احذروا الحمص شديد البياض: تستخدم مطاعم قطاع غزة المقدر عددها بالمئات، مادة "تبييض مسرطنة"، كما تشير "نتائج تحاليل مخبرية، وشهادات مراكز أمن غذائي دولي".

 

 

 أحدث تحقيق صحفي أجراه صحفيان من قطاع غزة قبل أيام، حالة من القلق الشديد في أوساط المواطنين الغزيين، عقب الكشف عن استخدام عدد كبير من المطاعم في غزة، لصبغة مُسرطنة في الحمص الجاهز الذي يباع في المحلات، خاصةً وأن الإحصائيات الرسمية تبين أن السرطان اصبح المسبب ا الثاني لحالات الوفاة في غزة وفلسطين عامةً.

 

وأظهر التحقيق الصحفي الذي أعده الصحفيان محمد أبو شحمة وإبراهيم شقورة، بدعم من شبكة "أريج" وبإشراف الدكتور عبد الله السعافين، وأحدث ضجة كبيرة لدى الغزيين، استخدام تلك المطاعم، المقدر عددها بالمئات، مادة "تبييض مسرطنة"، كما تشير "نتائج تحاليل مخبرية، وشهادات مراكز أمن غذائي دولي".

 

واشار التحقيق إلى أن هذه المادة "محظورة في غالبية الدول، وأن أصحاب مطاعم الحمص يستغلون قرارا صدر عام 2006 عن هيئة المواصفات والمقاييس الفلسطينية، يسمح باستخدامها بكمية محدودة فقط في تركيبة طحينية بذور السمسم".

 

ويشير التحقيق لمراعاة أخذ عينات، وفقا للتوزيع الجغرافي، وانه تم الحصلوا على العينة الأولى من مطعم وسط النصيرات، وهي منطقة مكتظة بالسكان، يقطنها نحو 251 ألف نسمة، كما اخذت عينة اخرى من خانيونس، وهي أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان، ويقطن مخيمها نحو يصل في مخيمها 70 الف لاجئ، لافتا إلى أن عينات اخرى اخذت من مدينة غزة، وشمال القطاع، ومدينة رفح، وان العينات اخذت في الربع الأخير من العام الماضي 2012 من قبل فرق التفتيش التابعة لوزارة الاقتصاد.

 

وأظهرت العينات المأخوذة من النصيرات وخانيونس، بعد 15 يوما من الفحص الكيمائي للعينة A استخدام ثاني أكسيد التيتانيوم، ورمزها TIO2، بنسبة 2318.17 PPM ، ملجم/ كيلو جرام، والفحص الكيميائي للعينة B أظهر استخدام ذات المادة بنسبة 2952.79PPM ، ملجم لكل كيلو جرام.

 

وتبين من تحليل العينتين أنهما، تحتويان "تكتلات بيضاء اللون وهي غير ذائبة"، كما تم الحصول من المختبر ذاته على نتائج تحليل عينات من الحمص، سبق وأن أجراها فريق حماية المستهلك بوزارة الاقتصاد، بعد أخذها من مناطق أخرى، حيث بين الفحص الكيمائي استخدام مادة ثاني أكسيد التيتانيوم، بنسبة 1131 PP M ملجم/ كيلو جرام، وعينة ثانية تبين وجود المادة البيضاء بنسبة 1111 PP M ملجم/ كيلو جرام، وثالثة تبين وجود المادة بالحمص بنسبة 537.9PPM ملجم/ كيلو جرام، وعدد السكان الذين سوف يتأثرون جراء تناول الحمص الذي اضيفت له مادة "التيتانيوم" في محيط المطاعم التي تستخدم هذه المادة بالآلاف، خاصةً أنها تعد وجبة شعبية لدى سكان القطاع.

 

ونجح معدو التحقيق في الحصول على معلومات متناقضة من 13 عاملا في مطاعم الحمص، وخاصةً أولئك الذين يعملون به ويعدونه، حيث اختلفت آرائهم بين من أرجع السبب في إخراج الحمص شديد البياض إلى استخدام الطحينة المضافة، التي يوجد بها نسبة من مادة التيتانيوم، وأربعة أقروا باستخدام مادة مبيضة، دون معرفتهم باسم المادة او تركيبتها، فيما نفى آخرون استخدامهم لأي صبغة، ليتبين أن 4 من أصل 13 مطعما، أقروا باستخدام الصبغة بنسبة تصل إلى 25% من المطاعم.

 

ويشير أصحاب ست محال عطارة إلى أن مادة ثاني أكسيد التيتانيوم، يتم إدخالها إلى غزة عبر الأنفاق، وأن أصحاب المطاعم يشترونها بدون أي تردد، ويعرفونها لأنها بعلب صغيرة ومكتوب عليها اسمها.

