في هذا العام قد يتزامن يوم احتفال المسلمين بعيد الأضحى مع صيام يوم الغفران اليهودي، كما كان الحال في العام السابق، فان المسألة تلقى العديد من التساؤلات والتخوفات .
يطالب أصحاب المصالح العرب الذين يعملون في مدن مختلطة، بالسماح لهم بالعمل في يوم العيد، خصوصاً وانه أحد أهم أيام العام من ناحية تجارية، فيما يسعى رجال الدين إلى تهدئة النفوس لمنع الاحتكاكات.
إحياء ذكرى يوم الغفران اليهودي وعيد الأضحى الإسلامي في الوقت ذاته (اللذين سيحلان بدءا من تاريخ 22-23 أيلول) يخلق مخاوف من حدوث مواجهات في المدن المختلطة.
مرة كل ثلاثين عاما يكون كلا التاريخين في نفس اليوم، وفي السنوات الأخيرة زادت حدة التوتر في هذا اليوم، اذ اعتاد العرب ان يعكفوا في بيوتهم في المدن المختلطة أو في بلداتهم اذا كانت بلداناً عربياً، خوفاً من أن يقوم متطرفون يهود بالقاء الحجارة على سياراتهم على المفترقات أو في احياء المدن.
هذا العام، يرتفع التوتر الى مستوى جديد، التزامن المحتمل ليوم الغفران وعيد الأضحى هو كبير جداً، بل محتوم فلكاياً. وفيما يعتكف اليهود في هذا اليوم على الصيام المتواصل لقرابة ال25 ساعة، فان المسلمون يدأبون على الاحتفال والزيارات والمشتريات، مما يجعل التجانس في النهجين صعباً وحساساً جدا، بين حاجة اليهودي بالسكينة والهدوء والصيام وحاجة المسلم الى الاجواء الاحتفالية في العيد.
إذاعة الشمس وقفت العام المنصرم وقفة جريئة جداً أمام السلطة الثانية للبث والتلفزيون عندما أرادت أن تفرض على الإذاعة ان تغلق بثها خلال يوم الغفران، وهو يوم ديني وليس قومي أو وطني، ورفضت الإذاعة ذلك بدعوى أنه إكراه ديني، وفعلاً التمست الإذاعة للمحكمة العليا واستطاعت تحصيل قرار غير مسبوق يسمح لها بالث في يوم الغفران.
حديث مدير عام اذاعة الشمس 02/10/2015 عن توجّه الاذاعة الى محكمة العدل العليا
الاستعدادات في المدن المختلطة
يؤكد مسؤولون في عدة مدن مختلطة بأن هناك استعدادات للأمر بالفعل. فعلى سبيل المثال، في عكا يتم الاستعداد لإغلاق المدينة أمام السيارات والسماح بدخول المشاة فقط. وقد أجريت في كل من الرملة، عكا ويافا لقاءات خاصة بين الزعماء الدينيين في المدينة في محاولة لمعرفة كيفية التعامل مع الفترة المتوقعة للحدثين، حيث يُتوقع من كل طرف أن يطلب من جمهوره الحفاظ على ضبط النفس واحترام الطرف الآخر.
في السنة الماضية عمل رجال دين يهود وعرب من أجل تهدئة النفوس في كلا الطرفين وطلبوا من السكان إظهار التعاطف والاحترام تجاه الآخر والحفاظ على عادات العيد وتقاليد الطرفين.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.