كعادته.. انتظر نتنياهو الى أن يقول المتطرفون كلمتهم وانتظر حتى 5 دقائق قبل نشرة الأخبار المركزية ليتكرم بستاتوس على الفيسبوك.

"غادي غادي احذر، رابين يبحث عن رفيق -  (גדי, תיזהר, רבין מחפש חבר)"، هذا ما هتف به أعضاء عصابة "لافاميليا" امام قاعة قاعدة قيادة الأركان في تل ابيب صباح الخميس. المسؤولية عن هتاف القتال هذا ليست ملقاة على زعران كرة القدم اولئك بل على من يندفعون على ظهورهم. مذنب من حرر النمر. فالزعامة يفترض بها أن تشق الطريق، ان ترسم الحدود، او توجه الخطى. في إسرائيل 2016، تندفع الزعامة مع التيارات الاكثر عكرة. رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لم ينبس ببنت شفه طوال النهار كله. يحتمل أن يكون انتظر ما سيصدر على لسان ابنه، الذي لم يلاحظ بعد الميل السائد في الشبكات الاجتماعية. 

فقط في الثامنة الا خمس دقائق مساء، قبيل نشرات الاخبار، تفضل برفع بوست إلى الفيس بوك والاعراب عن تأييد لمنح العفو لاليئور أزاريا. آه، نعم، وكذلك "يدعو إلى إبداء المسؤولية تجاه الجيش الإسرائيلي، قادته ورئيس الاركان".

رئيس وزراء لا يقف على الفور، بصوت واضح وعال، إلى جانب رئيس اركان الجيش الإسرائيلي، إلى جانب قيادة الجيش الإسرائيلي، إلى جانب هيئة من ثلاثة قضاة في المحكمة العسكرية، هو رئيس وزراء غير جدير بتولي منصبه لحظة واحدة أخرى.

ليس فيّ شماتة على اليئور أزاريا. فلا قلبا لا يتفطر على مشهد حالة الجندي ذي الوجه الصبياني والابتسامة الخجلة. في القصة التي أمامنا أزاريا هو الضحية المأساوي. فلولم يحاط بمحامين طامعين بالنشر وسياسيين فارغين وطامعين بالابهة، لكان يمكن لأزاريا أن يخرج بسلام نسبي من الوضع الذي علق فيه.

كان يحتاج ببساطة لان يقول الحقيقة: لا اعرف ما حصل لي، فقدت السيطرة، رأيت رفيقي يطعن، صعد الدم إلى رأسي، علقت في وضعية لم انجح في السيطرة عليها، وانتهى. ما كنا لننجر إلى رقصة الشياطين منفلتة العقال التي جررنا اليها، ما كنا سنكتشف ما اكتشفناه، وأزاريا كان سيحصل على سنة سجن فعلي، يقضي نصفها ويذهب إلى البيت.

ولكن أزاريا فقد السيطرة على مصيره، احيط بالانتهازيين والمنافقين ممن آمنوا بأن بوسعهم أن يثنوا ما حصل هناك، ومن الجهة الاخرى ارتكبت أيضا بضعة اخطاء في السلوك العسكري (وان لم تكن جوهرية). في السطر الاخير، كلنا خسرنا.

واحد من اولئك الذين رقصوا أمس على الدم وزايدوا علينا أخلاقيا هو النائب احمد طيبي. وواحدة من اولئك الذين اجابوه كانت عنات بيركو من الليكود. هذا ما غردته، ردا على احدى تغريدات الطيبي: "خلافا للمجتمع الإسرائيلي، فإن المجتمع الفلسطيني هو مجتمع حكمه الاخلاقي مشوه وبشكل عام يقوم على اساس فكرة الاسود والابيض. النائب الطيبي هو آخر من يزايد علينا اخلاقيا".

هذه فرصة نادرة للتماثل مع ما قالته النائبة باركو. بالفعل، في المجتمع الفلسطيني أساسات اجرامية كثيرة جدا، وهو يغرق بالدم ويقدس القتلة. كم نحن نخرج عن اطوارنا حين يسمون شوارع وميادين على اسماء "شهداء". كم نحن نغتاظ حين يدفعون الرواتب للسجناء – القتلة في السجن الإسرائيلي.

إذن لماذا، يا رب العالمين، نحن نصر على أن نكون مثلهم؟ فجعل اليئور أزاريا بطلا، هو فلسطنة المجتمع الإسرائيلي. هذا بالضبط ما يفعله اعداؤنا، بلا تمييز، بخلاف القيم والقواعد الاخلاقية الكونية. هذا خط الفصل الذي يفصل بيننا وبينهم.

ان حقيقة أن في دولة إسرائيل وفي الجيش الإسرائيلي لا تطلق النار للقتل على من القي على الارض ولا يشكل تهديدا، هي تفوقنا الاكبر عليهم. هذه الحقيقة تلقت أمس تأكيدا متجددا بالاجماع في المحكمة العسكرية، ولكنها سحقت وجرفت في تيار عكر من جمهور محرض، عطش للدماء، يكره العرب كراهية موت ولكنه يسعى إلى الاقتداء بقيمهم وبسلوكهم. هذا، وليس العرب أنفسهم، هو التهديد الاكبر على الوجود، التفوق النوعي والاخلاقية للدولة اليهودية. في هذا المجال كان لنا حتى وقت اخير مضى تفوق حاسم على اعدائنا. يبدو أن ليس بعد اليوم.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.