 

وأكد أستاذ أمراض النباتات في جامعة القاهرة، الدكتور محمد الوكيل، الذي اطلع على نتائج التحليل، أن غبار ثاني أكسيد التيتانيوم، يسبب سرطانا وأوراما للرئة في الفئران كون رئة الفأر أكثر حساسية من رئة الإنسان، وأن تعرض الإنسان لغبار هذا المركب أثناء التصنيع ولفترات طويلة بسبب خطورة بالغة عليه.

 

وأشار معدو التحقيق إلى أنهما زارا عددا من المطاعم المخصصة لطهي الحمص، ورصدا عدم وجود أي غبار متصاعد، مما ينفي إمكانية استنشاقه من قبل العمال.

 

ويقول الأستاذ المساعد في قسم الكيمياء بجامعة الأزهر الدكتور حسن طموس بأن مادة ثاني أكسيد التيتانيوم، "تضر الإنسان في حالة تناولها عن طريق الفم والهضم، ولا تنقل له عن طريق الاستنشاق أو اللمس"، فيما أكد المعهد الصحي الكندي أن الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC) تصنف أكسيد التيتانيوم على أنها "مادة مسرطنة، إذ يشكل ثاني أكسيد التيتانيوم 70 % من إجمالي حجم الإنتاج من أصباغ في جميع أنحاء العالم".

 

ويقول المعهد على موقعه الالكتروني. وفقا للتحقيق بأن هذه المادة تستخدم لتوفير البياض، أي خداع المستهلك من خلال إضافة اللون الأبيض للمنتج وتغيير لونه الطبيعي، مثل الدهانات والبلاستيك والأوراق والأحبار، والأطعمة، ومعاجين الأسنان. كما أنها تستخدم في مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة.

 

ويشير المعهد الى أنه تم حقن مجموعة من الفئران بمادة التيتانيوم، حيث أظهرت النتائج أنها "تسبب سرطان الجهاز التنفسي في الفئران، إضافة إلى أنها تسببت بسرطانات الرئة لدى الفئران- مثل ترسب الجسيمات، وإزالة الرئة المتضررة، وإصابة الخلية، والتليف، والطفرات والسرطان في نهاية المطاف".

 

ويقول الأستاذ المساعد في قسم الكيمياء بجامعة الأزهر، الدكتور حسن طموس، الى أنه إذا تم إثبات تسبب أي مادة بالخطر على الحيوان في المختبر ومن خلال التجارب، فإنه يمنع استخدامها على الإنسان.

 

ويظهر تقرير لمركز الميزان لحقوق الإنسان صدر في أيلول/ سبتمبر 2012 أن عدد مرضى السرطان بلغ في قطاع غزة 10780 مريضا ما بين عامي 1995 حتى 2010، فيما أن المعدل العام للإصابة هو 61 حالة لكل مائة ألف نسمة بواقع 900 حالة سنوياً، ويعد السبب الثاني للوفاة في غزة، بنسبةٍ تصل إلى 11.8% من إجمالي حالات الوفيات، فيما أن معدل الوفيات بسبب السرطان يبلغ 36.5/ 100 ألف شخص، وفق التقرير.

 

وأكد مدير حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد بغزة، زياد أبو شقرة، أن "هيئة المواصفات والمقاييس الفلسطينية سمحت باستخدام المادة بكميات محدودة في تركيبة طحينة بذور السمسم، على أن لا يتجاوز استخدامها بنحو 150 ملغم/ كغم كحد أقصى، ويعني 150 جزءا بالمليون على الطحينة فقط وهو المسموح لإضافته على هذا النوع من الأغذية".

ورأى أن "المطاعم اعتادت على إضافة مبيض التيتانيوم على الحمص، رغم أنه ممنوع ويغرم عليه القانون"، وتمكنت حماية المستهلك من ضبط أحد المطاعم، وهو يضيف ما معدله ثلاثة جرامات للكيلوغرام، ما يعني نسبة 3000 PP M من التيتانيوم لمادة الحمص المقدمة للناس، وهذا يعطي مؤشرات خطيرة على صحة الإنسان، بحسب الدراسات العلمية التي تؤكد ذلك".

 

ويؤكد أبو شقرة أن وزارته طالبت بحظر استخدام المادة بشكل كلي، وأنه تم إرسال طلبات إلى هيئة المواصفات والمقاييس الفلسطينية لحظر استخدامها.

 

ويؤكد مدير خدمات المختبرات في مؤسسة المواصفات والمقاييس في قطاع غزة، عدلي بركة، أنه تم حظر استخدام مادة ثاني أكسيد التيتانيوم في الأغذية منذ العام 2012، مشيرا إلى أن قرار حظرها صدر من هيئة المواصفات والمقاييس في رام الله، التي يتم التعاون معها في ما يتعلق بإصدار المواصفات.

 

ويشكك بركة في خطورة استخدام ثاني أكسيد التيتانيوم في المواد الغذائية على صحة الإنسان، موضحاً أنه "تم حظرها لأغراض تجارية وليس صحية".

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.