في مثل هذا الوقت من كل عام يجدد المزارعون في بلدات البطوف حبهم لشجرة الزيتون ، ويمارسوا جزءا من تراث قديم لم يندثر مع تغيرات الحياة.
فموسم قطف الزيتون هذا الموسم يحل في منطقة البطوف المشهورة بكروم زيتونها وتبدأ معه طقوس جميلة وأصيلة طالما كانت من ابرز سمات المجتمع العربي الفلسطيني الذي تربطه بشجرة الزيتون علاقة خاصة، حتى باتت تلك الشجرة عاملا للتوحد والتقريب بين أبناء العائلة الواحدة والاقارب .
ورغم المحصول الشحيح هذا الموسم مقارنة مع الموسم الماضي ورغم كل العوامل المناخية وشح الامطار بقيت شجرة الزيتون شامخة أبية ومعطائة ، تنتظر حلول هذا الوقت من العام لتعانق من زرعها في هذه الأرض، وترد له الجميل ذلك الجميل الذي يعتبر مصدرا وتمويلا لكافة الاسر العربية إنه زيت الزيتون.
مشاهد قطف الزيتون في وسطنا العربي ومناطقنا متنوعة، لكن القاسم المشترك بينها جميعا هو الترابط والتعاضد الكبير بين الجميع، فإذا كانت عائلة ما تملك بستانا مزروعا بالزيتون، فإن موعد القطف يكون مناسبة مثالية تجمع كافة افراد العائلة والاقارب والاصدقاء ، في مشهد لم يعد من الممكن رؤيته كثيرا هذه الأيام.
منذ ساعات الصباح، يتجمع أفراد العائلة من اجل البدء بقطف الزيتون، الحماس يبدو واضحا على الجميع، الكل يريد أن يساهم في هذه المناسبة الجميلة التي يحرص الكبار تحديدا على إعطائها شكلا خاصا يذكرهم بسنين خلت.
وبعد كد وعناء يتنفس المزارعون اصحاب كروم الزيتون الصعداء بانتهائهم من قطف الثمار وترسم البسمة على وجوههم وتظهر علامات الارتياح حين يتم درس الزيتون في المعصرة والعودة الى منازلهم ومحصولهم من الزيت بجعبتهم .
والجدير ذكره بان سعر الزيت هذا الموسم شهد ارتفاعا بسبب شح المحصول حيث بلغنا من المزارعين واصحاب المعاصر بان سعر جالون الزيت من سعة (18لتر) وصل لاكثر من (500) شاقل.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.