محليات

الجعبري يطالب بخطة استراتيجية شاملة للنهوض بالتعليم العالي

هيثم خليل

رأى د. نبيل الجعبري رئيس مجلس امناء جامعة الخليل ان النجاح في مجال التعليم العالي الفلسطيني يقضي بتشكيل مجلس تعليم عالي يمثل جميع الفلسطينيين في الداخل والخارج وان يشرف على صياغة واقرار خطة استراتيجية للتعليم العالي في فلسطين موحدة وشاملة حتى نتمكن من اعداد اجيال متعلمة قادرة على المنافسة عالميا وليس محليا او عربيا فقط . وكان الجعبري الذي شخصّ واقع التعليم العالي الفلسطيني من خلال التركيز على نموذج وتجرية جامعة الخليل يتحدث في لقاء الاربعاء لنادي الصحافة المقدسي- نقابة الصحفيين في الصالون الثقافي التابع للمكتبة العليمة. واعطى الجعبري في البداية لمحة تاريخية موجزة عن تأسيس الجامعات الفلسطينية التي يناهز عددها اليوم 18 جامعة وكلية ومعهد تعليمي ، حيث كانت البداية في اواخر الستينات من خلال فكرة لدى القيادة في ان تكون هناك جامعة واحدة ولكن لم يتفق على اية مدينة تكون فيها هذه الجامعة . فكان ان اسست جامعة الخليل بكلية الشريعة عام 1971 وبدأت ب 34 طالبا باغلبية من فلسطينيي الداخل 48 التي منحت اول شهادة بكالوريوس 4 سنوات في فلسطين . يذكر في هذا السياق ان قيادات الحركة الاسلامية في الداخل ومن بين رموزها الشيخ رائد صلاح وكمال خطيب هم من خريجيها . واليوم يصل عدد طلابها 7500 طالب منهم 75-80% طالبات بينهن الف طالبة متزوجة . وانه لشيء يبعث على الفخر وانت تشاهد الطالبات الحوامل يأتين الى الجامعة لنهل العلم والمعرفة استيعاب الاجيال الصاعدة.. واوضح الجعبري ان بدايات التعليم العالي والجامعات كانت صعبة للغاية وكان الهدف الرئيسي ربما آنذاك هو استيعاب الشبان الصغار حتى لا يتوجهوا الى الخارج ويتعرضوا الى المعاناة والضياع .. فكان ان قفز عدد الطلاب في جامعة الخليل الى 1200 طالب وطالبة بعد سنوات قليلة بينهم نسبة كبيرة من بئر السبع وبلدة راهط . وقال ان هناك تطورا في الجامعات الفلسطينية ولكنه بطيء وصعب لان السلطة الفلسطينية لا تقدم دعما ماليا حقيقيا فمن بين ال 40 مليون دولار المخصصة للجامعات لم يصرف الا 2 -3 مليون دولارا فقط للعام الماضي ..! وقارن الجعبري بين التعليم بين الامس واليوم في جامعاتنا .. حيث ان معظم الجامعات كانت تسير على نظام التعليم السنوي ما عدا جامعة بيرزيت – نظام الساعات المعتمدة - نلاحظ ان الجامعات بحاجة ماسة اليوم الى قاعات ومساحات اكبر بسبب تزايد اعداد الطلبة وبحاجة الى عدد اكبر من الاساتذة والمحاضرين كما ان المصاريف المالية في ارتفاع مستمر .. ونحن حقيقة نخسر ونفقد من مستوى التعليم الذي نطمح اليه .. لاننا نريد ان ينافس خريجونا عالميا .. ولكن نتيجة الضغوط المختلفة حصل تسيب وتراجع ما .. والاساتذة اكثر تهاونا في اعطاء علامات النجاح وتسهيل فرص النجاح وهي مشكلة بحاجة الى بحث لايجاد الحلول المنطقية لها .. واكد اذا لم نستثمر اموال اكبر في التعليم الجامعي فان النتيجة تكون مزيدا من الخريجين فقط بدون وظائف ..! وجيش من الخريجين عاطل عن العمل بدون عمل .. القدرة الاستيعابية وارجع ارتفاع عدد