أثار فقدان المرحوم المربي المغدور يوسف شاهين مدير كلية عمال التكنولوجية الطيبه، ألماً وحزناَ غير مسبوق

 أثار فقدان المرحوم المربي المغدور يوسف شاهين مدير كلية عمال التكنولوجية الطيبه، ألماً وحزناَ غير مسبوق، تزامناً مع الذكرى الثانية لجريمة القتل التي اهتزت لها الضمائر وسكبت دموعا ومرارة وتركت جرحًا لم ولن يندمل، ويصادف اليوم الخامس والعشرون من اب الحالي اليوم ذكراه الثانية،وسط ألم وتساؤلات وعلامات استفهام حول الجريمة التي لم ينته بعد التداول بها في اروقة المحاكم، علما ان الملف قيد المعالجه حول صدق برهنة الادعاءات للمتهم الذي قدمت ضده لائحة اتهام، ولم يصدر الحكم للعقوبه بحقه حتى اليوم يتم التداول في الملف ومن المقرر ان يصدر حكم العقوبة.

كان المربي المرحوم قائدا وقياديا ليس فقط رجل تربيه وتعليم ، انه من وجهاء الطيبه، وكان الركيزة لتطوير المسيرة التربوية والتعليمية في المدرسة التي اصبحت نموذجا يحتذى بها في المنطقة، كان له دورا هاما في بلوغ أهداف الارتقاء بالمعلمين وبالعملية التعليمية في المدرسة في الاعوام الاخيره ، عمل ليلا ونهارا لاجل اكمال مسيرته التربوية في تطوير المدرسة سواء من خلال البرامج التعليمية التي جندها لخدمة الطلاب وعمل مع المعلمين الهيئة التدريسية كخلية نحل لاجل النهوض والارتقاء بالعلم والتربيه مع غرس قيم التسامح والاحترام للطالب للعامل و للمعلم ،وانعكس هذا على خلق اجواء ومناخ دراسي مهيأ ببيئة سليمة تربوية تعليمية واسلوب ونمط سليم واحرزت تقدما قطف ثمارا في نجاح وتحصيل الطلاب ، وخريجيها يتقلدون مناصبا وادوارا بعد تخرجهم من الجامعات والاكاديمية في انحاء البلاد والخارج.

قٌبيل الجريمة النكراء في العطلة الصيفيه في شهري تموز واب العام 2014 ، عمل المربي المغدور بجهوده الجمة كادحا في تطوير المبنى المدرسي الخلفي الجناح الشمالي حيث نقص في عدد الغرف الصفية، وكان له الذراع والباع الطويل في الاصرار ساعيا لانهاء المشروع  لتهيئة العام الدراسي الجديد حينذاك (20142015) ولخلق جو تربوي تعليمي، وكان يقف طوال الوقت للعمال وللعاملين لانهاء البناية وكان يحضر العمال بنفسه ويهتم في استمرارهم العمل بكد وتعب دون تذمر، لم يلبث ان ينته هذا المشروع في اواخر اب 2014، اختطفته يد الغدر خلال جلسة الهيئة التدريسية واطلقت الرصاصات المباشره تجاهه حتى وقف عندما شاهد الجاني يفتح الباب ولم يختبئ كاي شخص يواجه الموت ذعرا وانما وقف شامخا داخل الصرح التعليم دون وجل او خوف من الرصاصات ، نزف بشده داخل الصرح التعليم وحاول اللحاق بالجاني الى ان سقط ارضا .

وكانت قد شهدت الطيبه حينذاك احتجاجات في اعقاب الجريمة البشعه التي هزت كيان الجميع ولا زال طلابه عائلته ومحبيه وكل من عرفه ينعونه بمرارة الالم والحزن والغضب .

