اطفال

قبل ان تطالب ابنك بحسن المعاملة .. لابنك حقوق عليك

ان مراعاة حقوق الطفل على الوالدين أمر يغفل عنه الكثير، فقبل ان تطلب من ابنك الانصات اليك ومعاملتك معاملة جيدة، يجب ان تعطيه انت حقوقه كأبن أولًا.

جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول له ان ابنه يعقه؛ فأحضر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنه والقى عليه اللوم على عقوقه لأبيه، فقال الابن: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب (القرآن). فقال الابن: يا أمير المؤمنين إنه لم يفعل شيئاً من ذلك: أما أمي فإنها كانت زوجة لمجوسي، وقد سماني جعلاً (جعراناً)، ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً. فالتفت أمير المؤمين إلى الرجل، وقال له: أجئت إليّ تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك.

لذلك هناك حقوق الطفل على الوالدين يجب مراعتها أولًا قبل ان يطالب الوالدان ابنائهم بأن يمتنعوا عن عقوقهم وان يعاملوهم معاملة حسنة، فعلى الوالدين ان ينشئوا أطفالهم تنشئة سليمة و صالحة وتربيتهم تربية سليمة.

ان غرس القيم والاخلاق الحميدة في نفس الطفل منذ الصغر امر يشعر الطفل بالثقة و حب الحياة والمشاركة الاجتماعية بين اسرته وان يعرف حقوقه و واجباته نحو والديه، فإذا ربيت طفلك على ان هناك حقوقا عليك يجب ان تعطيها له وان هناك واجبات يجب ان يعطيها ابنك لك، فذلك ينمي الشعور لدى الطفل بحب الوالدين و البعد عن عقوقهم، فهناك حقوق الطفل على الوالدين يجب مراعاتها جيدًا .

وهناك مجموعة من الحقوق التي يجب على الوالد ان يعطيها لابنه قبل ان يطالبه بواجباته، مثل أن يسعى للزواج من امرأة صالحة ذات دين لتكون اما صالحة لاولاده، توفير البيئة المسلمة المحيطة بالطفل وتربيته في بيئة مسلمة، اتباع الدين والسنة في كل شئ منذ استقبال الاب لابنه منذ ولادته وان يؤذن في اذنه ويحنك فمه بالتمر ويقيم له عقيقة، وعلى الوالد ان يختار لابنه اسمًا جيدًا سواء كان ذكرًا ام انثى، ضرورة الختان للذكر وللانثى ان لزم الامر فهذا من سنن الفطرة.

وايضا من حقوق الطفل على الوالدين ان تقوم الام بارضاع طفلها من لبنها وذلك بسبب توافق لبن الام مع ابنها ووجود عناصر غذائية مفيدة جدًا لنمو الطفل، واذا كانت هناك مشكلة لدى الام تمنعها من ارضاعه فعلى الوالدين ان يتخيرا مرضعة جيدة لابنهم فهذا حق الطفل على والديه، وعلى الام ان تُشعر طفلها بحنانها وحبها له وان تشعره بالامان في وجودها فلا تتركه للمربيات والخادمات لتربيته فهنا تكون فقدت جزءا من دورها كأم.

على الوالدين ايضًا ان يتبعا تعاليم الدين الاسلامي في تربية الطفل وان يقوما بتحفيظه القرءان الكريم وماورد في الحديث الشريف، ويعملا على تنمية الاخلاق الحميدة لدى الطفل، وان يراعيا التربية البدنية السليمة لطفلهما فيعلماه السباحة والرماية وركوب الخيل، وايضًا ان يعلماه ما يساعده على مسايرة عصره من امور التكنولوجيا والتقدم التي تعمل على تفتيح العقل وتوسيع مداركه.

على الوالدين ان يعلما الطفل الصلاة عند 7 سنوات و يضربوه عند 10 حتى يغرسا فيه الانتظام في اداء الصلاة بانتظام، وضرورة حفظ كتاب الله، ثم تعليمه صوم رمضان، وان يعلم الاباء ابنائهم اداب الطعام والاستئذان ومايجب قوله وما لايجب قوله فتلك حقوق الطفل على الوالدين.

على الوالدين ان يعلما ابنائهم ان يختاروا اصدقائهم بعناية وان يصادقوا من يكونوا مثلهم في الادب والاخلاق، فالاصدقاء يؤثرون في بعضهم البعض، ويجب ان يكون الوالدان قدوة حسنة لابنائهم فالاب والام يكونان قدوة لابنائهم في سن الطفولة لذلك على الاب والالام ان يكونا قدوة حسنة لابنائهم في كل شئ، وعلى الوالدين ان يعدلا بين ابنائهما في المعاملة وفي المودة والحب والعطف والاهتمام حتى لا يحاسبهما الله عز وجل على ذلك، ولا يترك ذلك اثرًا سيئًا في نفس الطفل او شعوره بتمييز احد اخواته عليه في شيئً ما، وعلى الوالد ان يعول ابنه حتى يبلغ سن الرشد ويكون قادرا على ان يتكفل بمصاريفه، فالى ذلك السن يجب على الوالدين ان يتكفلا بمصاريف تعليمه واكله وشربه وملابسه وكل شئ فهذا من حقوق الطفل على الوالدين.

وفي النهاية يجب على الوالدين ان يقدما النصيحة لابنهما عند زواجه ومساعدته في اختيار الزوجة الصالحة، وان يساعداه في نفقات الزواج وان يشاركاه في حياته وفي فرحه وحزنه، حتى يكون اسرة جديدة وصالحة وينقل لاولاده ما قام اباؤه بتعليمه وغرسه فيه منذ الصغر.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.