الطالبات في جامعة الخليل الى البيئة المحافظة وان الفتاة يجب ان تبقى في المحيط الخاص بها .. واشار الى ان القدرة الاستيعابية للجامعة هي عمليا 750 طالبا وطالبة في العام الواحد الا اننا نضطر لاستقبال ضعف هذا العدد 1600 طالبا وطالبة ، ونلهث للحاق بهذا التدفق وتوسيع مساحات الجامعة ما امكننا ذلك . وتطرق الى فروقات اخرى بين جامعات الامس واليوم .. مثلا جامعة الخليل ، كانت نسبة طلابها من الخليل 35% اما اليوم فان 95% من الطلاب والطالبات من محافظة الخليل ..؟ فالجامعة اصبحت محلية تماما .. فكيف نتغلب على هذه المشكلة .. للاسف مفهوم التعليم العالي في فلسطين غير مفهوم .. ويمكن ملاحظة ذلك بعدم التقدير للجامعات ورؤسائها .. وهذه نظرة خطيرة .. فالتعليم العالي يجب ان ينظر له على انه علم وفكر وتطور مستمر نحو الافضل وليس مجرد شهادة للتوظيف فحسب..! والان غاب الاختلاط الفكري وتبادل الافكار بين طلاب فلسطين الذين كانوا يلتقون من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب .. واوضح هذه النقطة الفارقة بقوله ان اسرائيل لاحظت حتى عام 2000 ان الشعب الفلسطيني في مرحلة بناء لمجتمعه .. وتنبهت الى ان الجامعات والسجون بدرجة كبيرة في بناء الكيانية الفلسطينية ، فعملت على تغيير هذا الوضع .. فلجأت الى سياسة الفصل بين المدن الفلسطينية وجعل عملية التنقل فيما بينها صعبة ومضنية . وللاسف نجحت اسرائيل في تقسيم الشعب الفلسطيني .. الى درجة اننا نوقع اتفاقيات مع جامعات في العالم ولكن من الصعب تطبيق ذلك بين جامعاتنا الفلسطينية والعلاقة فيما بينها ليست كما نشتهي ونحب وما نسعى الى التباهي به .. فلا بد من اعادة جو التعاون والهدف المشترك في مواجهة سياسات الاحتلال .. وانتقد بعض الممارست في انتخابات مجلس الطلبة التي يبالغ في كونها تمثل الشارع الفلسطيني في حين ان دور الجامعات يجب ان يكون اولا واخيرا في نشر الفكر والمعرفة بين الفلسطينيين ... وبدلا من ذلك تعمل هذه التجاذبات الطلابية والانتخابية على ترسيخ الانقسام الفلسطيني .. والغريب انه رغم اعداد الطالبات الكبيرة في الجامعة الا ان دورها مهمش ولا يرقى الى حجم تواجدها العددي .. فحضور المرأة في الجامعة يجب ان يسبق حضورها في المجلس التشريعي او الوزارة .. للاسف نصف المجتمع ما زال يتلقى تعليمات من النصف الاخر ..!! يجب تغيير نمط التعليم الحالي بحيث يكون التعليم العالي في فلسطين في اطار مملكة واحدة.. يتمكن فيها الاستاذ المحاضر التنقل بين مختلف الجامعات الفلسطينية ويعطي علمه الى الجميع .. حتى نصل الى الدرجة العلمية الملائمة .. اين القطاع الخاص ..؟ وطالب الجعبري ردا على سؤال للمخبر الصحفي حسن دنديس بأن يكون للقطاع الخاص دور في عملية استيعاب الخريجين من خلال دعم شركات القطاع الخاص للجامعات والاستثمار فيها وان يكون الهدف قدرة الطلاب والخريجين على مبدأ التنافسية مشيرا الى القيود والمعيقات الاسرائيلية امام تنمية التعليم وتطويره من خلال ممارسات القمع اليومية بحق الطلبة ومنعهم من الوصول الى جامعاتهم في مرات كثيرة . اما المعيقات الذاتية الفلسطينية فهي تتمثل