أمتع الشاعر الشاب إياس يوسف ناصر الحضور في الصالون الثقافي -المكتبة العلمية بالتعاون مع نادي الصحافة المقدسي في أمسية رمضانية وعاد بالذاكرة إلى البدايات الأولى مع الكتابة وقرض الشعر والحضن الدافئ العاشق والمتيم للغة العربية.. لغة العشق والجمال والوجد والهيام. قبل أن يغوص في عالم مجموعته الشعرية الأولى – "قمحٌ في كف أنثى"- قال مخاطبًا ثلة من المبدعين وعشاق الشعر والأدب الجميل :"من أجمل الأشياء التي يمكن أن تشهدها هذه المدينة الجميلة أن تكحِّل جَفنيها وتكون على موعد مع الشّعر والأدب والكلمات. هو موعد جميل مع أبجديتي وذاكرتي وبوحِ أصابعي. موعد مع القصيدة... والقصيدة هي حبل المشيمة الذي يصلني بالحياة، وحالة الصداع الجميل التي ترفع ضغط شاعريتي وتزيد نسبة السكر في شرايين كلماتي. ولكنني أعترف لكم أيضًا أن الحديث في هذا الموعد عن ديواني الأول "قمحٌ في كف أنثى" وعن هذه الرحلة الشعرية هو أمر ليس هينًا علي! لأنني لا أعرف من أين بدأت وإلى أي مكان أنتهي، والقصيدة حالة لا يمكن الوقوف على عوارضها". وتابع بأسلوب سردي يحمل على راحتيه كنوز اللغة الفوّاحة بالمعاني المدهشة والفيّاضة بعبق رحلته الشعرية: "في هذه الرحلة أبحرت على سفن كثيرة، وأشعلت اللفائف في كثير من المحطات، ودخلت أجمل الغابات وتعرفت إلى مدن سحرية وبحثت عن أبعد الكنوز وجلست على ضفّة القمر آلاف المرات، ولكني لم أجد قصيدة واحدة شعرية أكثر من القمح الذي يراه الشاعر في كفّ أنثى. هذه الصورة تجعل العثور على الشعر وعلى القصيدة مُهمّة مستحيلة. والشاعر رحّالة لا يكفّ عن التنقل من كلمة إلى كلمة، من ورقة إلى ورقة. لأنه يعلم في نهاية الأمر أنه لن يبلغ حالة الرضى عن نفسه أبدًا وأن الشعر انسيابي ومائي الكلمات، ولا يمكن للإنسان أن يمسك الماء المنساب بأصابع قلمه. ولكنني رغم إنكاري للقاعدة التي تقول: القناعة في التعبير كنزٌ لا يفنى، كتبتُ هذه المجموعة الشعرية، فكانت كل قصيدة رحلة شعرية تقوم بنفسها " . وواصل تغريده وزقزقته في الدوح الشعري المتدفق مثل شلال بهي مشيرًا إلى انبعاث الشعر في داخله: "لم أطلبْ يومًا أن أكون شاعرًا! كل ما أذكره أنني حين كنت في الثالثةَ عشْرةَ من عمري، كتبت القصيدة الأولى بأبجدية الأطفال وخيال المراهقين. لم أملك الجرأة الكافية لأن أقدِّمَ القصيدة إلى والديّ لأنني كنت خائفًا، إذ لم أكن أعرف ما هذا الشيء الغريب في داخلي الذي خرج كالعصفور وأخذ يزقزق على الورق. ولذلك وضعت القصيدة في مكان مرئي، فقرآها على مسمع النجوم وكانت أعينُهما تبشر بولادة شاعر. ولكنني في طفولتي تلك، لم أعرفْ هذا الشعر الذي يتحدثان عنه ولم أقابلْه مرة واحدة في حياتي، ولم أكن أعلم أنني فيما بعد سأكون على موعد مع الشجر والمطر، مع النجوم والغيوم، مع صرخة الإنسان وبسمته، مع اللاجئين، مع عين كارم، مع كحل حبيبتي وأعماق عينيها، مع كفها التي وضعتُ فيها قمح شاعريتي وأفكاري.ولا شك أن والدي الشاعر يوسف ناصر كان في تجربتي الشعرية الدفقة الأولى التي حملتني على زورق وأرتني الشعر واللغة والعربية من زاوية أخرى، على غير ما عهدتُه في عالم الكتب والمدرسة. منذ ذلك الحين أكتب الشعر، وإذا كانت الطيور تهاجر في بعض المواسم، فإنني دائم الهجرة بين أوراقي وأصابعي، وأن أعيش في هذا الوطن يعني أن أعيش في هجرة وتنقل دائمين. في كل مكان من هذه البلاد تجد شعرًا ومعنى مختلفًا. في كل نرجسة تجد قصيدة وعلى كل زيتونة تنام لوحةٌ شعرية. بلادنا أكبر مسرح للشعر ولكن الكثيرين ينظرون إليه ولا يرونه. لذلك طلبت منذ الحرف الأول أن أكون دائمًا في حالة تجدّد وتحوّل، أن أخرج عن روتين الأبجدية، وأمرّ في كل يوم بحالة مخاض من أجل ولادة معنى جديد وابتكار قصيدة على شكل آخر، قصيدة تخرج من الناس ثم تعود إليهم، ومن المحتمل دائمًا أن ينقلب الشعر على الشاعر فيكون أزهارًا أو حجارةً يُرمى ويُرجَم بها " . وأوضح: " كل ما أردته أن أبوح لكم بشيء يخصّ إياسًا الشاعر. كل شيء في حياة الإنسان يشكل خلفية لما يقول وما يكتب، وكل ما يدور على مسرح الكلمات له ما يحرّكه وراء الكواليس. هذا معتقد أحاول أن أراه على الأقل في مجموعتي الشعرية.وفي هذا اللقاء أنتم الشعراء، لأنّ القارئَ الحقيقي شاعر في قراءته لأي قصيدة يقف على تشكيلها ودفق معانيها،ولتبقَ القدس أجمل القصائد التي تتدفق في عروقنا ثم تصبّ في بوح أقلامنا على الورق" . ثم جرى نقاش مستفيض غني ومثمرٍ.. أشادت من خلاله الكاتبة نسب حسين بإبداعات وإسهامات الشاعر في خدمة الإبداع واللغة العربية على وجه الخصوص ورأت أنه تألق في مجموعته الشعرية خاصة في القصائد الرومانسية والغزلية، فيما رفض الشاعر الطبيب وائل أبو عرفة تسمية الشعر الجاهلي بهذا الاسم لأنه فجر الشعر وبنيت على أساسه القوالب والبحور الشعرية لاحقًا وليس العكس مما يدل على عبقرية رواد هذا الشعر الذي ما زال محفوظًا في العقول والقلوب قبل الكتب والكراريس .. وفي إشارة إطراء للشاعر الجليلي الذي يحاضر في الشعر الجاهلي في الجامعة العبرية ويقوم بكتابة أطروحة الدكتوراة في هذا المجال. وعلق الشاعر والروائي المبدع علاء مهنا أن لغة الشاعر إياس ناصر لغة "حنبلية" مدهشة ومستفزة في آن وهو يتقن اللعب في فن العروض ويملك ناصيته بحيث إننا لا نشعر بأي خلل أو شائبة في موسيقاه المنسابة بصورة رائعة. وأضاف أن الشاعر إياس ناصر من الشعراء الشباب المهمين حيث يقدم مادة جديدة ويفاجئنا على الدوام. ورأى الكاتب والشاعر نبيل الجولاني أن الشعر في العصر الحديث يتراجع أمام الرواية ويفسح لها المجال لأن العالم يتجه نحو التصنيع والمدن تتغول على الريف والصحراء الجاهلية اللذين يُعدّان منبت الشعر .. وأعرب الشاعر الشعبي لؤي زعيتر عن دهشته للروحانيات الجميلة التي تتدفق في المجموعة الشعرية ذات النصوص المفعمة بالأمل والحياة الراقية.

