ولد الشاعر السوري نزار قباني في دمشق القديمة في الحادي والعشرين من مارس من عام 1923، حيث ترعرع في بيت دمشقي تقليدي لأسرة دمشقية عريقة، التحق نزار بكلية الحقوق في جامعة دمشق، وتخرج منها في عام 1945.
تخرج الشاعر السوري نزار قباني في كلية الحقوق عام 1945 بجامعة دمشق، ثم التحق بوزارة الخارجية السورية، وفي العام نفسه عين في السفارة السورية في القاهرة ولما كان العمل الدبلوماسي من شروطه التنقل لا الاستقرار، فلم تطل إقامة نزار في القاهرة، فانتقل منها إلى عواصم أخرى مختلفة، فقد عُيّن في عام 1952 سفيرًا لسوريا في لندن لمدة سنتين وأتقن خلالها اللغة الإنجليزية ثم في أنقرة، وعام 1958 عيّن سفيرًا لسوريا في الصين لمدة عامين وفي عام 1962 عيّن سفيرًا لسوريا في مدريد لمدة 4 سنوات إلى أن استقرّ في لبنان بعد أن أعلن تفرغه للشعر في 1966.
تزوج الشاعر السوري نزار قباني المرة الأولى كانت من ابنة خاله زهراء وأنجب منها هدباء وتوفيق وقد توفي توفيق عام 1973 وكان طالبًا بكلية طب جامعة القاهرة في السنة الخامسة، والذي ترك الأثر الكبير في حياته، وقد نعاه نزار بقصيدة "الأمير الخرافي توفيق قباني"، كما تعرض الى صدمة أخرى بوفاة زوجته الأولى في 2007 وكان زواجه الثاني من امرأة عراقية الأصل تُدعى بلقيس الراوي التقى بها في أمسية شعرية في بغداد.
ويعد الشاعر السوري نزار قباني أحد الشعراء الكبار الذي قدم العديد من الأغاني التي أطربت آذان عاشقيها، حيث ورث عن أبيه، ميله نحو الشعر كما ورث عن جدّه حبه للفن بمختلف أشكاله كان يحب الرسم ولذلك وجد نفسه بين الخامسة والثانية عشرة من عمره غارقًا في بحر من الألوان ومن ثم شُغف بالموسيقى، وتعلّم على يد أستاذ خاص العزف والتلحين على آلة العود، لكنّ الدراسة خصوصًا خلال المرحلة الثانوية، جعلته يعتكف عنها.
وقام الشاعر السوري نزار قباني بحفظ أشعار كل من عمر بن أبي ربيعة، وجميل بثينة، وطرفة ابن العبد، وقيس بن الملوح، متتلمذًا على يد الشاعر خليل مردم بِك والذي علمه أصول النحو والصرف والبديع.
تعرض الشاعر السوري نزار قباني الى مواقف صعبة في حياته من بين هذه المواقف انتحار شقيقته، بعد أن أجبرها أهلها على الزواج من رجل لم تكن تحبّه، وهو ما ترك أثرًا عميقًا في نفسه، وساعد في صياغة فلسفته العشقية لاحقًا ومفهومه عن صراع المرأة لتحقيق ذاتها وأنوثتها.
سافر الشاعر السوري نزار قباني مع مدرسته رحال الى روما عام 1939 وحينها كتب أول أبياته الشعرية متغزلاً بالأمواج والأسماك التي تسبح فيها، وكان يبلغ من العمر وقتها 16 عامًا، ولكن الخامس عشر من أغسطس من عام 1939 كان تاريخ الميلاد الحقيقي لنزار الشعري.
ونشر الشاعر السوري نزار قباني خلال دراسته بكلية الحقوق أولى دواوينه الشعرية وهو ديوان "قالت لي السمراء" وقد قام بطبعه على نفقته الخاصة، وقد أثار موضوع ديوانه الأول، جدلاً في الأوساط التعليمية في الجامعة، حيث علق نزار وقتها على هذا الجدل، قائلا ""حين صدوره أحدث وجعًا عميقاً في جسد المدينة التي ترفض أن تعترف بجسدها أو بأحلامها، لقد هاجموني بشراسة وحش مطعون، وكان لحمي يومئذ طريًا".
تعاون الشاعر السوري نزار قباني مع العديد من المطربين، ولكن أكثرهم حظَا كان القيصر كاظم الساهر الذي غنى له الكثير من أجمل القصائد، من أهمها "الحب المستحيل"، "أنا وليلى"، "مدرسة الحب"، "هل عندك شك"، "الى تلميذة"، "أكرها"، "مستبدة"، "زيديني عشقًا"، "ممنوعة أنت"، "يدك"، "كل عام وأنتي حبيبتي"، "
توفي الشاعر السوري نزار القباني بعد تردي وضعه الصحي، والذي على إثره وبعد عدة أشهر توفي في الثلاثون من أبريل من عام 1998 عن عمر يناهز الـ75 عامًا في لندن.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.