الدكتور سمير غطاس: القاعدة هي من تقود الحرب في سيناء ضد الجيش المصري
لا تزال الولايات المتحدة تحاول إعادة إدماج التنظيم فى الحياة السياسية فى مصر، لأن ما تعهدت به «الإخوان» لتحقيقه لأمريكا وإسرائيل لم تكن تحلم به أمريكا
أكد الدكتور سمير غطاس، مدير مركز «القدس» للدراسات الاستراتيجية، أن تنظيم «أنصار بيت المقدس» المسؤول عن تفجيرات خطوط الغاز الطبيعى فى سيناء منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن، بما فيها التفجير الأخير، الذى وقع قبل أيام، مشيرا إلى أن «الإخوان» أصبحت لها 3 أجنحة عسكرية هى التنظيم الخاص و«القاعدة» و«حماس».
وقال «غطاس» فى حواره مع «المصرى اليوم» إن عناصر التنظيم يتعاملون لوجيستيا مع إخوانهم فى غزة سواء من «حماس»، أو من التنظيمات التكفيرية، وهم الآن يردون على الجيش المصرى، الذى وصل فى سيناء إلى مرحلة قطع رؤوس قيادات كبرى فى التنظيم، سواء بالقتل أو إلقاء القبض عليهم، ومنهم 7 من أهم وأعتى الرؤوس الإرهابية.. وإلى نص الحوار:
■ ما تنظيم أنصار بيت المقدس؟
- تنظيم إرهابى تكفيرى، أصبح مؤخرا بعد تحالف «القاعدة» مع «الإخوان» معتمدا من قبل القاعدة، وكل عملياته الإرهابية تُمهر بختمها، ويظهر زعيمهم أيمن الظواهرى فى نهاية الفيديوهات، التى ينشرونها على مواقع التواصل الاجتماعى، وقد مر التنظيم بثلاث مراحل حتى وصل فى النهاية لاعتمادية «القاعدة»، الأولى بدأت فى قطاع غزة، وأسس له إرهابى يدعى هشام السعدنى، ويُكنّى بأبى وليد المقدسى، وهو من أم مصرية وأب فلسطينى عاش فترة فى سيناء، ثم انتقل إلى الأردن، وتحول إلى واحد من أتباع أهم مفتى للجماعات السلفية الجهادية، ويدعى أبومحمد المقدسى، الذى خرجت من عباءته جماعة الزرقاوى المعتمد من «القاعدة» فى العراق، وهو أخطر من ينظّر الآن لما يعرف بـ«السلفية الجهادية»، وما يلقنه لأتباعه من أفكار من أشد أنواع الفكر التكفيرى الإرهابى خطورة فى المنطقة، فهو يبيح الدم والأرواح وحتى الحرمات، وتتلمذ «السعدنى» على يده، وعاد إلى سيناء فى 2008، وارتبط بالجماعات الجهادية الموجودة بها، وأقنعها بالانضواء تحت لوائه، ثم سافر إلى غزة، وأسس فيها تنظيما يسمى بيت المقدس، وكان من أتباعه أردنيون ومصريون وفلسطينيون، وفى فترة من الفترات اعتقلته «حماس»، لأنه شكل خطورة عليها، وقاتل ضدها باعتبار أنها لا تطبق الشرع من المنظور، الذى يعترف به، فقام أعضاء تنظيم بيت المقدس باختطاف أحد أهم مناصرى القضية الفلسطينية، وهو مواطن إيطالى الجنسية، فهاجمت «حماس» تنظيم أنصار بيت المقدس لتحرره، فقاموا بقتله، وتمكن «السعدنى» من الهرب إلى سيناء، وأنشأ هناك مجلس شورى المجاهدين أكناف بيت المقدس، وجمع بين جماعات تكفيرية صغيرة كانت منتشرة فى سيناء، وهى المرحلة الثانية لتنظيم أنصار بيت المقدس، وظل قائما حتى فبراير 2013، ثم حدث التحور الثالث فى مجلس شورى المجاهدين أكناف بيت المقدس، وتحول إلى تنظيم أنصار بيت المقدس، بسبب العلاقة التى نشأت بين «الإخوان»، وتنظيم القاعدة بعد الاجتماع، الذى عقد فى ليبيا فى 20 فبراير 2013 بين أيمن الظواهرى ومحمد مرسى بوساطة السفير محمد رفاعة الطهطاوى، وهو ابن خالة