رأي

رواية احلام مستغانمي الجديدة : \"الاسود يليق بك\" __ بقلم: عزت فرح

عزّت فرح

صدرت حديثا رواية جديدة للكاتبة الجزائرية المشهورة احلام مستغانمي " الاسود يليق بك" , وهي تحمل في اسمها معنى اغوائيا . البطلة فتاة جزائرية من اب جزائري وام سورية, قتل الارهابيون اباها في حماة زمن الرئيس حافظ الاسد, وكان مطربا قتلوه عن غير ذي حق, كما قتل اخوها بعد ذلك وهي تعيش اليوم في بيروت. انها قصة حب بين مطربة شابة ابنة سبعة وعشرين ربيعا تسميها " هالة الوافي", وبين ثري لبناني اسمه" طلال هاشم" يلتقيان في بيروت وباريس وفيينا . ان البطل حصل على ثروته بالتخطيط والعمل المدروس, انه يضع خططا للايقاع بهذه الفتاة الجميلة" هالة الوافي", بواسطة ازهار ورسائل وبطلقات حفلات , ودفع اقامة في فنادق غالية الثمن الخ.. الناظر بعين ثاقبة يجد انها " احلام مستغانمي" قسمت روايتها الى اربعة فصول او حركات. وهنا لابد ان نساّل وبصراحة، اي حب هذا الذي نعطيه اسم حركات, هل نحن امام لعبة شطرنج, حيث في هذه اللعبة كما في كل لعبة الهدف فيها اولا واخيرا هو النصر. انّ الحب امر جميل لانه عبارة عن مشاعر انسانية, سامية وجميلة. لقد اختزلت الروائية الاكثر شهرة اليوم في عالمنا العربي اختزلت سنتين من وهم الحب في اربع حركات, ولكن رفضت احلام " هالة الوافي" ان تعيش عبودية الاسود ووهم الجارية التي يريدها عشيقها " طلال هاشم". وجدير بالذكر ان بطلها كان يقول لها باستمرار الاسود يليق بك ومن هنا جاء اسم الرواية. ان البطلة " هالة" ترفض استمرار العلاقة مع" طلال" علاقة جارية تنصاع لامر عشيقها, علاقة مدفوعة الثمن، ولذلك نراها تخلع الاسود " الاسود الذي يليق بك كما كان يقول لها, وتلبس اللازوردي لتعلن بذلك رفضها العبودية وعشقها الحياة والحرية والفن بدل الاسود الذي يرمز الى الموت والعبودية والياّس. اما ما يخص الاسلوب في الرواية: ففي الر واية عناصر متعددة اهمها : الحوار والسرد القصصي وعنصر ثالث جديد بل متجدد الا وهوالجملة الشعرية الشديدة التاّمل والتي فيها حكمة. انّ هذا العنصر الثالث قد اكسب الرواية تجديدا وجعلها خارجة عن ماّلوف الرواية التقليدية, ولكن بالمقابل هذا العنصر الثالث لم يكسبها ابداعا فنيّا متميّزا. ان الرواية تفيض بحكم حياتية واقعية وعلى سبيل المثال لا الحصر نورد بعض هذه العبارات الحكم الحياتية: الحداد ليس في ما ترتديه بل في ما نراه. انه يكمن للاشياء. بامكان عيون قلبنا ان تكون في حداد.. ولا بذلك وحكمة اخرى تقول: لا افقر من امراّة لا ذكريات لها. فاثرى النساء ليست التي تنام متوسّدة ممتلكاتها بل من تتوسّد ذكرياتها. وحكمة اخيرة والباقي ارجو ان تدليه من الرواية التي كالبئر التي لاتنضب من هذه التعابير الجميلة والحكيمة في اّن معا: الحب هو ذكاء المسافة الّا تقترب كثيرا فتلغي ولا تباعد طويلا فتنسي. الا تضع حطبك دفعة واحدة من تحب. ان تبقيه مشتعلا بتحريكك الحطب دون ان تحترق يدك المحرّكة لمشاعره ومسار قدره. هذه العبارات الحكيمة والشعرية الجميلة لم تصل الكاتية بهذا الاسلوب الى الابتكار الفني والاسلوب السردي الجميل الذي برى بشكل واضح وجميل في روايتها " ذاكرة جسد". انّ الجملة الشعرية والحكمة الحياتية لا تجعل القارئ يتغاضى عن حبكة الرواية الماّلوفة. لقد استطاعت