رأي

درس حقيقي في الحياة

قبل أن يكون متأخّرًا أكثر من اللزوم - ترجمة ب. حسيب شحادة


جامعة هلسنكي

هذه قصّة حقيقية عن والدتي. في كثير من الأحيان، نحن نسمع ونتحدّث عن الحياة والموت، ولكن في أغلب المرّات نقوم بذلك بدون أن ندرك حقًّا كُنه ذلك حتّى يحدُث ذلك لنا. حالة من هذا القبيل حصلت العام الماضي، عندما كانت أمّي حيّة تُرزق، وقدِ ٱجتازت الخمسة والثمانين عاما. عندها كانت تعتمد كليًّا على الآخرين لتلبية حاجات الحياة اليومية. كنت دائمًا أُداعبها وأقول لها إنّي أريد أن تعيش مائة وعشرين سنة لترى أحفادها وحفيداتِها يلتحقون بالكليّة ويتزوّجون. اعتادت على هزّ رأسها والابتسام، وهذا بالضبط ما أردتُ أن تفعل. بالرغم من أنّنا تحدّثنا معظم الوقت عن ذلك، إلا أنّني لم أُجرّب ما معنى أن يغادرك شخص تُحبّه حبًّا جمًّا، ويرحل عن هذا العالم. ذلك اليوم المنذر بالسوء كان الخامس والعشرين من شهر تمّوز، حينما اتّصلت بي زوجتي وأنا في العمل، وهي تبكي قائلة إنّ أمّها (هكذا كانت دومًا تنادي أمّي)، تلفُظ أنفاسها الأخيرة.


تركت العمل وقُدت سيّارتي كأنّي أقود طائرة. عند وصولي البيت، كانت أمّي في رَمَقها الأخير. سألتها ”يا عزيزتي، اتّفقنا بأنّك ستعيشين مائة وعشرين سنة“، وكانت عيناي تذرِف الدموع وصوتي قد اخشوشن. ابتسمت وقالت ”هذا هو، لا أقوى على شيء، هذه هي النهاية يا عزيزي“ ثم رحلت عن هذه الدنيا. بكيت من أعماق قلبي مدّة طويلة، وما زلت أنتحب كلّما ذُكر اسمها أو كلّما تذكّرتها، وهذا يحدث يوميًّا تقريبا. من فضلكم أيّها المحظوظون بوجود الجدّة والجدّ بين ظهرانيكم، تمتّعوا بمجالستهم، وأحبّوهم طالما تتمّكنون من ذلك قبل أن يُصبح الأمر متأخّرا ويتعذّر الأمر.


مغزى القصّة

عَبِّر عن حبّك لوالديك قبل أن يفوتَك القطار. قد يحِلّ الموت في أيّة لحظة، ولا تنتظرِ الوقت المناسب، الوقت المناسب هو الآن! إقضِ قدرًا ضئيلًا من الوقت معهما وهم أحياء، بدلًا من الذهاب إلى قبريهما بقلب مفعَم بالأسف والندم. لسوء الحظ، إذا كانا قد فارقا الحياة فصلِّ لهما بإخلاص وصدق.


اقتباس

من الأفضل إعطاء والديك القليل الآن، من إعطائهما العالَم كلّه بعد رحيلهما.


القيام بعمل ما

قُم على الأقلّ بشيء واحد يوميًّا، يجعل الابتسامة تعلو وجهي والديك. عبّر عن حبّك لهما قبل فوات الأوان.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.