الظواهرى، وهذا الاجتماع يكشف الستار عن العلاقة المشبوهة بين أمريكا و«القاعدة» وجماعة الإخوان «الجوكر الأمريكى»، الذى كان مخططاً له أن يلعب أدوارا مهمة من أجل أمريكا فى الشرق الأوسط، فقد أوكل إليه بالاستعانة بـ«القاعدة» مهمة تأمين خروج القوات الأمريكية فى أفغانستان بحسب الانسحاب الأمريكى المعلن نهاية 2014 كما حدث فى العراق عندما استعانت الولايات المتحدة بإيران والجماعات الشيعية، وفى أفغانستان فتحوا خطاً مع «طالبان» وأوكلت تلك المهمة إلى قطر، التى فتحت مكتبا فى الدوحة لـ«طالبان» وأبلغ القطريون الأمريكان أن القرار الأمنى ليس بيد «طالبان»، وإنما بيد «القاعدة» المتنفذ على الأرض، وهنا حاول الأمريكان إيجاد قناة خلفية سرية بين «الإخوان» و«القاعدة»، لتسهيل خروج الولايات المتحدة من أفغانستان، وحضر الاجتماع عصام الحداد، مهندس الفكرة، ومنسق الاجتماع، وأحمد شيحة ومحمود عزت وأحمد عبدالعاطى، وفى المقابل ضم من تنظيم القاعدة فى ليبيا أبوأنس الليبى ومصرى يدعى ثروت صلاح شحاتة، الذى كان محكوما عليه بالإعدام مرتين، ثم عفا عنه مرسى، وسمح لأسرته التى كانت تقيم فى إيران بالعودة إلى مصر، واعتمد أميرا لتنظيم القاعدة فى ليبيا، وسائق بن لادن ويدعى سفيان إبراهيم، وأيضا أحمد سلامة مبروك، وهو مصرى قاتَل فى ألبانيا، وقدم تنظيم القاعدة فى هذا الاجتماع عدة مطالب تمت الموافقة عليها جميعا من قبل «الإخوان»، منها إصدار عفو عام عن كل الذين تورطوا فى عمليات إرهابية من منتصف الثمانينيات إلى التسعينيات «قرابة 552 إرهابياً» والسماح بعودة كل المصريين، الذين كانوا يقاتلون فى أفغانستان وألبانيا مقابل أن يتولى تنظيم القاعدة فى ليبيا تسليح وتدريب هذه المجموعات، وإرسالها إلى القاهرة، ويتولى تنظيم الإخوان الدولى الصرف على التسليح واعترافات شقيق الظواهرى فى النيابة العامة يقول فيها إنه تسلم من «الشاطر» 15 مليون جنيه لتسليمها إلى «القاعدة».
■ ما معنى أن نقول إن تنظيما إرهابيا ما معتمد من قبل «القاعدة»؟
- أى أن هذا التنظيم يتخذ من نهج وفكر وأساليب العمليات الإرهابية التى تتميز بها «القاعدة» محركا له، وتنقل إليه الخبرات ذاتها، فـ«القاعدة» معروف عنه عدم تورع عناصره عن قتل المدنيين، وترويعهم فى سبيل محاربة الدول، ولا يكتفون بالقتل، وإنما يمثلون بالجثث أنكى تمثيل، وهذا ما يؤكد أن عمليات الهجوم على أقسام الشرطة فى كرداسة وأسوان استعان فيها الإخوان بعناصر قاعدية.
■ هل تتوقع أن يكون تنظيم أنصار بيت المقدس وراء تفجيرات خط الغاز المتكررة؟
- دون أدنى شك، فـ«أنصار بيت المقدس» المسؤول عن تفجيرات خطوط الغاز الطبيعى فى سيناء منذ ثورة 25 يناير، وأتوقع أنه سيعلن مسؤوليته عن التفجير فى زمن قدره أسبوع على الأكثر، وهم يتعاملون لوجيستيا مع الإخوة فى غزة سواء من «حماس» أو من التنظيمات التكفيرية، وهم الآن يردون على الجيش المصرى، الذى وصل فى سيناء إلى مرحلة قطع رؤوس قيادات كبرى فى تنظيم أنصار بيت المقدس، سواء بالقتل أو إلقاء القبض عليهم، ومنهم 7 من أهم وأعتى الرؤوس الإرهابية، التى تقود التنظيم، وبالتالى فالتفجير عملية انتقامية، نتيجة الدور الذى يقوم به الجيش المصرى.