الكاتبة المبدعة في الحوار الذي تكتنفه الرواية التركيز على التناقضات الشرقية وازدواجيتها. وحتى نوضّح هذا التركيز على التناقضات نسوق مثلا, بطل الرواية" طلال هاشم" رجل اعمال غني يدعي انه صاحب علم ورقي, يشعر بالنقص لاّنه لم يرزق بصبي ذكر و ان ابنتيه سوف تتزوجان من رجلين سوف يرثانه, ما هذا التناقض الفاضح في الشخصية الشرقية التي تدّعي الثقافة والعلم انه تناقض كبير تبرزه الكاتبة بحرفية وفن. وهناك مثال اّخر على هذا التناقض في شخصية البطل فهو يخبر البطلة" هالة الوافي" بانه يحترم زوجته ولن يتخلّى عنها, يصطاد عشيقة سرية يبحث فيها عن لذات العيش_ هي عشيقة رغم الشاعرية في التصرف معها لكنه رجل شرقي يحلم في الحريم من حوله ويعتبر هذه الصورة الخيالية الحالمة هل هي من حقه كرجل شرقي حصل على هذا الحق يواسطة امواله والانكى بواسطة ذكوريته اي تناقض مشين هذا اننا نلمح هذا التناقض كذلك في شخصية البطلة" هالة الوافي" التي رغم تربيتها المحافظة واخلاقها وتشبثها بالشرف والعفة, هذه البطلة لا مانع لديها ان تسافر مع عشيقها الى عواصم غربية مثل باريس وفيينا وان تنام معه في غرفة واحدة وسرير واحد ورغم كل هذا التصرف ترى انها قد حافظت على شرفها وعفّتها بغشاء الشرف؟ ان اعتبار الخيانة الزوجية والعلاقات غير الشرعية علاقات طبيعية هو امر مستهجن, ان" طلال" زوج خائن والبطلة تتنازل عن وجوده لانه قيّدها بامتلاكه , صحيح ان هذه الحرية ونفض العبودية امر جميل ولكن الاستغناء عن الشرف وتلميع الخيانة امر مستنكر وكريه. فالرواية تسير دون رادع اخلاقي., اساسها الخيانة وتسير هذه الخيانة بسلاسة وبكل براءة بين دفتي الرواية كاّنها امر مفروغ منه. هل فكر "طلال" بمشاعر زوجته وابنتيه وهو يتنقل بشهواته من جسد الى اّخر قبل ان يغضب من التفكير في انتقال ميراث ابنتيه بدون ان يكون له ابن ذكر. ان ما عانت منه"هالة" هو ليست قصة عشق فاشلة, انما الحقيقة علاقة خيانة للزوجة وللبنتين ولشابة اراد "طلال" في عقده السادس شراء شبابها والاستمتاع بعبوديتها الكاتبة الجزائرية حصلت على جائزة نجيب محفوظ عام 1998 عن روايتها الرائعة " ذاكرة جسد" لقد ربطت بتقنية الشرق بالغرب وبحبكة بندولية بين الشرق والغرب, كما نشهد لمحات للقضايا السياسية في العراق ولبنان والجزائر وغيرها. قال معلمها هل تدرين انّ نسبة الجزائريين الذين يعانون من اضطرابات نفسية او عقلية تتجاوز 10% حسب الاحصائيات الاخيرة لقد اصبحنا شعب مجانين. ادهشتني عبارة جميلة: مذ ادركت ان طغاة الحب كطغاة الشعوب, جبابرة على النساء وصغارا امام من يفوقهم جبروتا. لقد اعتبر نزار قباني في حديث له مع سهيل ادريس ان تعابيرها شعرية مجنونة تشبهه. تتمثل في رواية مستغامني الثنائيات: الحياة والموت, القسوة والرحمة, الفقر والغنى الشرق والغرب اّسيا وافريقيا, استغلال ومستغلين. يقول الشاعر الكبير نزار قباني: ما يجعل روايتها نصا مفتوحا على الاحلام الوردية لقطاعات كثيرة من الشباب الحالمين بالانخراط في الحياة المخملية في بيروت وباريس وفيينا. ___ كفرياسيف

رواية  احلام مستغانمي الجديدة : "الاسود يليق بك"
 
 
 
 
بقلم: عزت فرح
 
 
صدرت حديثا رواية جديدة للكاتبة الجزائرية المشهورة احلام مستغانمي " الاسود يليق بك" , وهي تحمل في اسمها معنى اغوائيا .
 