بوجوب تغيير الفكر السائد.. اذ ا ان كل همنا هو كيف نؤمن الرواتب الى جانب المشكلة الاهم وهي غياب الاستراتيجية التعليمية الواضحة . وقال في اطار ملاحظة محمد موسى سويلم حول تضخم عدد الجامعات الفلسطينية والعدد الكبير من الطلاب حوالي 60 الفا عدد طلاب جامعة القدس المفتوحة على سبيل المثال .. ان فكرة الجامعات تأتي في سياق خدمة الشعب الفلسطيني والمحافظة على الهوية الفلسطينية في نهاية المطاف بمكونيها الوطني والاسلامي.. وفي نهاية الامر لن يكون لدينا تعليم جامعي مثالي الا اذا تحررنا من قيود الاحتلال وممارساته .. وكل ما نفعله الان هو محاولة الترقيع حتى نبقى صامدين على الارض .. واذا تحررنا من ربقة الاحتلال .. فسأكون اول من يواجه التعليم العالي بصورته الحالية .. وابدى غضبه من استمرار الخلاف الفلسطيني- الفلسطيني الذي انهك الشعب وجعله لا مباليا .. وتساءل نبيل الجولاني في مداخلته عن التنسيق بين الجامعات والتكاملية بينها لتجسيد خطة تنموية حقيقية ترتبط بالداخل والخارج وتهدف رالى تنمية المجتمع بعيدا عن التدخل في الجامعات وثنيها عن لعب دورها الاساسي .. فاجاب الجعبري انه من المستحيل عزل الجامعات ، كاكبر تجمع فلسطيني عن الحراك السياسي والمجتمعي الا ان وجود مظلة قوية وفاعلة وهي مجلس التعليم العالي من شأنه ان يساهم في استثمار بشري وانساني للكفاءات في جامعاتنا من خلال ادوات البحث العلمي بمشاركة الجامعات ومؤسسات المجتمع المحلي والكفاءات في الداخل والخارج وبناء فلسفة تعليمية عليا قادرة على تهيئة اجيال متعلمة ترفد الساحة الفلسطينية بكل ما تحتاجه من كفاءات للبناء والتطور . التنمية والتعليم .. ودعا أ. د. رضوان بركات الى اهمية ربط التعليم بالتنمية الشاملة واداتها البحث العلمي وانه ربما هناك مصلحة في مزيد من الجامعات الخاصة لاستيعاب الاعداد المتزايدة من خريجي التوجيهي . ولفت جابي عبد الله الى دور المدارس ابتداء في هذه العملية الهرمية من حيث الاعداد الجيد لاختيار التخصصات المناسبة والمطلوبة للقطاع الخاص تحضيرا لبناء كفاءات على مستوى محلي وعالمي . ورأى الجعبري ان مستوى طلابنا هنا احسن من مستويات الجامعات المحيطة .. ولكن دون خطة متكاملة تبقى هناك مشكلة كبيرة .. وهنا يقع دور على كل مواطن فلسطيني في المطالبة بتحسين اداءنا في التعليم العالي حتى نكون قادرين على المنافسة عالميا لان راسمالنا كشعب فلسطيني هو التعليم .. وليس لدينا اية ثروات طبيعية اخرى .. فالعناية بالثروة البشرية يجب ان تكون مضاعفة وعلى اعلى المستويات .. كما يجب النظر الى نوعيات ومستويات الطلبة جميعا .. وقرر الجعبري في رده على الكاتبة مليحة مسلماني انه لدينا نقص في الاساتذة وان الكفاءة هي الشرط الرئيس للتوظيف بغض النظر عن الجنس او الانتماء السياسي ونبحث دائما عن عنصر الشباب اما العنصر النسائي فله الاولوية .. ولكن لا غنى عن الكفاءة والسيرة الذاتية والمقابلة المباشرة كآلية للتعيين . ويمكن القول اننا في جامعة الخليل وثّقنا كل حجر وكل آية قرانية في الحرم الابراهيمي الشريف الى درجة اننا فتحنا روضة اطفال بجانب الحرم لتصميد الناس قي