أمتع الشاعر الشاب إياس يوسف ناصر الحضور في الصالون الثقافي -المكتبة العلمية بالتعاون مع نادي الصحافة المقدسي في أمسية رمضانية وعاد بالذاكرة إلى البدايات الأولى مع الكتابة وقرض الشعر والحضن الدافئ العاشق والمتيم للغة العربية.. لغة العشق والجمال والوجد والهيام. قبل أن يغوص في عالم مجموعته الشعرية الأولى – "قمحٌ في كف أنثى"-  قال مخاطبًا ثلة من المبدعين وعشاق الشعر والأدب الجميل :"من أجمل الأشياء التي يمكن أن تشهدها هذه المدينة الجميلة أن تكحِّل جَفنيها وتكون على موعد مع الشّعر والأدب والكلمات. هو موعد جميل مع أبجديتي وذاكرتي وبوحِ أصابعي. موعد مع القصيدة... والقصيدة هي حبل المشيمة الذي يصلني بالحياة، وحالة الصداع الجميل التي ترفع ضغط شاعريتي وتزيد نسبة السكر في شرايين كلماتي. ولكنني أعترف لكم أيضًا أن الحديث في هذا الموعد عن ديواني الأول "قمحٌ في كف أنثى" وعن هذه الرحلة الشعرية هو أمر ليس هينًا علي! لأنني لا أعرف من أين بدأت وإلى أي مكان أنتهي، والقصيدة حالة لا يمكن الوقوف على عوارضها".

