فن وترفيه

وليم شكسبير ومسيرته الفنية في عالم المسرح

وليم شكسبير هو شاعر وكاتب وممثل مسرحي بريطاني، له أعمال بارزة في الأدب الإنجليزي والأدب العالمي. أعماله متعددة، وتتكون من 38 مسرحية و158 سنيته وقصتان شعريتين وبعض القصائد الشعرية أيضا، كما تُرجمت معظم أعماله وكتاباته الى جميع اللغات الحية وتم تأديتها على معظم مسارح العالم.


حياة وليم شكسبير: 

وُلد وليم شكسبير وترعرع في مدينة (ستراتفورد أبون آفون)، في وركشير بإنجلترا. بدأ حياته المهنية ككاتب وممثل مسرحي وشريك في فريق "رجال اللورد شامبرلين" للتمثيل. ثم اعتزل الى ستراتفورد عام 1613، ليتوفى بعدها بثلاثة أعوام؛ أي عن عمر يناهز 52 عاما. ترك شكسبير بعد وفاته القليل من المدونات الخاصة عن حياته، والتي أثارت الجدل عن مظهره، وميوله الفكرية والجنسية، ومعتقداته الدينية أيضا. تزوج وليم من آن هاثاواي وهو في الثمانية عشر من عمره، وكانت هي في الخامسة والعشرين، ثم أنجبت له ابنتهما (سوزانا) ثم أنجبت بعدها توئمين (هامنت) و(جوديث). ويقال أن شكسبير ترك زوجته وأولاده لأسباب غير معلومة.

سيرة وليم شكسبير الفنية:

مع بداية عام 1952كان شكسبير كاتب وممثل في العاصمة، ويقال أن المسرح استقبله كخادم وفي مكانة وضيعة ولكن طموح شكسبير ونار الموهبة التي كانت تشتعل داخله دفعته الى البداية بأدوار صغيرة، ثم مثل بعدها دور "آدم الشفوق" في رواية "على هواك" ودور الشبح في "هاملت" ثم صعد بعدها الى مرتبة أعلى حينما تصدر اسمه قائمة الممثلين في رواية جونسون (everyman in his humor). بدأ وليم في اكتساب ثروته لكونه ممثلا في فريق "شامبرلين" وليس لكونه كاتب مسرحي، ولكنه استمر في كتابة الروايات حتى بلغ عددها ستًا وثلاثين أو ثماني وثلاثين رواية. صعد وليم شكسبير السلم الفني بالعمل الشاق والجهد المضنى ولكن صعوده كان سريعا، وأوحت له رواية مارلو (ادوارد الثاني) أن يلتمس في التاريخ الإنجليزي أفكارا لمشاريع مسرحية وتميزت أفكار شكسبير بأنها تخاطب الذوق الشعبي وكانت تبرز على أعماله المآسي التاريخية ومشاهد العنف الدرامية التي تجسد معاناة الشعب الإنجليزي. كمان كان يهوى شكسبير المشاهد الهزلية التي تتخلل المسرحيات الدرامية لتخفف من حدة واقعها المؤلم؛ فضلا عن ذلك شاعريته في تصميم المواقف العاطفية والتاريخية؛ الأمر الذي جعل من المسرح البريطاني فنًا عالميًا رفيع.

أهم أعمال شكسبير:

يمكن تقسيم أعمال وليم شكسبير إلى ثلاثة أجزاء رئيسية، هي: المأساة، الملهاة و المسرحيات التاريخية كما كتب وليم أيضًا عدد من المسرحيات التي يصعب إدراجها تحت هذه الفئة وأطلق النقاد على مسرحيات شكسبير صفة (المسرحية الرومانسية) أو (التراجيكوميدية) نظرًا لأن عبقرية أعماله جمعت بين الطابع المأساوي والكوميدي معا. وقام المؤرخون بتقسيم نتاج وليم شكسبير وتطوره الأدبي الى أربعة مراحل، وبالرغم أن تاريخها غير معلوم بشكل مؤكد ولكن يمكننا القول بأن مراحل تطور شكسبير الأدبية يمكن تقسيمها على النحو التالي: تمتد المرحلة الأولى من بداياته وحتى العام 1594، أما المرحلة الثانية تمتد من 1594 الى1600، والثالثة من 1600 الى 1608، والأخيرة من 1608 وحتى العام 1612. وهذه التقسيمات تقريبية فقط, وضعها مؤرخو المسرح ونقاده لمتابعة تطور حياته الأدبية ضمن إطار واضح. تقع المرحلتان الأولى والثانية ضمن مرحلة المسرح الإليزابيثي Elizabethan Theatre نسبة إلى الملكة إليزابيث الأولى، أما المرحلتان الثالثة والرابعة فتقعان ضمن مرحلة المسرح اليعقوبي نسبة إلى جيمس "يعقوب" الأول ملك إنجلترا الذي تولى العرش في 1603 وتوفي عام1625.