■ ما عدد التنظيمات التكفيرية وتنويعاتها المنتشرة فى سيناء، وما مدى انتشارها فى العمق المصرى؟
- خارطة التنظيمات الإرهابية فى سيناء أو ما يسمى تنظيمات السلفية الجهادية تضم أربعة تنظيمات أساسية أقدمها تنظيم التوحيد والجهاد، وهو الذى نفذ عمليات طابا فى 2004 ودهب فى 2005 وشرم الشيخ وغزالة فى 2006، وهذه العمليات كان يتم اختيار توقيتاتها فى مواعيد تتفق مع مناسبات وطنية كعيد تحرير سيناء، أو فى ذكرى ثورة يوليو، أو عيد الجلاء، ما يشكل علامة استفهام كبرى، وتنظيم التوحيد والجهاد له تبعية أصيلة فى غزة، فهو الجناح العسكرى فى سيناء لما يسمى تنظيم جيش الإسلام فى غزة، الذى يقوده ممتاز دغمش، وهو المتورط الأول فى 3 عمليات إرهابية فى مصر استهدفت كنائس مصرية، منها كنيسة القديسين، وتم توجيه اتهام رسمى له عن عملية تفجير فى الأزهر، قُتل فيها سائح فرنسى، وجرح عدد من المصريين، كما أن هناك شبهات قوية حول كونه المسؤول عن الجماعة، التى تورطت فى قتل 16 جنديا مصريا فى رمضان قبل الماضى، 5 أغسطس 2012، ثم مجلس شورى «أكناف بيت المقدس»، الذى تحول إلى «أنصار بيت المقدس»، ثم تنظيم أنصار الشريعة ويقوده رمزى موافى، الذى كان طبيب بن لادن، وكان محكوما عليه بـ33 سنة فى سجن وادى النطرون مع مرسى، ثم خرج فى العفو الرئاسى، وهناك أيضا تنظيم التكفير والهجرة القديم، الذى أعاد تنظيم نفسه تحت اسم المقاومة والجهاد، وهناك الرايات السود، لكنها مجموعات صغيرة متفرقة، ولا تستهدف العمق المصرى، والجيش تقريبا قضى عليها فى سيناء، وهناك أيضا خليتان يجب ألا ننساهما تنتميان إلى تنظيم القاعدة هما «خلية مدينة نصر» و«خلية الزيتون»، وتستخدمان تقنية جديدة فى العمليات الإرهابية بمصر، وهى استخدام الموبايل فى التفجير عن بعد، ومأخوذة من حزب الله و«حماس»، واعترف عناصر خلية مدينة نصر بأنهم تدربوا فى سيناء وفى جبل الحلال وفى حلايب بتمويل من ليبيا وحزب الله والسودان.
■ وهل هناك علاقة ارتباط عضوية بين تنظيم أنصار بيت المقدس وحركة حماس؟
- حماس والإخوان كيان واحد معلن، فـ«حماس» تكتب على الأسوار وفى الشوارع داخل غزة عبارات تقول (حماس الجناح العسكرى لجماعة الإخوان المسلمين)، وكانت هناك علاقة تنسيق عضوى بين «القاعدة» و«الإخوان» بجناحها العسكرى، الذى هو حماس، للقيام بأدوار أوسع فى مناطق انتشار «القاعدة»، وتحديدا فى ليبيا، وكانت «الإخوان» ترسل آلاف المصريين ليتدربوا فى ليبيا على أيدى تنظيم القاعدة، وكانت «الإخوان» تعد تلك الجماعات تحت لواء «القاعدة» لتكون جناحا عسكريا للتنظيم يستخدم ضد الدولة المصرية لتنفيذ مخططها على حساب أى شىء، وفى تصريح لـ«العريان» هدد فيه بأن الجيش المصرى إذا فكر فى أن يقوم بأى عمل ضد ما يسمى الشرعية سيكون الرد جاهزا وحاسما، وكان يقصد استغلال ذلك التحالف، وكان يسند لـ«حماس» عمليات الإعاشة والتسليح والخدمات اللوجيستية من التدريب والإدارة وغيرها.
