محليات

جولة إلى القرى المهّجرة في قضاء حيفا

شارك العشرات من رفاق الحزب الشيوعي والجبهة والشبيبة الشيوعية العرب واليهود في حيفا في جولة إلى القرى المهجّرة في محيط منطقة حيفا، يوم السبت، تضمّنت قرى تل قامون والشيخ بريك وطيرة أم العلق وجبع وغيرها، بإرشاد الأستاذ فوزي ناصر. وقدّم الأستاذ ناصر شرحًا عن تاريخ هذه القرى والمنطقة عمومًا، وكيفية تهجيرها في فترة الانتداب، سواء أكان ذلك بالقوة العسكرية والتطهير العرقي وارتكاب المجازر إبان نكبة العام 1948، أو قبل ذلك عبر بيع أراضٍ من قِبل الإقطاعيين العرب (ومنهم عائلة سرسق وسليم الخوري ومصطفى الخليل) للحركة الصهيونية بدءًا من عشرينيات القرن العشرين، والتضييق الاقتصادي والأمني على الفلاحين، أصحاب الأراضي الفعليين. • بلاد عامرة على مرّ العصور وتطرّق ناصر في شرحه إلى فترات ومراحل تاريخية سابقة كالكنعانية واليهودية والإغريقية والرومانية والبيزنطية والإسلامية والصليبية والعثمانية والمملوكية، والتطوّر الحضاري للبلاد والتوطّن في المروج واستخدام الكسور الجيولوجية كطرق وخطوط التجارة، والحروب التي اندلعت وجوهرها اقتصادي لأهمية بلاد ما بين النهرين (الفرات في العراق والنيل في مصر). ورغم تبدّل الحكام في البلاد فلا توجد فترة خلت فيها البلاد من السكان على مدار التاريخ كلـّه، مع تغيّر قومياتهم وأديانهم، والعديد من المسمّيات والأساطير متشابهة ومتشابكة في أكثر من لغة وثقافة. وحتى في فترات الحروب أو الأزمات الاقتصادية كانت الناس تنتقل من منطقة إلى منطقة طلبًا للعيش الكريم. ويستدلّ من قصص المكان على صراع أهل البلاد الأصليين من سكان القرى والمدن مع السلطة الحاكمة، والظالمة في معظم الأحيان. ومنها قصة "الشيخ بريك" الذي تعرّض لظلم جباة السلطان الذين كسروا إبريق الوضوء خاصته، لأنّهم كلـّما جاءوا لتحصيل الضريبة وجدوه يصلّي فكسروا الإبريق، وحيث تكسّر الإبريق نبعت المياه، ومن هنا جاءت تسمية "الشيخ بريق" أو "الشيخ بريك". ولم يكن الظلم معنويًا فقط بل ماديًا بالأساس بفرض الضرائب على الأراضي وتجنيد الشباب للحروب وفقدان قوة عملهم في الزراعة. وقال الدكتور أنور جمّال، عضو قيادة الحزب في حيفا، إنّ الهدف من هذه الجولات لا يقتصر على المعرفة والتعلـّم فقط، على أهميتهما، بل التأكيد والتشديد على قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، كجزء من برنامج السلام العادل الذي يطرحه الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية، وأي حل لا يضمن حقوق اللاجئين لن يصمد في وجه الواقع وفي وجه أبناء وأحفاد اللاجئين والمهجّرين في الوطن والشتات. وأكد جمّال أنّ فرع الحزب سينظّم جولات إضافية يعلـَن عنها لاحقًا. • زيارة ضريح طوبي واختتمت الجولة بزيارة ضريح القائد الشيوعي الكبير توفيق طوبي (1922-2011) عند مشارف حيفا الجنوبية، والذي تصادف هذه الأيام ذكرى رحيله الثانية. وقدّم سكرتير منطقة حيفا للحزب الشيوعي رجا زعاترة شرحًا مقتضبًا عن سيرته النضالية والمحطات الأساسية في مسيرة الجماهير العربية من النكبة إلى مجزرة كفر قاسم والحكم العسكري إلى مرحلة يوم الأرض وما بعدها. وقال: هناك اليوم نظريات تتحدّث عن "الجيل المنتصب"، والحقيقة هي أنّ طوبي، في زمن الهزيمة والانكسار، كان رمزًا للإنسان الفلسطيني المنتصب الشجاع، المناضل من أجل حقوق شعبه وحقوق العاملين وأخوّة الشعوب. وأكد زعاترة أنّ رصيد حزبنا بين الناس هو نتاج نضالات الشيوعيين وتضحياتهم الجسام في أصعب المراحل، وتمسّكهم بالخط الأممي المبدئي المكافح، ونحن باقون على عهد طوبي وزيّاد وفلنر وتوما والرفاق أجمعين.

