت زاوية شاذلية يؤمها عبد الهادي اليشطري كل يوم جمعة.

قرية النهر:
الى الغرب من مدخل مقبرة الكابري، أي مع امتداد شارع نهاريا ترشيحا وبين بساتين الموز والابوكادو، على بعد نحو 400مترا من الشارع رقم 70 نرى تلة صغيرة مليئة  بنبات الصبر ، وعليها كانت قرية النهر.

تقع القرية على مجرى وادي المفشوخ  (אשרת)الذي يتحد مع وادي جعثون فيما بعد، وسميت ايضاً القهوة وربما كانت موقع استراحة جميل في الطريق العام لكثرة المياه والاشجارفيها. كان عدد سكانها سنة 1948 حوالي 420 نسمة يسكنون في 120 منزلا، وتملك 6000 دونماً  فيها الحمضيات والحبوب والزيتون، فيها ايضا 6 مطاحن، المطروف، مطحنة التل وهي مزدوجة، مطحنة المفشوخ، ام قنطرة وام جميزة وبها معصرة زيت ايضا.

من ينابيعها المفشوخ والفوارة عدا عين العسل وعين الباشا (يذكر انه من هذه الينابيع نقلت المياه الى عكا)، الطريق العام كان يمر داخل القرية  ولا تزال آثاره واضحة للعيان.

من عائلاتها الشاذلي، سعيد، ابو الخير، مباركي، ازدحمت والعفيفي. يقول حسين علي مباركي (مواليد 1930) ابن البلد ان بقايا الدار الموجودة حتى اليوم تابعة لاحمد العفيفي واخوته والداخل اليها يرى الرسومات والزركشات في سقف وعلى جدران الغرف، ومن شمالها كان  قصر محمد العفيفي في حديقة مميزة وبها العديد من قنوات المياه. اما التل فهو الحي الغربي لقرية النهر وكان يفصل بينهما بستان لعائلة الشاذلي. مختار القرية كان قاسم محمد عبدو، ولا تزال القبور في الموقع ظاهرة للعيان. للوصول الى الدار يجب التقدم اكثر الى الغرب لنرى لافتة خشبية وكتب عليها بالعبري  تشير الى "بيت عفيفي".ويمينا يظهر نبع الفوار גיח .

ام الفرج:
ازيلت كل آثارها في السنوات الاخيرة ،على انقاضها اقيمت مستوطنة بن عامي مقابل مستشفى نهاريا.(بن عامي فوختر قاتد قافلة السيارات والذي قتل في معركة الكابري يوم 2/3/1948). من عائلاتها العريض، عبدالعال، عبدو، دراز، زمزم، ياسين، حجاب، واصلان وكان لسكانها ال400 سيارتا شحن وطاحونة ومعصرة زيت.

الغابسية:
تقع القرية الى الشرق من النهر وتحديدا الى الشرق من شارع 70 ، للوصول اليها يجب المرور بجانب المقبرة الجديدة المقامة في الموقع، ثم الدخول الى الحرج بطريق زراعي مرصوف، وعلى جانبيه نرى مقبرة القرية.

بلغ عدد سكانها سنة 1945 حوالي 700نسمة وسكنوا في 125 بيتا،لم يبقى منها شيئا ما عد الجامع وهو محكم الاغلاق.

سقطت القرية في 21/5/1948 وقتل فيها داود زيني على سطح المسجد والذي كان يلوح باشارة بيضاء.

بقي السكان في القرية حتى 24/1 /1950 حيث اجبر الجيش السكان على الرحيل الى دنون والمزرعة بحجج امنية. بعد محاولات عديدة للعودة الى القرية، تعرض الاهل للاعتقالات والمحاكم العسكرية. بتاريخ 30/11 1951اصدرت محكمة العدل العليا قرارا بحقهم بالعودة الى بيوتهم. الا ان هذا القرار مثل غيره بقي حبرا على ورق، على اراضيها اقيمت مستوطنة نتيف هشياراه غرب شارع 70.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.