■ ماذا عن خريطة انتشار وتوزيع عناصر «أنصار بيت المقدس»؟
- لو رسمنا خريطة لتمركز العمليات الإرهابية فى مصر عموما بعيدا عن سيناء، سنجد أن هناك خطا يمتد من الصالحية «الزقازيق» نزولا إلى الشرقية، ووصولا إلى الإسماعيلية، وتتمركز كل العمليات التفجيرية فى هذا الخط، ولدى معلومات تؤكد أن «حماس» بمعاونة قيادات إخوانية اشترت أراضى فى الصالحية والإسماعيلية فى عهد مرسى، بغرض استخدامها عمقاً استراتيجياً للعمليات الإرهابية إذا استحال تنفيذها فى سيناء فتكون هناك مساحة إزاحة بديلة لنقل العمليات إليها، وتتميز بانتشار الأشجار والمزارع، التى يمكن الاختباء فيها، وبناء المخازن، فبنية الإرهاب موجودة على هذا الخط.
■ قلت إن عملية تفجير مديرية الأمن فى الطور تشبه تماما عملية تفجير نظيرتها فى الدقهلية، إذن هل كانت مديريات الأمن فى المحافظات غير الحدودية مستهدفة أيضا؟
- جهاز الأمن برمته فى مصر مستهدف، فعقيدة تلك الجماعات الإرهابية تقوم على قتال رجال الأمن والشرطة، لأنهم النقطة الأقوى فى الدولة، وأنا نصحت مرارا بضرورة أن يحدد حرم للمديرية يمنع تماما المرور فيه، وتنقل الجراجات إلى خارج الحرم، وفى عمليتى تفجير مديريتى الأمن صورت «أنصار بيت المقدس» فيديو للعمليتين والانتحارى والحزام الناسف، وهو بالمناسبة نفس نوع الحزام المستخدم فى غزة، لكن كان هناك اختلاف واحد بين تفجير الطور، وتفجير الدقهلية هو المادة التفجيرية المستخدمة، وهى مادة (RDX) وهى 70 ضعف قوة تفجير مادة (TNT)، وتعد من المتفجرات عالية الانفجار، وبحسب شهادات الناجين من الحادث، الذين قالوا «إننا كنا نتطاير فى الهواء»، ويعرف خبراء التفجيرات أن المادة المتفجرة، التى تسبب تطاير الأشياء هى (RDX)، وهى متفجرات لا توجد فى مصر، ومستقدمة من ليبيا أو من غزة، وبالنسبة للكمية التى أعلن عنها فقيل إنها 200 كيلو، وإن كنت أتوقع أنها أقل من هذا الرقم، وأرجح أنهم استخدموا أنابيب الغاز الكبيرة، لمضاعفة ضغط الجو وخلخلة الهواء، لزيادة قوة التفجير، وبالتالى فإن جماعة الإخوان أصبح لها 3 أجنحة عسكرية، التنظيم الخاص الموجود منذ حسن البنا، والقاعدة ممثلة فى تنظيم أنصار بيت المقدس، وأخيرا حركة حماس.
■ هل هناك تقديرات عددية حول عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس؟
- فى سيناء كان التقدير المتوفر حول أعداد عناصر التنظيمات الإرهابية يتراوح بين 2000 و3000 تكفيرى، لكن العامل الجديد فى المعادلة الآن يجعل فكرة الحصول على تقدير حقيقى لهم شبه مستحيلة، بسبب دخول عناصر جديدة على الإرهاب فى مصر لا يمكن رصدها ولا تتوافر فيها السمات ذاتها المعروفة من قبل، فقد دخل أبناء الأغنياء فيها، ففى السابق كان الفقراء ومحدودو التعليم والثقافة هم فقط من يقتنعون بالفكر التكفيرى، أما الآن فالأمر اختلف.
■ ماذا عن فكرة اختراق تنظيم أنصار بيت المقدس أجهزة الأمن؟
- ليست فكرة حقيقية، فجهاز الأمن المصرى ليس مخترقا، لكن ما حدث أنه عندما تولت «الإخوان» الحكم كان فى أجندتها القضاء على جهاز أمن الدولة، وبتر عناصره، وتم التخلص من قدامى الضباط، وعدد كبير قدم استقالته، وعُزل 47 ضابطاً من أكفأ من تعامل مع التكفيريين، وبالتالى فالعناصر الموجودة الآن لديها خبرات أقل فى التنظيمات الإرهابية مع العلم أن مكافحة الإرهاب تحتاج خبرات متراكمة لعشرات السنوات، هذا أمر، أما الأمر الآخر فإنه فى الفترة التى تسلم فيها مرسى الحكم تم تسليم الرئاسة بالأمر المباشر ملفا به بيانات مهمة جدا عن ضباط أمن الدولة، وخرائط المقار وغيرها، وهناك اثنان من أكفأ ضباط أمن الدولة راحا ضحية هذه البيانات هما محمد أبوشقرا ومحمد مبروك، والقاسم المشترك بين الضابطين هو خيرت الشاطر، فأبوشقرا كان الضابط المسؤول عن تأمين «الشاطر»، والضابط الذى ألقى القبض على «الشاطر» عندما كان مختبئاً فى بيته هو محمد مبروك.