بيوتهم ولانعاش الحياة الفلسطينية هناك . ولا نتردد في دعم ذلك بكل وسيلة ضمن الامكانيات المتوفرة . ولا بد من الاشارة ان جامعة الخليل تعرضت لهجمات واعتداءات المستوطنين واستشهد عدد من طلابها واصيب العشرات وحرقت مكتبتها ولكنها لم تستسلم و هي لا تهدأ عن مواصلة طريق الحياة ومشوار العلم والتعليم . فلسفة التعليم .. واقترحت د. اسراء ابو عياش التركيز في فلسفة مجلس التعليم العالي على استنهاض القطاع الخاص للاستثمار في الجامعات الفلسطينية وكذلك بالابتعاد عن مركزية القرار بتبني لامركزية في التعليم العالي تتيح انخراط كافة الفئات المعنية في بناء هذه الصروح العلمية الرائدة. ورد الجعبري بأن معادلة الوصل بين العمل والتعليم هي الحلقة المفقودة نحو الوصول الى ما نطمح اليه في هذا المجال . ولكن عائلية الشركات الخاصة تحد من هذا الانطلاق في التعاون . وطالب عماد منى بأن يكون التعليم للجميع وعدم تسييس الجامعات من خلال ان تكون مجالس الطلبة للامور المطلبية والخدماتية للطلبة . وانهى د. الجعبري بأن دور مجالس الطلبة كان ضروريا للحالة الاستثنائية وهي وجودنا تحت الاحتلال الا ان هناك تفكير لجعل الانتخابات مرة كل سنتين او ثلاث حتى لا نشتت الجهود او نضيعها بلا طائل . وعن كيفية تمويل الجامعة قال ان سياسة شد الاحزمة واللجوء الى الاخوة العرب يلعب الدور الابرز في سد النفقات واكمال المسيرة . اما بشأن معدلات التوجيهي .. فرأى انه ليس مع اعتبار التوجيهي المقياس الوحيد للتعليم الجامعي الا ان هذا مرتبط بتغيير المفاهيم السائدة والبحث عن مقاييس اخرى للتقييم والقبول .

رأى د. نبيل الجعبري  رئيس مجلس امناء جامعة الخليل ان النجاح في مجال التعليم العالي الفلسطيني يقضي بتشكيل مجلس تعليم عالي يمثل جميع الفلسطينيين في الداخل والخارج وان يشرف على صياغة واقرار خطة استراتيجية للتعليم العالي في فلسطين موحدة وشاملة حتى نتمكن من اعداد اجيال متعلمة قادرة على المنافسة عالميا وليس محليا  او عربيا فقط . وكان الجعبري الذي شخصّ واقع التعليم العالي الفلسطيني من خلال التركيز على نموذج وتجرية جامعة الخليل يتحدث في لقاء الاربعاء لنادي الصحافة المقدسي- نقابة الصحفيين في الصالون الثقافي التابع للمكتبة العليمة.
 
واعطى الجعبري في البداية لمحة تاريخية موجزة عن تأسيس الجامعات الفلسطينية التي يناهز عددها اليوم 18 جامعة وكلية ومعهد تعليمي ، حيث كانت البداية في اواخر الستينات من خلال فكرة لدى القيادة في ان تكون هناك جامعة واحدة ولكن لم يتفق على اية مدينة تكون فيها هذه الجامعة . فكان ان اسست جامعة الخليل بكلية الشريعة عام 1971 وبدأت ب 34 طالبا باغلبية من فلسطينيي  الداخل 48  التي منحت اول  شهادة بكالوريوس 4 سنوات في فلسطين  . يذكر في هذا السياق ان قيادات الحركة الاسلامية في الداخل ومن بين رموزها الشيخ رائد صلاح وكمال خطيب هم من خريجيها . واليوم يصل عدد طلابها 7500 طالب منهم 75-80% طالبات بينهن الف طالبة متزوجة . وانه لشيء يبعث على الفخر وانت تشاهد الطالبات الحوامل يأتين الى الجامعة لنهل العلم والمعرفة
استيعاب الاجيال الصاعدة..
