فارقت بهجة الاحتفال في عيد الام، الذي يصادف اليوم الواحد والعشرون من اذار الحالي، على النساء في مدينة قلنسوة وتحديدا الامهات ذوات المنازل المهددة بالهدم، وتركت تلك الاجواء آثارها على النساء وعائلاتهن، وأغرقتهن في دوامة جديدة من التوتر الترقب القلق والمخاوف وبهجة الحياة، لا يمكن التغاضي عنها بسهولة، الا ان هذه المناسبة كانت لهن فرصة للتذكير بالظلم المسلط على العائلات العربية ،من شبح الهدم وخاصة بعد تنفيذ هدم 11 منزلا قبل نحو شهرين، وتبعتها عشرات اوامر الهدم الفوري، بادعاء عدم وجود رخص قانونية في المنازل، فالنساء هن الضحية الأولى لتلك السياسة وانعكاساتها على حالتهن النفسية الاجتماعية الاقتصادية ، والعيش في ظروف قاهرة ومعاناة شديده .
نساء وضعن كل جهودهن في الحصول على مأوى للعيش بكرامة والحفاظ على الكيان على صغارها زوجها وأسرتها، وفي الحقيقة شكلت قوة نضالية بالكفاح في صمت ، وحاولت بشتى الطرق الحصول على رخص قانونية الا ان السياسة النهج في التضييق والخناق والتعامل بتمييز على العائلات العربية في قضايا التخطيط والبناء وغيرها حال دون منحهم الطابع القانوني، وفي ظل خرائط هيكلية عالقة في الوقت الذي تزداد الكثافة السكانية، اضطروا للبناء للتوسع على ارضهم بملكيتهم الخاصة.
كيف انعكست هذه الاجواء المقلقة من الترقب لأليات السلطات وجرافات الهدم على النساء وتحديدا النساء التي تسكن منازلا مهددة بالهدم الفوري وانتهى موعد التجميد مع عيد الام ، وتروي الام دالية عوده بمرارة في هذا اليوم، والام سماح متاني عن المعاناة الشديدة " لا يُردنَ معايدات بل يردن أمن وامان تحت سقف يأوي عائلاتهن.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.