أرشيف

مهرجان العودة

وقف جموع المشاركين بالحفل وأقسموا على حماية الأرض والمسكن.

افتتح الحفل بكلمة جريس مطر، سكرتير اللجنة القطرية للدفاع عن حقوق المهجرين، حيث قال: "إن المشروع الصهوني يتواصل في النقب والمثلث والجليل، وما يجري من تصعيد بسياسة هدم البيوت العربية واتخاذ اشكال ذرائع مختلفة ومتعددة. أمام حرب الهدم التي اعلنتها الحكومة على بيوتنا، فإننا نقف اليوم أمام اكبر التحديات من خلال الصمود والتحدي، لأنها معركة وجودنا، ولجنة المتابعة العربية أعلنت عن يوم اضراب الثلاثاء القادم وتنظيم مظاهرة قطرية في تل ابيب. لا مكان للصمت".

--

المئات ما زالوا يتوافدون الى قرية الحدثة، والاعلام الفلسطينية تعلو في سماء المهرجان

وكيم وكيم عريف الحفل،

ثم كانت كلمة للسيد عادل ابو الهيجاء، وهو  رئيس بلدية طمرة سابقا ومن مهجري قرية الحدثة، حيث قال: "نحن هنا لنجدد العهد بالقسم، لهذه الارض بترابها وجمالها، سنجدد العهد أننا لن نتخلى عن أي شبر من أرضنا، فهذه أرضنا وحياتنا، وهذه المسيرة الضخمة أقوى من أي خطاب ننقله. منذ العام 1948 كانت وصية الاباء والاجداد أن نحافظ على هذه الارض، ونحن نوصي اولادنا وأحفادنا أن لا تتركوا هذه الارض".

وتحدث البروفيسور يهودا شنهاف، وهو عضو من اليسار الاسرائيلي، وقال: "كانت الحدثة قرية رائعة وهادئة، وهي مثال لكل الوطن الفلسطيني، وقد ماتت هنا اكثر من 400 قرية ومدينة. اسرائيل تتنكر للنكبة، ما يشمل الكتب المدرسية، وتعكس مفهوما عكسيا، كذلك يفرض القانون الاشرائيلي عقوبات على من يحيي ذكرى النكبة. أنا كيهودي اسأل لما أنا هنا، انا هنا، ذلك لأن حقوق اليهود والفلسطينيين غير قابلة للانقسام".

ثم تحدث السيد عادل ممثل منظمة التحرير الفلسطينية ودائرة اللاجئين الفلسطينيين، وقال: "جئنا هنا لنؤكد على تمسك القيادة الفلسطينينة ومنظمة التحرير بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة الى ديارهم التي هجروا منها عام 1948. أوجه التحية لأهالي قرية الحدثة المهجرين والى جميع قرى ومدن الداخل الفلسطيني، التحية لكم وأنتم تتحدون اليوم في مسيرة العودة القانون الاسرائيلي العنصري الذي يحرم مثل تنظيم هذه الفعاليات، إحياء ذكرى النكبة بالاراضي المحتلة. نحن نحيي ذكرى طردنا من ديارنا وتشتتنا بالعالم، في مخيمات لجوء، عندما اقترفت الجموع الصهيونية وارتكبت المجازر بحق أبناء شعبنا".

وأضاف: "نحن نعاني مرارة اللجوء والتشريد ومرارة الغربة والحنين الى الوطن، وحتى هذه اللحظة نعيش ويلاتها وآلامها بسبب الحصار الاسرائيلي وتنكر الحكومة الاسرائيلية لحقوق وآمال شعبنا بالعودة وتحقيق المصير وإقامة دولة. بالرغم من كل ما أصاب شعبنا من ويلات على مدار 67 عاما، إلا أن شعبنا بقي صامدا أمام المؤامرات التي تنوي الى شطبه". وتابع قائلا: "في هذه الفعالية نشارك بمسيرة العودة لعدالة هذا الحق. وقد اتضح للقاصي والداني أن شعبنا مهما طال الزمن فإنه لن يثنيه عن مواصلة كفاحه على طريق الحرية والتحرير والعودة وإقامة دولة. ها نحن اليوم، يشهد التاريخ على شعبنا ونؤكد أننا أكثر تمسكا بحق العودة المقدس، ونؤكد التمسك بحق العودة جيلا بعد جيل. أنا أتوجه لأبناء شعبنا بالوطن والشتات، ونؤكد لهم بأننا سنواصل الدفاع عن حقنا المشروع بالنضال حتى نحصل على حقوقنا المسلوبة، وأولها حق العودة الى المدن التي هجر منها شعبنا وإقامة دولة فلسطينية على أرضنا".

هذا وقد تلت الكلمات فقرات فنية ملتزمة وسط حضور هائل من الأطفال والعائلات، وأجواء مناخية ماطرة.