واوضح الجعبري ان بدايات التعليم العالي والجامعات  كانت صعبة للغاية وكان الهدف الرئيسي ربما آنذاك هو استيعاب الشبان الصغار حتى لا  يتوجهوا الى الخارج ويتعرضوا الى المعاناة والضياع .. فكان ان قفز عدد الطلاب في جامعة الخليل الى 1200 طالب وطالبة  بعد سنوات قليلة بينهم نسبة كبيرة من بئر السبع وبلدة راهط .  وقال ان هناك تطورا  في الجامعات الفلسطينية ولكنه بطيء وصعب لان   السلطة الفلسطينية لا تقدم دعما  ماليا حقيقيا  فمن بين ال 40 مليون دولار المخصصة للجامعات لم يصرف الا  2 -3  مليون دولارا  فقط للعام الماضي  ..! 
وقارن الجعبري بين التعليم  بين الامس واليوم في جامعاتنا .. حيث ان معظم الجامعات كانت  تسير على نظام التعليم السنوي  ما عدا جامعة  بيرزيت – نظام  الساعات المعتمدة -  نلاحظ  ان الجامعات بحاجة ماسة اليوم الى قاعات ومساحات اكبر بسبب تزايد اعداد الطلبة وبحاجة الى عدد  اكبر من الاساتذة  والمحاضرين  كما ان المصاريف المالية في ارتفاع مستمر .. ونحن حقيقة نخسر ونفقد من مستوى التعليم الذي نطمح اليه .. لاننا  نريد ان ينافس خريجونا عالميا .. ولكن نتيجة الضغوط المختلفة حصل تسيب  وتراجع ما .. والاساتذة اكثر تهاونا في اعطاء علامات النجاح وتسهيل فرص النجاح وهي مشكلة بحاجة الى بحث لايجاد الحلول المنطقية لها .. واكد اذا لم نستثمر اموال اكبر في التعليم الجامعي فان النتيجة تكون مزيدا  من الخريجين فقط  بدون وظائف ..! وجيش من الخريجين عاطل عن العمل بدون عمل .. 
القدرة الاستيعابية
وارجع ارتفاع عدد الطالبات في جامعة الخليل الى البيئة المحافظة وان الفتاة يجب ان تبقى في المحيط الخاص بها .. واشار الى ان القدرة الاستيعابية للجامعة هي عمليا 750 طالبا وطالبة في العام الواحد الا اننا نضطر لاستقبال  ضعف هذا العدد 1600 طالبا وطالبة  ، ونلهث للحاق بهذا التدفق وتوسيع مساحات الجامعة ما امكننا ذلك . وتطرق الى فروقات اخرى  بين  جامعات  الامس واليوم .. مثلا جامعة الخليل ، كانت نسبة طلابها من الخليل 35% اما اليوم فان 95% من الطلاب والطالبات من محافظة الخليل ..؟  فالجامعة اصبحت محلية تماما .. فكيف نتغلب على هذه المشكلة .. للاسف مفهوم التعليم العالي في فلسطين غير مفهوم .. ويمكن ملاحظة ذلك بعدم التقدير للجامعات ورؤسائها  .. وهذه  نظرة خطيرة .. فالتعليم العالي يجب ان ينظر له  على انه علم وفكر وتطور مستمر نحو الافضل وليس مجرد شهادة للتوظيف فحسب..!  والان غاب الاختلاط  الفكري  وتبادل الافكار بين طلاب فلسطين  الذين كانوا يلتقون من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ..