وتابع بأسلوب سردي يحمل على راحتيه كنوز اللغة الفوّاحة بالمعاني المدهشة والفيّاضة بعبق رحلته الشعرية: "في هذه الرحلة أبحرت على سفن كثيرة، وأشعلت اللفائف في كثير من المحطات، ودخلت أجمل الغابات وتعرفت إلى مدن سحرية وبحثت عن أبعد الكنوز وجلست على ضفّة القمر آلاف المرات، ولكني لم أجد قصيدة واحدة شعرية أكثر من القمح الذي يراه الشاعر في كفّ أنثى.

هذه الصورة تجعل العثور على الشعر وعلى القصيدة مُهمّة مستحيلة. والشاعر رحّالة لا يكفّ عن التنقل من كلمة إلى كلمة، من ورقة إلى ورقة. لأنه يعلم في نهاية الأمر أنه لن يبلغ حالة الرضى عن نفسه أبدًا وأن الشعر انسيابي ومائي الكلمات، ولا يمكن للإنسان أن يمسك الماء المنساب بأصابع قلمه. ولكنني رغم إنكاري للقاعدة التي تقول: القناعة في التعبير كنزٌ لا يفنى، كتبتُ هذه المجموعة الشعرية، فكانت كل قصيدة رحلة شعرية تقوم بنفسها " .

وواصل تغريده وزقزقته في الدوح الشعري المتدفق مثل شلال بهي مشيرًا إلى انبعاث الشعر في داخله: "لم أطلبْ يومًا أن أكون شاعرًا! كل ما أذكره أنني حين كنت في الثالثةَ عشْرةَ من عمري، كتبت القصيدة الأولى بأبجدية الأطفال وخيال المراهقين. لم أملك الجرأة الكافية لأن أقدِّمَ القصيدة إلى والديّ لأنني كنت خائفًا، إذ لم أكن أعرف ما هذا الشيء الغريب في داخلي الذي خرج كالعصفور وأخذ يزقزق على الورق. ولذلك وضعت القصيدة في مكان مرئي، فقرآها على مسمع النجوم وكانت أعينُهما تبشر بولادة شاعر. ولكنني في طفولتي تلك، لم أعرفْ هذا الشعر الذي يتحدثان عنه ولم أقابلْه مرة واحدة في حياتي، ولم أكن أعلم أنني فيما بعد سأكون على موعد مع الشجر والمطر، مع النجوم والغيوم، مع صرخة الإنسان وبسمته، مع اللاجئين، مع عين كارم، مع كحل حبيبتي وأعماق عينيها، مع كفها التي وضعتُ فيها قمح شاعريتي وأفكاري.ولا شك أن والدي الشاعر يوسف ناصر كان في تجربتي الشعرية الدفقة الأولى التي حملتني على زورق وأرتني الشعر واللغة والعربية من زاوية أخرى، على غير ما عهدتُه في عالم الكتب والمدرسة.