• البلاد لم تخل من السكان منذ آلاف السنين رغم الحروب وكثيرًا ما عانوا جور الحكّام الظالمين
• د. أنور جمّال: الهدف ليس التعلـّم فقط وإنما التأكيد على حق العودة كجزء من أي حل عادل
• زيارة ضريح القائد الشيوعي توفيق طوبي: رمز للفلسطيني المنتصب في زمن الهزيمة والانكسار


شارك العشرات من رفاق الحزب الشيوعي والجبهة والشبيبة الشيوعية العرب واليهود في حيفا في جولة إلى القرى المهجّرة في محيط منطقة حيفا، يوم السبت، تضمّنت قرى تل قامون والشيخ بريك وطيرة أم العلق وجبع وغيرها، بإرشاد الأستاذ فوزي ناصر.

وقدّم الأستاذ ناصر شرحًا عن تاريخ هذه القرى والمنطقة عمومًا، وكيفية تهجيرها في فترة الانتداب، سواء أكان ذلك بالقوة العسكرية والتطهير العرقي وارتكاب المجازر إبان نكبة العام 1948، أو قبل ذلك عبر بيع أراضٍ من قِبل الإقطاعيين العرب (ومنهم عائلة سرسق وسليم الخوري ومصطفى الخليل) للحركة الصهيونية بدءًا من عشرينيات القرن العشرين، والتضييق الاقتصادي والأمني على الفلاحين، أصحاب الأراضي الفعليين.

• بلاد عامرة على مرّ العصور

وتطرّق ناصر في شرحه إلى فترات ومراحل تاريخية سابقة كالكنعانية واليهودية والإغريقية والرومانية والبيزنطية والإسلامية والصليبية والعثمانية والمملوكية، والتطوّر الحضاري للبلاد والتوطّن في المروج واستخدام الكسور الجيولوجية كطرق وخطوط التجارة، والحروب التي اندلعت وجوهرها اقتصادي لأهمية بلاد ما بين النهرين (الفرات في العراق والنيل في مصر). ورغم تبدّل الحكام في البلاد فلا توجد فترة خلت فيها البلاد من السكان على مدار التاريخ كلـّه، مع تغيّر قومياتهم وأديانهم، والعديد من المسمّيات والأساطير متشابهة ومتشابكة في أكثر من لغة وثقافة. وحتى في فترات الحروب أو الأزمات الاقتصادية كانت الناس تنتقل من منطقة إلى منطقة طلبًا للعيش الكريم.

ويستدلّ من قصص المكان على صراع أهل البلاد الأصليين من سكان القرى والمدن مع السلطة الحاكمة، والظالمة في معظم الأحيان. ومنها قصة "الشيخ بريك" الذي تعرّض لظلم جباة السلطان الذين كسروا إبريق الوضوء خاصته، لأنّهم كلـّما جاءوا لتحصيل الضريبة وجدوه يصلّي فكسروا الإبريق، وحيث تكسّر الإبريق نبعت المياه، ومن هنا جاءت تسمية "الشيخ بريق" أو "الشيخ بريك". ولم يكن الظلم معنويًا فقط بل ماديًا بالأساس بفرض الضرائب على الأراضي وتجنيد الشباب للحروب وفقدان قوة عملهم في الزراعة.

وقال الدكتور أنور جمّال، عضو قيادة الحزب في حيفا، إنّ الهدف من هذه الجولات لا يقتصر على المعرفة والتعلـّم فقط، على أهميتهما، بل التأكيد والتشديد على قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، كجزء من برنامج السلام العادل الذي يطرحه الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية، وأي حل لا يضمن حقوق اللاجئين لن يصمد في وجه الواقع وفي وجه أبناء وأحفاد اللاجئين والمهجّرين في الوطن والشتات. وأكد جمّال أنّ فرع الحزب سينظّم جولات إضافية يعلـَن عنها لاحقًا.

• زيارة ضريح طوبي

واختتمت الجولة بزيارة ضريح القائد الشيوعي الكبير توفيق طوبي (1922-2011) عند مشارف حيفا الجنوبية، والذي تصادف هذه الأيام ذكرى رحيله الثانية. وقدّم سكرتير منطقة حيفا للحزب الشيوعي رجا زعاترة شرحًا مقتضبًا عن سيرته النضالية والمحطات الأساسية في مسيرة الجماهير العربية من النكبة إلى مجزرة كفر قاسم والحكم العسكري إلى مرحلة يوم الأرض وما بعدها. وقال: هناك اليوم نظريات تتحدّث عن "الجيل المنتصب"، والحقيقة هي أنّ طوبي، في زمن الهزيمة والانكسار، كان رمزًا للإنسان الفلسطيني المنتصب الشجاع، المناضل من أجل حقوق شعبه وحقوق العاملين وأخوّة الشعوب. وأكد زعاترة أنّ رصيد حزبنا بين الناس هو نتاج نضالات الشيوعيين وتضحياتهم الجسام في أصعب المراحل، وتمسّكهم بالخط الأممي المبدئي المكافح، ونحن باقون على عهد طوبي وزيّاد وفلنر وتوما والرفاق أجمعين.



















يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.