واوضح هذه النقطة الفارقة  بقوله ان اسرائيل لاحظت  حتى عام 2000 ان الشعب الفلسطيني في مرحلة بناء لمجتمعه .. وتنبهت الى ان الجامعات والسجون بدرجة كبيرة في بناء الكيانية الفلسطينية ، فعملت على تغيير هذا الوضع .. فلجأت الى سياسة الفصل بين المدن الفلسطينية  وجعل عملية التنقل فيما بينها صعبة ومضنية . وللاسف نجحت اسرائيل في تقسيم الشعب الفلسطيني .. الى درجة اننا  نوقع اتفاقيات مع جامعات في العالم ولكن من الصعب تطبيق ذلك بين جامعاتنا الفلسطينية والعلاقة فيما بينها ليست كما نشتهي ونحب  وما نسعى الى التباهي به .. فلا بد من اعادة جو التعاون  والهدف المشترك في مواجهة سياسات الاحتلال .. وانتقد بعض الممارست في انتخابات مجلس الطلبة  التي يبالغ في كونها تمثل الشارع الفلسطيني في حين ان دور الجامعات يجب ان يكون اولا واخيرا في نشر الفكر والمعرفة بين الفلسطينيين   ... وبدلا من ذلك تعمل هذه التجاذبات الطلابية والانتخابية على ترسيخ الانقسام الفلسطيني .. والغريب انه رغم اعداد الطالبات الكبيرة  في الجامعة الا ان دورها مهمش ولا يرقى الى حجم تواجدها العددي .. فحضور المرأة  في الجامعة يجب ان يسبق حضورها في المجلس  التشريعي او الوزارة .. للاسف نصف المجتمع ما زال يتلقى تعليمات من النصف الاخر ..!!  يجب تغيير نمط التعليم الحالي  بحيث يكون التعليم العالي في فلسطين في اطار مملكة واحدة.. يتمكن فيها الاستاذ المحاضر التنقل بين  مختلف الجامعات الفلسطينية ويعطي علمه الى الجميع .. حتى نصل الى الدرجة العلمية الملائمة .. 
 
اين القطاع الخاص ..؟
وطالب الجعبري ردا على سؤال  للمخبر الصحفي حسن دنديس بأن يكون للقطاع الخاص دور في عملية استيعاب الخريجين من خلال دعم شركات القطاع الخاص للجامعات والاستثمار فيها  وان يكون الهدف قدرة الطلاب والخريجين على مبدأ  التنافسية مشيرا الى القيود والمعيقات الاسرائيلية امام تنمية التعليم وتطويره من خلال ممارسات القمع اليومية  بحق الطلبة ومنعهم  من الوصول  الى جامعاتهم في مرات كثيرة . اما المعيقات الذاتية الفلسطينية  فهي تتمثل بوجوب تغيير الفكر السائد.. اذ ا ان كل همنا هو كيف نؤمن الرواتب الى جانب المشكلة الاهم  وهي غياب الاستراتيجية التعليمية الواضحة . 
وقال في اطار ملاحظة محمد موسى سويلم حول تضخم عدد الجامعات الفلسطينية  والعدد الكبير من الطلاب حوالي 60 الفا عدد طلاب جامعة القدس المفتوحة على سبيل المثال  .. ان فكرة الجامعات تأتي في سياق خدمة الشعب الفلسطيني والمحافظة على الهوية الفلسطينية في نهاية المطاف بمكونيها الوطني والاسلامي.. وفي نهاية الامر لن يكون لدينا تعليم جامعي مثالي الا اذا تحررنا من قيود الاحتلال وممارساته .. وكل ما نفعله الان هو محاولة الترقيع حتى نبقى صامدين على الارض .. واذا تحررنا من ربقة الاحتلال .. فسأكون اول من يواجه التعليم العالي بصورته الحالية .. وابدى غضبه من استمرار الخلاف الفلسطيني- الفلسطيني الذي انهك الشعب وجعله لا مباليا .. وتساءل نبيل الجولاني في مداخلته عن التنسيق بين الجامعات والتكاملية بينها لتجسيد خطة تنموية حقيقية ترتبط  بالداخل والخارج وتهدف رالى تنمية المجتمع بعيدا عن التدخل في الجامعات وثنيها عن لعب دورها  الاساسي .. فاجاب الجعبري انه من المستحيل عزل الجامعات ، كاكبر تجمع فلسطيني عن الحراك السياسي والمجتمعي الا  ان وجود مظلة قوية وفاعلة  وهي مجلس التعليم العالي من شأنه ان يساهم في استثمار بشري وانساني للكفاءات  في جامعاتنا من خلال ادوات البحث العلمي بمشاركة الجامعات ومؤسسات المجتمع المحلي والكفاءات في الداخل والخارج وبناء فلسفة تعليمية عليا قادرة على تهيئة اجيال متعلمة  ترفد الساحة الفلسطينية بكل ما تحتاجه من كفاءات للبناء والتطور .