البطلة فتاة جزائرية من اب جزائري وام سورية, قتل الارهابيون اباها في حماة زمن الرئيس حافظ الاسد, وكان مطربا قتلوه عن غير ذي حق, كما قتل اخوها بعد ذلك وهي تعيش اليوم في بيروت.
 
انها قصة حب بين مطربة شابة ابنة سبعة وعشرين  ربيعا تسميها " هالة الوافي", وبين ثري لبناني اسمه" طلال هاشم"  يلتقيان في بيروت وباريس وفيينا .
 
ان البطل حصل على ثروته بالتخطيط والعمل المدروس, انه يضع خططا للايقاع بهذه الفتاة الجميلة" هالة الوافي", بواسطة ازهار ورسائل وبطلقات حفلات , ودفع اقامة في فنادق غالية الثمن الخ..
 
الناظر بعين ثاقبة يجد انها " احلام مستغانمي" قسمت روايتها الى اربعة فصول او حركات.
 
وهنا لابد ان نساّل وبصراحة، اي حب هذا الذي نعطيه اسم حركات, هل نحن امام لعبة شطرنج, حيث في هذه اللعبة كما في كل لعبة الهدف فيها اولا واخيرا هو النصر.
 
انّ الحب امر جميل لانه عبارة عن مشاعر انسانية, سامية وجميلة.
 
لقد اختزلت الروائية الاكثر شهرة اليوم في عالمنا العربي اختزلت سنتين من وهم الحب في اربع حركات, ولكن رفضت احلام " هالة الوافي" ان تعيش عبودية الاسود ووهم الجارية التي يريدها عشيقها " طلال هاشم".
وجدير بالذكر ان بطلها كان يقول لها باستمرار الاسود يليق بك ومن هنا جاء اسم الرواية.
 
ان البطلة " هالة" ترفض استمرار العلاقة مع" طلال"  علاقة جارية تنصاع لامر عشيقها, علاقة مدفوعة الثمن، ولذلك نراها تخلع الاسود " الاسود الذي يليق بك كما كان يقول لها, وتلبس اللازوردي لتعلن بذلك رفضها العبودية وعشقها الحياة والحرية والفن بدل الاسود  الذي يرمز الى الموت والعبودية والياّس.
 
اما ما يخص الاسلوب في الرواية: ففي الر واية عناصر متعددة اهمها : الحوار والسرد القصصي
وعنصر ثالث جديد بل متجدد الا وهوالجملة الشعرية الشديدة التاّمل والتي فيها حكمة.

انّ هذا العنصر الثالث قد اكسب الرواية تجديدا وجعلها خارجة عن ماّلوف الرواية التقليدية, ولكن 
بالمقابل هذا العنصر الثالث لم يكسبها ابداعا فنيّا متميّزا.
 
ان الرواية تفيض بحكم حياتية واقعية وعلى سبيل المثال لا الحصر نورد بعض هذه العبارات الحكم الحياتية: الحداد ليس في ما ترتديه بل في ما نراه. انه يكمن للاشياء. بامكان عيون قلبنا ان تكون في حداد.. ولا بذلك
وحكمة اخرى تقول: لا افقر من امراّة لا ذكريات لها. فاثرى النساء ليست التي تنام متوسّدة ممتلكاتها بل من تتوسّد ذكرياتها.
 
وحكمة اخيرة والباقي ارجو ان تدليه من الرواية التي كالبئر التي لاتنضب من هذه التعابير الجميلة والحكيمة في اّن معا:الحب هو ذكاء المسافة الّا تقترب كثيرا فتلغي ولا تباعد طويلا فتنسي. الا تضع حطبك دفعة واحدة من تحب. ان تبقيه مشتعلا بتحريكك الحطب دون ان تحترق يدك المحرّكة لمشاعره ومسار قدره.
 
هذه العبارات الحكيمة  والشعرية الجميلة لم تصل الكاتية بهذا الاسلوب الى الابتكار الفني والاسلوب السردي الجميل الذي برى بشكل واضح وجميل في روايتها " ذاكرة جسد".
 
انّ الجملة الشعرية والحكمة الحياتية لا تجعل القارئ يتغاضى عن حبكة الرواية الماّلوفة.
 