 

نبذة عن سيرة المرحوم يوسف شاهين

ولد المرحوم يوسف محمد شاهين حاج يحيى في الطيبة، عام 1954 لعائلة مكونة من سبعه ابناء واربع بنات ، كان والده فلاحًا وامه ربة منزل، درس المرحوم في أرض الطيبة، وعلى ترابها نهل العلم من مدارسها الابتدائية والثانوية ، ثم انتقل الى دار المعلمين في يافا سنة 1973  

واصل رحلة تعليمه العالي حتى حصل على لقب أول في التربية، من كلية ببت بيرل وأكمل مشواره الدراسي حتى حصل على اللقب الثاني في التربية والإدارة . عمل مدرسًا في عدة مدارس في النقب والطيبة والمنطقة ، حيث عرف بجدّه ونشاطه وإخلاصه وتفانيه في عمله  

في عام 1992 تسلم إدارة المدرسة الابتدائية في “جسر الزرقاء” حيث استطاع بجهوده وإرادته وعزمه ومثابرته تحويل المدرسة من غرف مستأجرة إلى مدرسة ذات بناية متطورة ، فأذهل الجميعَ العملُ الجبارُ الذي قام به ، ووكل إليه بالتخطيط لمدرسة جديدة ، عمل على إقامتها خلال فتره قصيرة جدًا

في عام 1997 انتقل ليكون مديرًا لمدرسة “عمال الصناعية” في مسقط رأسه – الطيبة والتي سرعان ما حوّلها إلى “كلية العلوم والتكنولوجيا”، حيث أصبحت تستقبل طلابًا من جميع القرى ومدن المثلث ، لتصبح كلية من أرقى المؤسسات في المجتمع العربي: هيئة تدريسية ، كوادر رفيعة الكفاءة ، تخصصات جديدة وعصرية وتحصيل نتائج بچروت بارتفاع مطّرد

فقد حصلت الكلية على رسائل تهنئة في السنين الماضية على النجاحات التي تحققها حتى اصبحت الكلية في المصاف الاولى،لم يقتصر عمل المرحوم في تحقيق الانجازات في السلك التعليمي فحسب، ولكنه ترك بصماته الناجحه في كل ركن وكل زاوية فعلى الصعيد الاجتماعي لم يبخل أبو الامير للحظة في تقديم العون والمساعدة  ،انتماؤه وحرصه الشديدين جعلاه شعلة للحق وللعمل الجماهيري في المدينة . كان المرحوم زعيمًا ومرجعًا لأبناء بلده ، فهو الموجّه لهم في حل مشاكلهم ، معهم دائمًا في افراحهم وأتراحهم ، ناشطًا في اللجنة الشعبية ، وشارك في الفعاليات والاحتجاجات مع الذين اجتمعوا حين أقصي الرئيس الشرعي المنتخب في العام 2007  ،وتعززت حرارة الإنتماء وفكّر في أن يدخل المعترك السياسي المحلي ويترشح للانتخابات المحلية التي جرت عام 2015  ، ولا ننسى أنه نوى أن يحج لبيت الله الحرام ولكنه قتل قبل أن يبلغ غايته  ، عرف المرحوم بعلاقاته الواسعه مع فئات المجتمع كلها وانتاز بعلاقاته مع ذوي الأن والمناصب العليا ، ولمسنا هذا بعد موته ، لم يبق وزير ولا رئيس إلا وجاء لمواساة العائله على فراقه

 دأب وسهر الليالي لينجز ما خطط له لاجل طلابه والمصلحه العامة ، إلى أن وافته المنية في تاريخ 25.8.2014 فانقطع نهر العطاء بيدٍ آثمة غادرة .،كان رحمه الله شخصيه تربوية قيادية قدّم الكثير لأبناء بلده على مدى عشرات السنين ، أحب الجميع وأحبوه ، تميز بشخصية قوية وعطاءٍ سخي وعمل بإخلاصٍ وتفانٍ على إصلاح ذات البين ، وطمح لتحقيق الافضل دائمًا.











 

 

 

 
 

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.