 

وكان حديث خاص مع السيد الحاج سعيد محمد خطيب ابو الهيجاء، وهو من مواليد العام 1941 الذي يسكن حاليا في بلدة طمرة، وقال: "كل أسبوع أزور مسقط رأسي، فتراب هذه البلد يعز علي، ولو خيروني بينها وبين طمرة لتركت بيتي ونمت على أرض الحدثة. انا اعرف مكان بيتي واعرف ما كان بها واتذكر الخيول التي كانت تحيط بالبيت. وعام 1948 أحاط الجنود بالبلدة ووعدونا بالعودة اليها بعد اسبوعين، وعندما خرجنا منها بدأوا يطلقون علينا الرصاص، واعتقولا والدي".

وقال أحد المشاركين من القوى التقدمية اليهودية اليسارية، "ياهف"، بحديث خاص مع الشمس: "في علم 1948، وما لا يعلمه غالبية اليهود، وقعت مجزرة بحق شعب كامل. أنا اسكن في مدينة تل ابيب وأعمل محام، وأنا احاول أن يكون للفلسطينيين إمكانيات للحياة ودخول الجامعات والتنقل بحرية بالبلاد، والطريقة الوحيدة ليكون تغيير هو مقاطعة منتجات المستوطنات. نحن نعلم أن اليهود يستطيعون التنقل بحرية في البلاد ولكن العربي الفلسطيني بواجه العديد من التحديات والعنصرية وهذا الأمر غير مقبول علي".

وقال أحد الحاضرين بالمهرجان، وهو من الحركات اليهودية المتشددة الذين يقطنون قرب المسجد الأقصى، حيث قال: "لم تكن لدينا اي مشكلة مع العرب قبل وصول الصهاينة، ونحن نحاول مواصلة الحياة العادية. اليهود الذين يتبعون التوراة ليس لديهم أية مشاكل مع العرب، وبحسب التوراة لا توجد أي مشكلة لتواجدنا وتعايشنا مع المواطنين العرب في البلاد".

 

اخدى الخيم تحت اشراف لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين

وتحدثت إذاعة الشمس مع الناشطة في لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين، السيدة نوزت أبو الهيجاء، وهي المسؤولة عن خيمة نصبت قرب المهرجان لعمل أشغال يدوية تتعلق بالعودة، حيث قالت: "الهدف من الورشة أننا قررنا مشاركة الأطفال بمسيرة العودة، ونعرفهم على تراثنا. هذا عمل الذي يقوم الأطفال بشغله بواسطة الخرز، وكان هنالك تجاوب كبير من الأهل والأطفال. أرى اليوم أن الأهالي لديهم توعية أكبر حول حق العودة، فرغم البرد والأجواء الماطرة الا أنه كان هنالك حضور غفير خلال المسيرة".

 

وقال المحامي واكيم واكيم بحديث خاص مع الشمس: "المنطقة التي أقيمت بها المسيرة والمهرجان استثائية، وقد عملنا جهدنا لأن تكون ناجحة. أحوال الطقس بمرحلة معينة لم تساعدنا، والعديد اعتقدوا أن هذا قد ألغى الفعالية، وأنا أعتذر نيابة عن الجميع لأن هذا لم يكن مقصودا". وأضاف واكيم: "أنا أعتذر من كل من لم يتمكن من الوصول، وهذا لم يكن إهمالا، ولكن حالة الطقس لم تساعدنا. لا شك أننا في حالة إجماع مطلق، ووجود القوى السياسية بالكامل ودون تغيب، حيث كانت حركة نشطة للحافلات بشكل لم يسبق له مثيل، وأنا اوجه الشكر لكل من شارك بهذا اليوم، ونحن أردنا أن نظهر الوجه الاخر لاسرائيل، وجه النكبة".

وتابع واكيم قائلا: "نحن من اخترنا المكان، ولا يمكن أن ننظم المهرجان بمكان بعيد عن مكان سكن، وكانت هنالك جولات للمئات في قرية الحدثة، وكما يبدو ساءت حالة الطقس لفترة زمنية قصيرة. القسم الذي كان اليوم لا يأتي من فراغ، ونحن دائما لم نكن بحاجة لأن نقسم الولاء لأرضنا ولكننا وجدنا أنه من المناسب أن ننظم قسم العودة ولهذا الموضوع مردود أخلاقي ونفسي، وهذا يعني التمسك بالأرض والوطن، وهذا تقليد جديد سنتبعه بجميع مناسباتنا".

وقال النائب السابق محمد بركة: "البعض تجسم عناء السير على الأقدام وهذا يعني أن هنالك التزام على هذا الموضوع، وأنا أقول أن مسيرة هذه السنة مكرسة لمخيم اليرموك في سورية، وهنالك أيضا أمور رمزية أخرى. الشباب الذين لم يشهدوا النكبة رأيناهم يشاركون بالمئات. وعندما نتمسك بالحدثة وغيرها فهو بهدف استعادة حق ضائع، واليهود الذين شاركوا اليوم بمسيرة العودة هم الوجه الحقيقي الذي يجب أن يكون لدولة اسرائيل. نحن مسؤولون عن حق شعبنا. أنا لست ضيفا على هذه البلاد لكي يتصدقوا علي بحقوقي المدنية، نحن نريد كامل حقوقنا المدنية والقومية غير منقوصة، وطبعا هنالك حاجة لمسؤولية عالية بطرح المواضيع، وغيرها".

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.