تنتاب المرأة حالة تقلب غريبة بعد الحمل والولادة، فهي تصبح أم لكائن جديد ولد من رحمها، والأمومة مرحلة جديدة أمام الزوجة تدخلها وتعيش من خلالها تجربة جديدة ومختلفة، لذا فهي تحتاج لتعامل مختلف خلال هذه المرحلة ويتم عبر معرفة فن معاملة الزوج لزوجته الام الجديدة.
ويظن بعض الازواج أن زوجاتهم ينسينهم بعد ولادة الطفل الذي يحصد معظم تركيز المرأة، ولكن ما لا يعرفونه أن كل زوجة تحتاج لوقوف زوجها إلى جانبها خلال تلك المرحلة وإشعارها بحبه، وكذلك تقديم أفضل ما لديه للتأكيد على قدرته في تحمل مسئولية كونه اصبح اب لطفلهما، ويتضمن فن معاملة الزوج لزوجته بعد الولادة أن يكون حنونا عليها ويتحملها ويتميز بالصبر وطولة البال.
كما يجب على الزوج معرفة القواسم المشتركة بين الامهات الجدد والتي تنتاب أغلب الزوجات بعد الولادة، كعرض عام ولكنه يستمر لفترة بسيطة من الزمن، وهنا يظهر فن معاملة الزوج لزوجته مدى حبه لها وتحمله لمسئوليتها وطفلها. ويأتي عدم شعور المرأة بالجمال بعد الولادة على رأس القائمة، حيث يتغير شكل الجسم وتظهر بعض الترهلات والعلامات غير المرغوبة من قبل المرأة في جسدها بما يجعلها لا تحبه ولا تنظر لنفسها في المرآة، لذا يأتي دور الزوج في إبداء إعجابه بجمال زوجته وحبه لها رغم أي تغير في شكلها أو جسدها وتقبله للأمر، وليس كما يفعل البعض من عدم القرب من زوجته لحين تعود لمظهرها الاول بما يجعلها تنفر منه ومن طفلها احيانا ويسبب لها اعراض سلبية نفسيا.
ثم تأتي الحاجة للشعور بالإطمئنان ضمن التغيرات التي تحدث للمرأة بعد الولادة لكونها تشعر بالخوف، سواء على طفلها أو على المسئولية التي ألقت على عاتقها ومدى قدرتها على تحملها، وكذلك موقف زوجها بعد تغير الوضع وتحول اهتمامها بعيدا عنه، وهنا يجب على الزوج أن يقف إلى جانب زوجته ويتقرب منها اكثر ويشعرها بتواجده الدائم ويهتم هو بها ويحاول طمأنتها حتى تمر من هذه المرحلة بسرعة. ويقول فن معاملة الزوج لزوجته إنه يلعب دورا كبيرا في تلبية الحاجة للحماية التي تزداد لدى الزوجة بعد الولادة، والحماية هنا تكون باعتماد الزوجة على زوجها في كثير من الامور وأن يقوم بأدوار كانت لها في التواصل مع البعض أو مساعدتها في شئون المنزل.
جميع النساء تريد الشعور بالحماية والأمان، ولكن يزداد الأمر مع الأم الجديدة، فهي تحتاج أن تعتمد علي أحد، تريدك أن تكون صلة الوصل بينها وبين الآخرين، مطمئناً إياها ومتولي أمورها. ويذكر أيضا أن مشكلة الملابس تمثل حملا على عاتق المرأة بعد الولادة، حيث لا يمكنها ارتداء ملابس ما قبل الحمل او ملابس الحمل بسبب تغير طبيعة الجسم وأيضا عدم ثباته لمدة بعد الولادة حتى يعود الجسم لطبيعته، وهنا يحتاج الزوج لأن يساعد زوجته في شراء بعض الملابس ويشجعها على ذلك، وقد يفاجئها بشراء ما يلائمها خلال هذه المرحلة وهي خطوة جيدة ومريحة نفسيا للزوجة.
وفي سياق متصل، نجد نفسية المرأة تتأثر بمن حولها وبالنصائح الكثيرة التي توجه لها، وهنا تأخذ المرأة موقفا دفاعيا بشكل دائم عن نفسها لبيان أنها تقوم باللازم تجاه طفلها وزوجها وبيتها خاصة، مع خوفها من عدم القدرة على مراعاة كل ذلك، ويكمن فن معاملة الزوج لزوجته هنا في دوره بإشعار المرأة بأن كل هذا ملك لها ويمكنها اختيار المريح لها لعمله بما يقلل من ارتباكها.
وبناء على ما سبق، نجد الزوجة دائما ما تلقي باللوم على زوجها نتيجة المتاعب التي تتعرض لها في فترة ما بعد الولادة وقيامها بواجبات كثيرة، فهي عندما تغضب وتشعر بالإرهاق تحتاج للتنفيس عن هذا الغضب وبالطبع لن يخرج هذا في وجه الطفل، لذا على الزوج أن يكون صبورا عليها ولا يقابل انفعالها بالغضب حتى لا يتفاقم الأمر دون داع. وأخيرا اعلم ايها الزوج أن زوجتك تحبك ويزداد حبها لك بقدوم طفلكما، ولكن عليك بالصبر والحنان وتحمل المسئولية إلى جانبها لتكون قدر مسئولية لقب الاب الذي حصلت عليه.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.