 
التنمية والتعليم ..
 ودعا أ. د. رضوان  بركات  الى اهمية ربط التعليم بالتنمية  الشاملة واداتها البحث العلمي وانه ربما هناك مصلحة في مزيد من الجامعات الخاصة لاستيعاب الاعداد المتزايدة من خريجي التوجيهي . ولفت  جابي عبد الله الى دور المدارس ابتداء في هذه العملية الهرمية من حيث الاعداد الجيد لاختيار التخصصات المناسبة والمطلوبة للقطاع  الخاص تحضيرا  لبناء كفاءات على مستوى محلي وعالمي . ورأى الجعبري ان مستوى طلابنا هنا احسن من مستويات الجامعات المحيطة .. ولكن دون خطة متكاملة تبقى هناك مشكلة كبيرة .. وهنا يقع دور على كل مواطن فلسطيني في المطالبة بتحسين اداءنا  في التعليم العالي  حتى نكون قادرين على المنافسة عالميا  لان راسمالنا كشعب فلسطيني هو التعليم .. وليس لدينا  اية ثروات طبيعية اخرى .. فالعناية بالثروة البشرية  يجب ان تكون مضاعفة وعلى اعلى  المستويات .. كما يجب النظر الى نوعيات ومستويات الطلبة جميعا .. 
وقرر الجعبري في رده على الكاتبة مليحة مسلماني انه لدينا نقص في الاساتذة وان الكفاءة هي الشرط الرئيس للتوظيف بغض النظر عن الجنس او الانتماء السياسي ونبحث دائما عن عنصر الشباب اما العنصر النسائي فله الاولوية .. ولكن لا غنى عن الكفاءة  والسيرة الذاتية  والمقابلة المباشرة كآلية للتعيين . ويمكن القول اننا في جامعة الخليل  وثّقنا كل حجر وكل آية قرانية في الحرم الابراهيمي الشريف الى درجة اننا فتحنا روضة اطفال بجانب الحرم لتصميد الناس قي بيوتهم ولانعاش الحياة الفلسطينية هناك . ولا نتردد في دعم ذلك بكل وسيلة ضمن الامكانيات المتوفرة . ولا بد من الاشارة ان جامعة الخليل تعرضت لهجمات واعتداءات  المستوطنين واستشهد عدد  من طلابها واصيب العشرات  وحرقت  مكتبتها ولكنها لم تستسلم و هي لا تهدأ عن مواصلة طريق الحياة ومشوار العلم والتعليم . 
فلسفة التعليم ..
 
واقترحت د. اسراء ابو عياش التركيز في فلسفة  مجلس التعليم العالي على استنهاض القطاع الخاص للاستثمار في الجامعات الفلسطينية وكذلك  بالابتعاد عن مركزية القرار بتبني لامركزية في التعليم العالي تتيح انخراط كافة الفئات المعنية في بناء هذه الصروح العلمية الرائدة. ورد الجعبري بأن معادلة الوصل بين العمل والتعليم هي الحلقة المفقودة نحو الوصول الى ما نطمح اليه في هذا المجال . ولكن عائلية الشركات الخاصة تحد من هذا الانطلاق في التعاون . وطالب عماد منى بأن يكون التعليم للجميع وعدم تسييس الجامعات من خلال ان تكون مجالس الطلبة للامور المطلبية  والخدماتية للطلبة . وانهى د. الجعبري بأن دور مجالس الطلبة كان ضروريا للحالة الاستثنائية وهي وجودنا تحت الاحتلال الا ان هناك تفكير لجعل الانتخابات مرة كل سنتين او ثلاث حتى لا نشتت الجهود او نضيعها بلا  طائل . وعن كيفية تمويل الجامعة قال ان سياسة شد الاحزمة واللجوء الى الاخوة العرب يلعب الدور الابرز في سد النفقات واكمال المسيرة . اما بشأن معدلات التوجيهي .. فرأى انه ليس مع اعتبار التوجيهي المقياس الوحيد للتعليم الجامعي الا ان هذا مرتبط بتغيير المفاهيم السائدة  والبحث عن مقاييس اخرى للتقييم والقبول .  

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.