ذكرت فداء طه التي سطرت تاريخا في سيرورة العملية النضالية التربوية التاهيلية الابداعية ، ومن على كرسيها المتحرك ، انجزت وحققت حلمها الذي راودها منذ الطفولة

حققت جمعية "لست حدك لذوي الاحتياجات الخاصة" يوم امس، انجازا عظيما وافتتاح المركز التعليمي التأهيلي لذوي الاحتياجات الخاصة في منطقة المثلث الجنوبي، بعد عناء شاق من النضال والكفاح الاصرار والتحدي للقائمين على الجمعية وعلى رأسهم المؤسسة وذات الفكرة والمسيرة النضالية بالإصرار والعزيمة العاملة الاجتماعية فداء طه والناشطة على كافة الاصعدة، بعد ان اُغلقت كل الابواب امام تلك الشريحة المستضعفة، لم تعلم بباب الا وطرقته سعيا منها في المصادقة على اطار ومركز خاص لذوي التحديات، واحتضانهم واحتضان ابداعاتهم وطاقاتهم المدفونة، وحيث العناء والمعاناة والسفر الطويل في ضمهم في اطر خاصة في بلدات تبعدهم مسافة سفر لساعات في الذهاب والاياب، طرقت كل باب مغلق، تسلحت بالصبر ولم تيأس وواصلت السير بجد وإصرار جعلت من الفشل نجاحا ومن الهزيمة نصر، انها فداء نبض إنسان حملها حلمها لمواصلة المسيرة النضالية حتى تحقق حلمها الذي تُوّج مساء الامس بحفل حاشد واجواء مؤثره من الفرح والبسمة التي ارتسمت على مُحياهم.

وذكرت فداء طه التي سطرت تاريخا في سيرورة العملية النضالية التربوية التاهيلية الابداعية ، ومن على كرسيها المتحرك ، انجزت وحققت حلمها الذي راودها منذ الطفولة، لتقيم مركزا يحتضن هؤلاء الطلاب من ذوي التحديات والذين لم يجدوا اماكنا واطرا تتلاءم وفق احتياجاتهم، ووفرت مكانا مواردا ودعما عاطفيا وماديا، ما لم تحظَ به في طفولتها كطفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة في مجتمع يهمش تلك الشريحة.

طفولتها حسرة وألم حملته منذ نعومة اظافرها، لا ترفيه ولا ألعاب ولا اي ترفيه كتلك التي يعبث بها الصغار، حتى في المدرسة وفي المدينة ولا في اي مكان كانت لها الفرصة ان تلعب وتلهو مثل اقرانها.

لم يترك لها المجتمع او المؤسسة او المدرسة فرصة الاستمتاع بشيء مثلها مثل الاخرين، الا ان اجتهادها وفكرها النّير ودعم عائلتها ومنحها الظروف المناسبة المتاحة لهم، دفعها للاجتهاد والمثابرة للتعلم الاكاديمي والالتحاق بالجامعة رغم الظروف القاسية التي واجهتها في الوصول لقاعة المحاضرات في ظل عدم وجود الإتاحة في الطوابق الارضية وفق المواضيع حين التحاقها في جامعة تل ابيب، كان والدها قد ترك عمله وتفرغ لإيصالها ومرافقتها للجامعة، ومساعدتها الوصول لقاعة المحاضرات وكذلك العودة، اصبحت فداء الابنة المتفوقة والتي حرصت كل الحرص على الكفاح في الدراسة حتى الحصول على اللقب الاول في علم الاجتماع، والتحقت بعدها للحصول على اللقب الثاني، ومن ثم بدأت بالسعي والعمل على توفير مركز خاص لذوي التحديات على ان يكون تأهيلي تعليمي ترفيهي ولا منهجي لتلك الشريحة المهمشة، ما لم تجده في طفولتها، وحققت حلمها الذي هو حلم كل معاق او من ذوي التحديات، ما لم يجده في اي اطار خاص يسد احتياجات ويترجم ابداعاته، وحصلت بعد عناء طويل ومضاعفة الجهود على مصادقة من وزارة التربية والتعليم.

روت فداء خلال حفل الافتتاح مساء الامس، ان ما دفع بها لتغيير نظرة المجتمع لتلك الشريحة المستضعفة من ذوي التحديات، واستطاعت وبجدارة أن تكتب لنفسها تاريخا جديدا بعيدا كل البعد عن النظرة النمطية، وها هي تمكنت من تجنيد الموارد وجمع التبرعات دون ان تحظى بميزانيات من المؤسسات الحكومية، حتى وزارة التربية والتعليم، ومنحتها اللجنة لمسجد علي بن ابي طالب مكانا واسعا وتم تهيئته للإتاحة لذوي الاحتياجات الخاصة، وقاعة مهيأة للتنقل مع كرسي متحرك واتاحة لمختلف ذوي الاحتياجات، وتصميم مبدع بتبرع ايضا وهندسة تقنية حديثة، وغرف صفية على اكمل وجه مريحة ومزوده باليات ومعدات حديثه لطرق التعلم ،ونادٍ على مستوى عالٍ من الفعاليات اللامنهجية والترفيهية هي النجمة من ذوي التحديات فداء طه، والتي اقامت حفل التدشين المهيب يوم امس بحضور حشد من الاهالي والمواطنين من كفر قاسم والمثلث الجنوبي.

















































 

 

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.