لقد استطاعت الكاتبة المبدعة في الحوار الذي تكتنفه الرواية التركيز على التناقضات الشرقية وازدواجيتها.
وحتى نوضّح هذا التركيز على التناقضات نسوق مثلا, بطل الرواية" طلال هاشم" رجل اعمال غني يدعي انه صاحب علم ورقي, يشعر بالنقص لاّنه لم يرزق بصبي ذكر و ان ابنتيه سوف تتزوجان من رجلين سوف يرثانه, ما هذا التناقض الفاضح في الشخصية الشرقية التي تدّعي الثقافة والعلم انه تناقض كبير تبرزه الكاتبة بحرفية وفن.
 
وهناك مثال اّخر على هذا التناقض في شخصية البطل فهو يخبر البطلة" هالة الوافي" بانه يحترم زوجته ولن يتخلّى عنها, يصطاد عشيقة سرية يبحث فيها عن لذات العيش_ هي عشيقة رغم الشاعرية في التصرف معها لكنه رجل شرقي يحلم في الحريم من حوله ويعتبر هذه الصورة الخيالية الحالمة هل هي من حقه كرجل شرقي حصل على هذا الحق يواسطة امواله والانكى بواسطة ذكوريته اي تناقض مشين هذا
اننا نلمح هذا التناقض كذلك في شخصية البطلة" هالة الوافي" التي رغم تربيتها المحافظة واخلاقها وتشبثها بالشرف والعفة, هذه البطلة لا مانع لديها ان تسافر مع عشيقها الى عواصم غربية مثل باريس وفيينا وان تنام معه  في غرفة واحدة وسرير واحد ورغم كل هذا التصرف ترى انها قد حافظت على شرفها وعفّتها بغشاء الشرف؟
 
ان اعتبار الخيانة الزوجية والعلاقات غير الشرعية علاقات طبيعية هو امر مستهجن, ان" طلال" زوج خائن والبطلة تتنازل عن وجوده لانه قيّدها بامتلاكه , صحيح ان هذه الحرية ونفض العبودية امر جميل ولكن الاستغناء عن الشرف وتلميع الخيانة امر مستنكر وكريه.
 
فالرواية تسير دون رادع اخلاقي., اساسها الخيانة وتسير هذه الخيانة بسلاسة وبكل براءة بين دفتي الرواية كاّنها امر مفروغ منه.
 
هل فكر "طلال" بمشاعر زوجته وابنتيه وهو يتنقل بشهواته من جسد الى اّخر قبل ان يغضب من التفكير في انتقال ميراث ابنتيه بدون ان يكون له ابن ذكر.
 
ان ما عانت منه"هالة" هو ليست قصة عشق فاشلة, انما الحقيقة علاقة خيانة للزوجة وللبنتين ولشابة اراد "طلال" في عقده السادس شراء شبابها والاستمتاع بعبوديتها
الكاتبة الجزائرية حصلت على جائزة نجيب محفوظ عام 1998 عن روايتها الرائعة " ذاكرة جسد"
 
لقد ربطت بتقنية الشرق بالغرب وبحبكة بندولية بين الشرق والغرب, كما نشهد لمحات للقضايا السياسية في العراق ولبنان والجزائر وغيرها. قال معلمها هل تدرين انّ نسبة الجزائريين الذين يعانون من اضطرابات نفسية او عقلية تتجاوز 10% حسب الاحصائيات الاخيرة لقد اصبحنا شعب مجانين.
 
ادهشتني عبارة جميلة: مذ ادركت ان طغاة الحب كطغاة الشعوب, جبابرة على النساء وصغارا امام من يفوقهم جبروتا.
 
لقد اعتبر نزار قباني في حديث له مع سهيل ادريس ان تعابيرها شعرية مجنونة تشبهه.
 
تتمثل في رواية مستغامني الثنائيات: الحياة والموت, القسوة والرحمة, الفقر والغنى الشرق والغرب اّسيا وافريقيا, استغلال ومستغلين.
 
يقول الشاعر الكبير نزار قباني: ما يجعل روايتها نصا مفتوحا على الاحلام الوردية لقطاعات كثيرة من الشباب الحالمين بالانخراط في الحياة المخملية في بيروت وباريس وفيينا.

   عزّت فرح___ كفرياسيف

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.