منذ ذلك الحين أكتب الشعر، وإذا كانت الطيور تهاجر في بعض المواسم، فإنني دائم الهجرة بين أوراقي وأصابعي، وأن أعيش في هذا الوطن يعني أن أعيش في هجرة وتنقل دائمين. في كل مكان من هذه البلاد تجد شعرًا ومعنى مختلفًا. في كل نرجسة تجد قصيدة وعلى كل زيتونة تنام لوحةٌ شعرية. بلادنا أكبر مسرح للشعر ولكن الكثيرين ينظرون إليه ولا يرونه. لذلك طلبت منذ الحرف الأول أن أكون دائمًا في حالة تجدّد وتحوّل، أن أخرج عن روتين الأبجدية، وأمرّ في كل يوم بحالة مخاض من أجل ولادة معنى جديد وابتكار قصيدة على شكل آخر، قصيدة تخرج من الناس ثم تعود إليهم، ومن المحتمل دائمًا أن ينقلب الشعر على الشاعر فيكون أزهارًا أو حجارةً يُرمى ويُرجَم بها " .

 وأوضح: " كل ما أردته أن أبوح لكم بشيء يخصّ إياسًا الشاعر. كل شيء في حياة الإنسان يشكل خلفية لما يقول وما يكتب، وكل ما يدور على مسرح الكلمات له ما يحرّكه وراء الكواليس. هذا معتقد أحاول أن أراه على الأقل في مجموعتي الشعرية.وفي هذا اللقاء أنتم الشعراء، لأنّ القارئَ الحقيقي شاعر في قراءته لأي قصيدة يقف على تشكيلها ودفق معانيها،ولتبقَ القدس أجمل القصائد التي تتدفق في عروقنا ثم تصبّ في بوح أقلامنا على الورق" .

ثم جرى نقاش مستفيض غني ومثمرٍ.. أشادت من خلاله الكاتبة نسب حسين بإبداعات وإسهامات الشاعر في خدمة الإبداع واللغة العربية على وجه الخصوص ورأت أنه تألق في مجموعته الشعرية خاصة في القصائد الرومانسية والغزلية، فيما رفض الشاعر الطبيب وائل أبو عرفة تسمية الشعر الجاهلي بهذا الاسم لأنه فجر الشعر وبنيت على أساسه القوالب والبحور الشعرية لاحقًا وليس العكس مما يدل على عبقرية رواد هذا الشعر الذي ما زال محفوظًا في العقول والقلوب قبل الكتب والكراريس .. وفي إشارة إطراء للشاعر الجليلي الذي يحاضر في الشعر الجاهلي في الجامعة العبرية ويقوم بكتابة أطروحة الدكتوراة في هذا المجال.

وعلق الشاعر والروائي المبدع علاء مهنا أن لغة الشاعر إياس ناصر لغة "حنبلية" مدهشة ومستفزة في آن وهو يتقن اللعب في فن العروض ويملك ناصيته بحيث إننا لا نشعر بأي خلل أو شائبة في موسيقاه المنسابة بصورة رائعة. وأضاف أن الشاعر إياس ناصر من الشعراء الشباب المهمين حيث يقدم مادة جديدة ويفاجئنا على الدوام.

ورأى الكاتب والشاعر نبيل الجولاني أن الشعر في العصر الحديث يتراجع أمام الرواية ويفسح لها المجال لأن العالم يتجه نحو التصنيع والمدن تتغول على الريف والصحراء الجاهلية اللذين يُعدّان منبت الشعر  ..

وأعرب الشاعر الشعبي لؤي زعيتر عن دهشته للروحانيات الجميلة التي تتدفق في المجموعة الشعرية ذات النصوص المفعمة بالأمل والحياة الراقية. 






يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.