■ البعض يعزى سبب نجاح التنظيمات الإرهابية فى تنفيذ عمليات تفجيرية داخل المدن الكبرى إلى إلغاء حظر التجول، وتقليل الكمائن الأمنية على الطرق، التى كانت تفتش العربات.. كيف تقيم هذا الطرح؟
- بحسب خبراتى عن العربات المفخخة فقد عشت فى لبنان فترة، وكانت خبرا يوميا يستيقظ عليه اللبنانيون، حيث يتم تجهيزها على مقربة من المكان المستهدف تفجيره، ولا بد أن تكون العربة مسروقة، وفى واقعة أمن الدقهلية فإن قوات الأمن الجنائى اكتشفت معملا يجهز المتفجرات بالقرب من المنصورة، وهناك من بين المتهمين طبيب أشرف على عملية التجهيز.
■ هل تتغير عقيدة «أنصار بيت المقدس» المعلنة حول استهداف رجال الشرطة وأجهزة الأمن إلى استهداف مدنيين باعتبار أنهم لم يناصروا الإسلام أو ما يرونه حكم الشريعة؟
- فى عقيدة التكفيريين كل شىء مباح وممكن، وليست لديهم حسابات خسارة أو مكسب، لكن أيضا أكثر ما يستهدفونه هو الترويع والإرهاب، وضرب معنويات الناس، وخلق إحساس لدى الناس أن الجيش والشرطة لا يستطيعان حمايتهم، وليس إحداث خسائر كبرى، لأن الخسائر قد تترتب عليها نتائج عكسية كما حدث بعد واقعة الدقهلية عندما أدى الغضب الشعبى إلى الضغط على الحكومة فخرجت بإعلان «الإخوان» جماعة إرهابية وملاحقة عناصرها، والقبض عليهم، وبالتالى فمخططات «القاعدة» و«الإخوان» فى مصر فشلت، وهى فى الرمق الأخير.
■ هل كانت جماعة الإخوان، وهى تتحالف مع «القاعدة» تعى أنها تخاطر بوجودها فى النسيج المصرى، وأن الشعب قد يلفظها؟
- طوال تاريخ الإخوان كانت لديهم نظرية التضحية بالجزء من أجل بقاء الكيان. هذا فعله «البنا» عندما ضحى بقيادات التنظيم الخاص من أجل الإبقاء على الجماعة، لكن «الإخوان» للأسف منذ أن تحالفت مع «القاعدة»، وكأنها اتخذت قرارا بالانتحار الجماعى، لا تعى ما تفعل وتضحى بماضيها ومستقبلها فى مصر، وتراهن على لعبة تدرك أنها ستخسرها عندما تخسر التأييد الشعبى، فقد راهنت على صناعة الفوضى فى الداخل ففشلت، ثم راهنت على الطلاب فى الجامعات ففشلت، والعام الدراسى مر بسلام، وراهنت على الإرهاب الداخلى فلم يؤت ثماره، ثم راهنت على حلفائها فى الخارج فباعوها، وخرج أوباما فى الأمم المتحدة ليقول إن الرئيس مرسى فشل، ومع هذا لا تزال الولايات المتحدة تحاول إعادة إدماج التنظيم فى الحياة السياسية فى مصر، لأن ما تعهدت به «الإخوان» لتحقيقه لأمريكا وإسرائيل لم تكن تحلم به أمريكا
سمير يوسف غطاس، باحث وصحافي مصري، ورئيس منتدي الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية[1]، ومدير مركز مقدس للدراسات الاستراتيجية. كان غطاس مستشاراً خليل الوزير، ورئيس تحرير المجلة العسكرية الفلسطينية. وهو عضو في فريق تحرير الموسوعة الفلسطينية في رام الله. ويعمل في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية. يستخدم في كثير من كتاباته الاسم الحركي محمد حمزة.
يُعرف غطاس بنهجه الموالي لحركة فتح، والناقد بشكل لاذع لحركة حماس وسياستها.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.