لم تكن المرحلة الأدبية الأولى لشكسبير مرحلة نضج فني كافي، فقد كان شكسبير آنذاك كاتب مبتدأ يقارن بالكتاب من معاصريه، مثل "جون ليلي" و"توماس كيد". كانت كتابات شكسبير في هذا الوقت تتسم بالسطحية وقلة الإتقان وكانت تركيباته الشعرية متكلفة وخطابية. كتب شكسبير في هذه الفترة مسرحيات تاريخية بسبب الاهتمام الكبير بتاريخ انجلترا في تلك الحقبة الزمنية ومن أهم مسرحياته آنذاك ثلاثيته (الملك هنري السادس) و(ريتشارد الثالث) والتي صور فيها شكسبير النتائج السلبية في ظل حكم ملوك ضعفاء. قم شكسبير في مسرحياته بتصوير مشاهد الانتقام على خشبة المسرح مما جعل نصوصه وتعبيراته أقل نضجًا، ومزج شكسبير في شخصية أبطال مسرحياته بين التاريخ والحس الوطني مع الدراما وحس الفكاهة. من أهم أعمال وليم شكسبير في هذه الفترة هي مسرحية (كوميديا الأخطاء) وهي مسرحية هزلية تتبع أسلوب الملهاة الرومانية التقليدية من حيث الالتباس في هوية الشخصيات والتشابه بينها. أما المرحلة الثانية في حياة شكسبير شهدت أهم مسرحياته التاريخية، مثل مسرحية (الملك ريتشارد الثاني) ومسرحية (الملك هنري الرابع) كما شهدت هذه الفترة أهم مسرحياته الكوميدية المتميزة مثل ملهاة (حلم ليلة منتصف الليلة) و(الليلة الثانية عشر) و(جعجعة بلا طحن)، إضافة الى ذلك مسرحية (روميو وجوليت) و(يوليوس قيصر) و(تاجر البندقية). شهدت هذه المرحلة تطورًا ملحوظًا في أداء وليم شكسبير من حيث التميز والخصوصية.


المرحلة الثالثة في تطور وليم شكسبير: تميزت هذه المرحلة بأفضل ما قدم وكتب شكسبير، ولذلك أطلق عليها النقاد مرحلة النضج الأدبي، إذ أنه كتب أعظم نصوصه التراجيدية وتلك التي تقترب من الكوميديا السوداء. وتُظِهر مآسي هذه المرحلة عمق الرؤية عند شكسبير وبراعة الحبكة الدرامية، وصل شكسبير في هذه الفترة إلى حد الإتقان حيث أنه وظف أدواته الشعرية لتتناسب مع النص والعرض المسرحي وتميز في الدمج بين العواطف البشرية والفكر الإنساني مع الشعر والمواقف المؤثرة. من أهم كتابات وليم شكسبير في هذه الفترة هي مأساة (هاملت) والتي صورت الوضع الانساني في أقوى وأضعف اللحظات، كما قدم أيضا أهم أعماله في هذه الفترة مثل مسرحية (ماكبث) و (عطيل).


المرحلة الرابعة والأخيرة في حياة وليم شكسبير الأدبية غلب عليها الطابع الرومانسي والعاطفي والسحر والخيال واهتم بالشعر الغنائي أكثر من أي وقتِ مضى، لذلك اختلفت مسرحياته في تلك الفترة عن سابقتها، وتعتبر (العاصفة(أفضل ما قدم شكسبير في هذه المرحلة قدم من خلالها مفهومه للحياة الذي يجمع بين القوة والحكمة وتضمنت أيضا بعض أفضل شعره.

وفاة وليم:

انتهت حياة شكسبير على نحو هادئ بين أصدقائه وعاش أيامه الأخيرة في مسقط رأسه "ستراتفورد"، مات شكسبير بعد أن عانى من حُمّى تيفية، وقرع جرس موته في كنيسة «ستراتفورد» في 23 نيسان، في اليوم الذي ولد فيه قبل /53/ سنة.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.